أخبار عاجلةتقارير وتحقيقاتعلوم وتكنولوجيا

إيقاف “ستارلينك” يؤرق السودانيين ويثير اتهامات للحكومة بالتضييق على المواطنين

جهاز ستارلينك في السودان
جهاز ستارلينك في السودان

تقرير- الجماهير

 اِتهم عدد من الفاعلين السياسيين في إقليم دارفور، حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بالتسبب في الإيقاف المحتمل لخدمة ستارلينك، وذلك عبر تكرار الشكاوى المقدمة من الحكومة السودانية لشركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك، والتي نصت على أن أجهزة ستارلينك تعمل داخل أراضيها دون تصاريح حكومية. لتستجيب الشركة بإمهال المشتركين مدة أسبوعين لتوفيق أوضاعهم، وقالت في رسالة نصية للمشتركين، إنها ستوقف الخدمة عن البلدان الغير مصرح بالعمل فيها. مما أثار ردود فعل واسعة وسط السودانيين الذين بات أغلبهم يعتمد على خدمة ستارلينك في التواصل. 

وحمل الناشط السياسي، فضل جار النبي، حكومة البرهان مسؤولية التسبب في إيقاف الإنترنت الفضائي، وقال للجماهير “إن التضييق وممارسة ضغوطات على المواطنين في إقليم دارفور أصبح سلوك لحكومة البرهان”. والتي برأيه سبق أن منعت وصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور، لاعتبارات متعلقة بفقدان الجيش سيطرته على الفرق العسكرية في مدن الإقليم. 

وأضاف جار النبي، أن الحكومة نفسها أوحت سابقا لشركات الاتصال المحلية بقطع الخدمة عن ولايات جنوب دارفور وشرق دارفور، وذلك فور سقوطها على أيدي قوات الدعم السريع، وفي الوقت نفسه ظلت خدمة الاتصالات متوفرة في مدينة الفاشر.

ويعيب الناشط السياسي، خليفة ضوالبيت، على الحكومة وشركات الاتصال عجزها عن إيصال خدمة الاتصالات والإنترنت إلى المناطق البعيدة عن الحضر، والتي لم تشهد تغطية كاملة لخدمة الإنترنت إلا بعد ظهور أجهزة “ستارلينك” في المناطق النائية في السودان. وأضاف: “على الحكومة  تقديم الشكر  لشركة “سبيس إكس” التي جعلت خدمة الإنترنت متاحة في مناطق البدو والأسواق الطرفية”.

خِيار بديل لتشغيل خدمة الإنترنت الفضائي: 

وأكد مهندس الاتصالات عثمان أبوبكر للجماهير، إن رسالة شركة “سبيس إكس” التي وصلت لجميع المشتركين في خدمة ستارلينك، وصلت لكل المشتركين على مستوى العالم، وليس المقصود بها السودان فقط.

وقال: “حينما أسست الشركة الإنترنت الفضائي، اعترضت  كل شركات الاتصال في آسيا وأفريقيا بمبرر أن خدمة الاتصال مسموح بها لشركات محددة في كل دولة، وتحت ضغط شركات الاتصال والحكومات وافقت شركة سبيس إكس على إيقاف خدمة ستارلينك من كل الدول التي لم توافق بالعمل داخل أراضيها”. واشترطت الشركة لاستمرار الخدمة موافقة الدول عبر تصاريح وتصاديق رسمية.

وأوضح أبوبكر، أن أصحاب أجهزة ستارلينك في السودان كان يفعلون “خدمة المشترك الأصلي”، أي المشترك المتواجد في بلد مسموح فيه بتشغيل خدمة ستارلينك، وفي نهاية أبريل الجاري سوف تتوقف الخدمة من جميع دول العالم التي لم توافق على خدمة الإنترنت الفضائي.

وبحسب رأيه، “يمكن للمشترك تفعيل (خدمة قلوبال)، أي بتغيير باقة التنشيط من أورجينال إلى قلوبال”. ولكن العيب في هذه الباقة أنها ذات تكلفة مالية عالية، إذ  تتراوح أسعار التنشيط الشهري ما بين 250 دولار إلى 300 دولار. 

وذكر أن الشركة كانت قد عملت مسح فضائي قبل أشهر، حددت بموجبه عدد الأجهزة والدول التي تعمل فيها دون تصاريح من حكوماتها. ووجدت أن الدول التي تمتلك تصاريح لتشغيل الخدمة في أفريقيا هي: نيجيريا ومالاوي وزيمبابوي ورواندا وكينيا. وإذا أراد المشترك تفعيل خدمة أورجينال؛ فعليه السفر إلى واحدة من هذه الدول وإعادة تفعيل الخدمة ومن ثم العودة بالجهاز، وهذا أمر فيه صعوبة بالغة.

وتلقى جميع أصحاب أجهزة “ستارلينك”، أمس الثلاثاء،  رسالة من الشركة،  تمهلهم فيها مدة أسبوعين لتوفيق أوضاعهم وذلك من خلال الحصول على الموافقات التنظيمية من حكوماتهم أو العودة بالأجهزة إلى الدول المسموح فيها باستخدام الإنترنت.

وجاء في الرسالة أن ملاك أجهزة ستارلينك يستخدمونها في مناطق لم تكن ضمن خريطة تشغيل ستارلينك. وأن الشركة توافق على استخدام الإنترنت الفضائي في حالة السفر والعبور المؤقت الذي لا يتجاوز الشهرين. 

 ودخلت أجهزة ستارلينك للسودان بعد نحو ثلاثة أشهر من اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع. وذلك بعد انقطاع شبكات الاتصال المحلية -المتعمد بواسطة حكومة السودان – عن مدن دارفور، بحجة أنها مناطق تسيطر عليها الدعم السريع. مما دفع الناس إلى البحث عن بدائل من أجل التواصل مع ذويهم، وتشغيل خدمات “بنكك” التي يعتمد عليها أغلب السكان، فوجدوا أجهزة “ستارلينك” التي كانت تدخل عبر جميع مدن دارفور الحدودية مع دول الجوار.

إن انقطاع اتصال أجهزة الإنترنت الفضائي، سيجعل منطقة غرب السودان عموما، ودارفور خصوصا، خارج دائرة التواصل، وذلك لضعف الشبكات المحلية التي لا تغطي المنطقة إلا بشكل محدود، وقد شهدت الشهور الماضية انقطاعا مستمرا لشبكات “سوداني وزين وأم تي إن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ