تقارير وتحقيقات

إصابات خطيرة وسط أطفال.. ونهب للممتلكات وترويع للآمنين الجيش يستهدف الرشايدة في قراهم .. لماذا تسعى الإستخبارات لإحراق شرق السودان؟

الجماهير – مصطفى الشريف

عمل دؤوب، ومتواصل، تقوم به مجموعة يصنفها محللون سياسيون بالتبعية لفلول النظام البائد في الاستخبارات العسكرية، لمد نيران حرب 15 ابريل الى شرق السودان، باستفزازات مستمرة لمكونات اجتماعية كبيرة، في الاقليم، ما سيزيد من تعقيدات المشهد في البلاد، وستكون له تأثيرات كارثية على مجمل المواطنين السودانيين المتواجدين داخل اراضي البلاد، فشرق السودان يحوي المنفذ البحري الوحيد للبلاد، وعبره تأتي المساعدات الانسانية للنازحين، و السلع والبضائع و المعينات الصحية والعقاقير الطبية، والغاز والمفط المستورد لسد حوجة الولايات غير المشتعلة.
الجيش و اللعب بـ”النار”
اصدر حزب الأسود الحرة الذي يتزعمه القيادي مبروك مبارك سليم، بياناً نارياً، تحصلت “وكالة راينو الاخبارية” على نسخة منه، هاجم فيه القوات المسلحة السودانية، وحذرها مما أسماه “اللعب بالنار” و قال الحزب بأنه أعلن مبكراً رفضه للحرب “العبثية” التي اشتعلت بين ما أسماها ” طائفتين عسكريتين” في شهر رمضان الفضيل، و أيامه العشر الاخيرة المباركة، مؤكداً مناداته بايقاف الحرب و الإصلاح بين “الطائفتين”. ومضى في بيانه بالقول “إلا أن أهل الفتن إنحازوا لأطرافها من أجل إشعال الفتنة، حتى تدمرت البنية التحتية المتهالكة أصلاً، وبيوت المواطنين و ممتلكاتهم، فالحرب تقضي على الأخضر واليابس”.
و حذر حزب الأسود الحرة الجيش السوداني من مغبة إستهداف المواطنين، مندداً بـ”جرائم مروعة يرتكبها الجيش ضد المدنيين المسالمين”.
وبينما أكد بيان الأسود الحرة، إلتزامه بالحياد في هذه الحرب اللعينة، عاد مشددا على أنه “حينما يصبح شعبنا فريسة للظالمين، تلزمنا ايمانياتنا أن نرفع الظلم عندما يتعرض شعبنا لانتهاك صارخ لحرمة الدم و استهانة بالمواطن السوداني، لا سيما قبيلة الرشايدة.
و يقول إبن المنطقة محمد الصويلح حميد في اتصال هاتفي مع “وكالة راينو الأخبارية” أن الإستهداف الوحشي لأطفال قصر من قبيلة الرشايدة، جعل القبيلة جميعها على قلب رجل واحد، من أجل الحفاظ على سلامة ابناء وبنات القبيلة.

إستهداف للأطفال بوحشية مفرطة
دمغ بيان حزب الأسود الحرة الجيش السوداني بارتكاب مجزرة بحق الرشايدة و أورد تفاصيل الحادثة بالقول ” هجمت القوات المسلحة على مدينة الحفائر –قرب كسلا- و سفكت الدماء و نهبت وسرقت ممتلكات المواطنين، و أصيبت في إطلاق الجيش للنار اليتيمة حمدة حامد حمدية وتحطمت يدها بالرصاص، وهي طفلة لم يتجاوز عمرها الست سنوات، كما أطلقت القوات المسلحة في منطقة الحدود بولاية كسلا النار عشوائياً على المواطنين، مستخدمة أسلحة ثقيلة، مما تسبب في إصابة العشرات من أبناء وبنات الرشايدة، بينهم أطفال إصاباتهم خطيرة، و إستشهد الطفل عيسى حمدان حميد غانم، وهو طفل عمره 17 عاما، تركته القوة المهاجمة ينزف حتى الموت داخل سيارته في معاملة وحشية، ليجده ذووه بعد 48 ساعة جثة متحللة داخل سيارته، في سلوك يتنافى مع إكرام الميت و تعاليمنا الاسلامية الحميدة، كما يعاني أيضا الشاب بيليط حميد حامد مصوب من إصابة خطيرة جراء هجوم قوة الجيش المدججة بالسلاح الخفيف والثقيل”.
و أدان حزب الأسود الحرة ما اسماها المجزرة الخطيرة بحق أطفال أبرياء من أبناء الرشايدة، مؤكدا أن هذه الجريمة المروعة التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية، تعبر عن مدى الظلم الذي تمارسه القوات المسلحة ضد شعبها، لا سيما قبيلة الرشايدة.
قمع لن يمر مرور الكرام
بمثلما قطع البيان الممهور بتوقيع مسؤول إعلام الأسود الحرة بأن هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام، حال لم يتم ردع الجناة ومرتكبي هذه الجريمة الشنيعة، أكد محمد الصويلح لوكالة راينو الأخبارية أن إستهداف الجيش للرشايدة تقف خلفه استخبارات القوات المسلحة التي يغلب على عناصرها الإنتماء للتنظيم الاسلامي الارهابي “المؤتمر الوطني وحركته والاسلامية” بهدف استفزاز الرشايدة لحمل السلاح وخوض حرباً ضد الجيش ما سيشعل الفتيل في شرق السودان، ليمتد حريق البلاد الى الاقليم الذي يشتمل ثلاث ولايات ما سيجعل كل السودان بؤرة حرب مشتعلة، لن تخلف سوى الدمار والخراب و الموت، ليستغل التنظيم الارهابي “المؤتمر الوطني” الفوضى الضاربة في كل انحاء البلاد للعودة للحكم، و من ثم ضرب كل مخالفيه بالحديد والنار، لتكون العودة هذه المرة بحسم وقمع شديدين، مستخدماً فزاعة الوضع الأمني لتشديد الخناق على الشعب الأعزل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى