رأي

التجاني خضر يكتب:الإعلام السوداني رصاصة جاهلة (2) التفاوض

التيجاني خضر
Altegani@journalist.com

مع بدء الركون الي طاولة الحوار بين طرفي الحرب العسكرية في السودان بدات الأصوات تتغير وتطفو على السطح لغة الطرف الداعي لإنهاء الحرب وبشكل لايقل شماتة عن تصرفات الأصوات الداعية للحرب حين أاوجها
يظل الإعلام رهينة لمجموعات الضغط السياسي التي كلما رجحت كفتها تعالت أصوات مناصريها وخفتت الأصوات الضد.
المفاوضات التي أُقرت بعد توقف لم يكن هناك من ارهاصات لإمكانية حدوثها وفقا لما يبثه إعلام (البل) من انتصارات في المعارك وقرب الحسم العسكري
ليتفاحأ المتابع البسيط بأن المفاوضات بدأت
لكن كيف
ليس كل مايروج له الإعلام في زمن الحزب هو حقيقة
نظرية وزير الإعلام الألماني ايام الحرب العالمية الداعية الي الكذب الصريح حتى يصل إلى مرحلة تصديقة قد طبقت بالفعل في السودان
لهذا تفاجأ المصدقون بالنبا الجديد
تحدثت في الجزء السابق من هذه المقالة عن الأبواب الخلفية
وهذه الأبواب لاتغلق ابدا
ففيها لايتم المرور وفقا المبادئ أو الايدلوحيا وانا وفقا لمصالح.
وهذه المصالح تتبدل طرق كسبها وفقا للمعطيات المحلية والدولية.. فالوضع ميدانيا يتبدل بين فينة واخري مما يكسب طرف أوراق ضغط جديدة تزيده توازنا في تفاوضه
أضف الي ذلك البانوراما القيادية لمسألة الحرب عند طرف الجيش الذي ينغمس في صراع على قيادة المعارك بين الإسلاميين وضباط الجيش المحترفين
وبميول الكفة الي طرف دون الآخر تفرض ابجديات المعركة
وهي الآن إلى طاولة الحوار
مما يعني ضعف نفوذ الضباط الإسلاميين في قيادة الجيش إضافة إلى الارادة الدولية والتي غالبا ماتكون ورائها مآرب غير منظورة وقد تحقق رغبات طرف- حتى ولو جزئيا_ دون أن ينظر إلى كليات هذه المآرب والتي قد ترهقه مستقبليا وليس الان وهذا ما يعنيه .. ليس الآن..
الطموح الي السلطة والتماهي مع أي غرض يخدم أهدافه ولو وقتيا..
تسقط رايات إعلام مصنوع لتطغي أخرى وفقا مجريات السياسة ومديريها
وبين هذا وذاك يظل الجمهور مالكا لفكر رغائبي يزيح عنه تأثير الحزب المنهكة ويزين له حياة طبيعية وهذا ما يجتهد في تزيينه الطرفان ولكن بوسائل مختلفة.
شخصيات إعلامية برزت في تملكها لمعلومات استخباراتية جعلتها موضع صدق في تفاصيل الحراك الميداني والعسكري وبعد الحصول على هذه الثقة استطاعت ان تدفن السم في العسل فروجت لأفكارها وواجباتها التي من أجلها تلقت مساعدات لتنهض وتكون شخصيات معروفة في الوسط الاعلامي
وبتغير المعطيات يخبو وجود هذه الشخصيات والتي لايمتلك معظمها أدوات العمل الصحفي الحقيقية وانما قامت علي platform زائفة ووقتية مصنوعة لأغراض زمنية محددة .
وقريبا ستطل شخصيات أخرى على منصة مختلفة وربما أيضا لن يطول بقائها ..
المؤسسة العسكرية لها ترتيبات في إدارة الحرب النفسية وأشخاص مدربين ومنتمبن للمؤسسة العسكرية ويجيدون استخدام الأدوات بشكل مقنع ومفيد وفقا لواجبهم المهني .
اما المدنيين في الغالب يكتبون في هذا الشأن وفقا لتوجهات وطنية و قناعات شخصية
ولكن تداخل الأمر بأن يتم صناعة مدنيين يخدمون الإعلام العسكري وبطريقة الكسب المادي والمهني دون العقيدة و الاقتناع بالفكرة فهي هزيمة مبكرة تلحق بصاحب الفكرة الذي اطلق العنان للعمل بهذا الملف ..
ماعاد مصطلح الإرتزاق في الصحافة مؤثرا اخلاقيا فقد أصبح مهنة لكسب العيش وفق ثمن باهظ من الضمير والأخلاق التي ماعادت لها قيمة في زمن الهوان هذا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى