اقتصاد

إقليم دارفور.. السكان مهددون بالجوع

تقرير- الجماهير

وقفت امرأة في العقد الثالث من عمرها بين جموع النسوة أمام مقر إحدى المنظمات بعد انتشار شائعة توزيعها “كاش” على النازحين، تحمل المرأة طفلها الذي لا يتجاوز عمره بضعة أشهر، ملامحها تدل على أنها تعاني من هموم يثقل حملها على الجبال، وكان الطفل يرضع من ثدي أمه دون أن يجد لبنًا لأن الجوع الذي تعاني منه والدته أفقدها اللبن، ليدخل في حالة إغماء تقارب الموت، وصرخت الأم بأعلى صوتها “ابني مات من الجوع”.

تلك الحادثة حركت عددا من الحاضرين إلى نجدة المرأة، هذا يحمل نقودا، وذاك يحمل بسكويت، وجرى تداولها بين كل سكان مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، واعتبروها مؤشرا خطرا على حياة النازحين.

وقالت النازحة فتحية إبراهيم محمد لـ«صحيفة الجماهير» إن الحياة مع النزوح قاسية لانعدام الأكل والشرب، “حتى النوم في فصل الخريف فيه صعوبة لأننا نقيم في أحد فصول مدرسة بمدينة الضعين”.

واشتكت من انعدام فرص العمل، حتى الغسيل المنزلي غير متوفر بسبب الظروف الاقتصادية العامة.

وأضافت أن حياة النازحين في خطر بسبب نقص الغذاء، ومعظم الأسر تعتمد على وجبة فحسب كل (24) ساعة، وبعض الأسر تقدم وجبة كل (12) ساعة للأطفال، ولكن الكبار لا يتناولون وجبة إلا بعد مرور يوم كامل.

ووصفت الوجبة بأنها تخلو من العناصر الغذائية، وفي الوقت نفسه غير مشبعة لشخص تعود على الجوع.

ارتفاع أسعار الدخن والذرة:

مواد إغاثية وصلت مدينة الضعين- صورة أرشيفية
مواد إغاثية وصلت مدينة الضعين أبريل الماضي (أرشيف)

وبدوره، اشتكى المواطن موسى أبكر من منطقة شعيرية، من وجود فجوة غذائية كبيرة في المنطقة، بعد  ارتفاع أسعار سلعتي الدخن والذرة، وهما الغذاء الرئيسي للسكان.

حيث وصل سعر ملوة الدخن إلى سبعة آلاف جنيه، علاوة على تكاليف أخرى تصاحب الوجبة الواحدة من لحم مجفف وزيت وبصل وويكة، لهذا معظم السكان يعانون في توفير الوجبة الكاملة.

وعزا سبب  الجوع إلى الآفات الزراعية التي داهمت الموسم الزراعي السابق، إضافة إلى تأثر الوضع العام للمواطنين بالحرب الدائرة التي نتجت عنها عطالة عامة أدت إلى  توقف المرتبات من الموظفين.

ويقول الناطق الرسمي باسم التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، إن مخيمات النزوح بدارفور تعاني من سوء تغذية وسط الأطفال بسبب الجوع.

إن الجوع باعتباره خطرا قادما هو ما دفع رئيس الإدارة المدنية بمناطق سيطرة حركة تحرير السودان -قيادة عبدالواحد نور، مجيب الرحمن الزبير، إلى مناشدة الأمم المتحدة ووكالتها بتقديم المساعدة الإنسانية لعدد من من النازحين الذين فروا من الحرب إلى مناطق سيطرة الحركة لكونها الأكثر أمنًا. 

وأكد الزبير، إذا لم تستجيب الأمم المتحدة لمناشدته ستحدث كارثة إنسانية بسبب نقص الغذاء لعدد (5) مليون نسمة بجبل مرة.

استجابة ضعيفة للحاجة الإنسانية:

ومن جانبها قالت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بشرق دارفور إن الجوع مهدد لحياة النازحين في ولاية شرق دارفور.

وقال مدير الوكالة، جمال الزين كباشي، لـ«صحيفة الجماهير»، إن نسبة تغطية المساعدات الإنسانية التي وصلت للنازحين واللاجئين في الولاية لا تتجاوز ال (1%) من جملة احتياجاتهم.

وأوضح أن الشرائح الاجتماعية التي تحتاج إلى دعم غذائي عاجل تنقسم إلى ثلاث هي: “اللاجئين في ثمانية مخيمات موزعة على الولاية، والنازحين الجدد الفارين من الحرب، بالإضافة إلى شريحة النازحين القدامى”.

وناشد المنظمات الدولية بتوفير الغذاء لهؤلاء النازحين المتأثرين بالحرب، قبل أن تتحول أوضاعهم إلى كارثة إنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى