الخرطوم: الجماهير
واصلت سلطات الأمن في السودان استهداف صحيفة “الجريدة”المستقلة، وصادرت صباح الاربعاء نسخ الصحيفه من المطبعة دون ابداء أي أسباب، وتعتبر هذه المصادرة ال11 للصحيفة خلال 29 يوماً.
واكتفى أشرف عبد العزيز، رئيس التحرير بالكتابة على صفحته في فيسبوك ( جهاز الأمن والمخابرات يصادر صحيفة الجريدة للمرة الحادية عشر خلال أقل من شهر).
ومنذ إعلان الحكومة السودانية لقرارات إقتصادية قاسية في نوفمبر المنصرم تفرض سلطات الأمن قيوداً على الصحف في تغطيتها الناقدة لإرتفاع أسعار الوقود والدواء والكهرباء، فضلا عن حظر نشر مظاهر الاحتجاج على السياسات الإقتصادية للحكومة.
وحسب «صحافيون لحقوق الإنسان» (جهر)،فإن الفترة: بين (الاثنين 28 تشرين الثاني/ نوفمبر2016)، و(الثلاثاء 27 كانون الأول/ديسمبر 2016)، تمت مصادرة (33) عدد من صحف مختلفة ،وقالت (جهر) في بيان لها كما هو واضح، هناك استهداف أمني مُركَّز على صحيفة (الجريدة ).
و صادر جهاز الأمن السوداني عددي الثلاثاء من صحيفتي (الجريدة) و(آخر لحظة) عقب طباعتهما دون إبداء الأسباب.
لكن صحفيون في الصحيفتين رجحوا أن تكون المصادرة بسبب تناول الخلافات داخل الحزب الحاكم.

و سارعت شبكة الصحفيين السودانيين لرفض إستمرار مصادرة الصحف وملاحقة الصحفيين، ووقالت في بيان أمس الثلاثاء، إن الشبكة تستنكر بأقوى العبارات محاولات جهاز الأمن لتركيع الصحافة والصحفيين بإستخدام سياسة المصادرة بعد الطباعة والحرمان من الإعلان الحكومي، وبسط نفوذه داخل المؤسسة الصحفية، ونؤكد أن الصحافة المسؤولة لاتختار الوسط مطلقاً بين الضحية والجلاد.
وتعمد السلطات الأمنية بالسودان إلى مصادرة الصحف التي تتجاوز ما تعتبره “خطوطا حمراء” كعقوبة بأثر رجعي تؤثر على الصحف ماديا ومعنويا.
وعلق مجلس الصحافة والمطبوعات في السودان، أمس، صدور صحيفة “التيار” السياسية ل3 أيام، على أن يتم تنفيذ القرار خلال 48 ساعة من تاريخ صدور.
و قالت شبكة الصحفيين السودانيين: السلطة وأجهزتها المختلفة لم تكتف بمصادرة الصحف، وتعدتها إلى العقوبات الإدارية وتعليق الصدور”.
وأكدت الشبكة رفضها للعقوبات الإدارية التى تصدر من مؤسسة يتوقع منها أن تدافع وتحمي الصحافة و الصحفيين بدلاً عن الوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية التى تستهدف الصحافة بصورة ممنهجة.
ويعتبر الصحافيون السودانيون أن 2016 يعد الأسوأ في قمع الصحافة. ومثل سجلا سيئا للصحافة السودانية، ففي شهر شباط/ فبراير صادر جهاز الأمن والمخابرات (15) صحيفة في يوم واحد عقب طباعتها مباشرة، من بينها صحيفتان اجتماعيتان لأول مرة، وسبب المصادرة هو إثارة موضوع اختفاء أحد الصحافيين في ظروف غامضة.
ونفذت شبكة الصحافيين السودانية الشهر الماضي إضرابا عن العمل احتجاجا على قمع حرية الصحافة في السودان، وانضم أكثر من 600 صحافي لقائمة تهدف لوقف قمع الصحافة.
وأغلقت السلطات الشهر الماضي قناة أمدرمان الفضائية. ولم يتم رصد انتهاكات الربع الأخير في هذا العام، لكن “شبكة الصحافيين السودانيين”، ذكرت أن الربع الثالث من هذا العام شهد 42 حالة انتهاك للصحافة مقارنة بالربع الثاني الذي بلغت فيه الانتهاكات 38 حالة، وأشارت إلى أن 90 ٪ من هذه الانتهاكات سببها السلطات الأمنية.
وقالت الشبكة في تقرير لها إن الانتهاكات المذكورة تنوعت بين مصادرة الصحف واعتقال واستدعاء الصحافيين وتعريضهم لمحاكمات بسبب نشر مواد وتقارير تتعلق بالمصلحة العامة.
وشهدت الفترة الواقعة بين يوليو و سبتمبر الماضي أعلى معدل لاعتقالات الصحافيين في السودان حيث استهدفت ستة صحافيين، مقارنة بالربع الثاني من هذا العام والذي شهد حالتي اعتقال.