اقتصاد

التعليم من أجل المستقبل: التجربه العالميه لتطوير مهارات وكفاءات القرن ال٢١:

عبد السلام محمد حسين
* القوي الدافعه لكفاءات القرن ال ٢١:
(١) التغّيرات والتحولات في مجالات العلوم والتكنولوجيا:
للتحولات الجارية اليوم في مجالات العلوم والتكنولوجيا تأثير كبير على بيئة العمل وحياة الأفراد، وتطرح هذه التحولات متطلبات جديدة فيما يتعلق بالكفاءات.  فالعولمة، وعصر المعرفة، والعلوم والتنمية التكنولوجية، وعصر المعلومات هي القوى الدافعة الضاغطة نحو إحداث تغيير في أولويات التعليم، كي تتمكن أطر عمل الكفاءات الجديدة من مجابهة التحديات المعاصرة. وثمة فرص وتحديات تنطوي عليها هذه العملية.
* القوة 1: العولمة :
العولمة هي عملية يتواصل فيها الأفراد بهدف الترابط والتفاعل المشترك، ما يؤدي إلى زيادة الوعي العالمي على نطاق أوسع. فمنذ تسعينات القرن العشرين، أصبحت العولمة مع تزايد نفوذها على المجتمعات مصدر قلق رئيسي لدى المنظمات السياسية والتعليمية والإجتماعية والثقافية في كل مكان.
وترى منظمة اليونسكو أنه في حين تسهم العولمة في تحقيق الإزدهار الإقتصادي، إلا أنها تنطوي أيضاً على مخاطر بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
تسير العولمة حالياً بمعدل سريع. ويجب على الأفراد، من أجل تحقيق الإزدهار، تحسين كفاءاتهم ورفع مستوى المهارات، والتكيف مع المنافسات العالمية والتحديات المستقبلية.
يجب أن يتعلم الناس التعايش بعضهم مع بعض، بحيث تثري العولمة المصالح البشرية بدلاً من عرقلتها.
فهونج كونج والصين، على سبيل المثال، تشهدان تغييراً عميقاً في جميع الجوانب والمظاهر المجتمعية. والهيكل الإقتصادي آخذ في التغير بعدما أصبح الإقتصاد المعرفي هو الإتجاه السائد .
* القوة 2: عصر المعرفة : 
عصر المعرفة هو امتداد طبيعي للعصر الزراعي والعصر الصناعي. فدول العالم تنفق الأموال بشكل متزايد على نقل المعلومات وإدارتها وتداولها هنا وهناك أكثر من إنفاقها على بحوث الذرات والجزيئات في عالم المادة.
هذا التحول الكبير من إنتاج العصر الصناعي إلى إنتاج الإقتصاد المعرفي يبرز القيمة الملموسة وغير الملموسة  لإستخدام المعرفة.
في القرن الحادي والعشرين، تستمر الوظائف الروتينية المتعلقة بالعصر الصناعي في انخفاض، في حين تستمر الوظائف القائمة على المعرفة في النمو من حيث النطاق والكمية. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك ثلاثة مليارات وظيفة تستند إلى الروبوتات والبرمجيات في العالم. يتطلب عصر المعرفة مزيجاً جديداً من المهارات (كأنماط تفكير احترافية، وأساليب اتصالات معقدة).
ترى منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية أن التطورات في المجتمع والإقتصاد تتطلب من النظم التعليمية أن تزود الشباب بمهارات وكفاءات جديدة تتيح لهم الإستفادة من الأشكال الجديدة للتكيف الإجتماعي والإسهام بفاعلية في التنمية الإقتصادية في ظل النظام الجديد، حيث إن الأساس هو المعرفة.
وفي حين أن التكنولوجيا الرقمية لها آثار على تطورنا المعرفي وقيمنا ونمط معيشتنا وتوقعاتنا من التعليم، تساعد هذه المهارات في الحد من هذه الآثار. هذه المهارات، بالمقارنة مع مهارات العصر الصناعي، تعد أكثر توافقاً مع اقتصاد المعرفة، ومع التطورات في مجال العلوم والتكنولوجيا ومطالب المجتمع.
يجب أن تكون المعارف التي تدرس في المدارس مصممة وفقاً لذلك، وينبغي البحث على أساس المشكلات لحلها. كما يجب أن يكون الطلاب قادرين على ربط المعرفة التي اكتسبوها لفهم موضوعات غير مألوفة، وبالتالي توليد مزيد من المعارف بأنفسهم عن طريق التعليم المستقل.
* القوة 3: التطور العلمي والتكنولوجي: 
وعصر المعلومات يشكل التطور العلمي والتكنولوجي ركيزة مهمة للنمو الإقتصادي والتنمية الإجتماعية، ويعزز القدرة التنافسية الوطنية؛ وبالتالي، يعد واحداً من العناصر الأساسية لكفاءات القرن الحادي والعشرين. وقد أدى تطبيق تقنيات الحاسوب والإنترنت على نطاق واسع إلى دخول عصر المعلومات الجديد. ثمة حاجة ماسة إلى مواهب ومهارات جديدة في عصر المعلومات تساعد المتعاونين في اقتراح خطط مبتكرة على أساس جمع المعلومات وتحليلها ودمجها. فعلى سبيل المثال ركزت كوريا علي المبادرات الطلابيه بهدف تطوير  قدراتهم الشخصيه والإرتقاء بهم من مجرد طلاب يمتلكون بعض المعارف والتقنيات إلى مبدعين ومبتكرين. ومن شأن طلاب كهؤلاء توليد مزيد من القيمة الإبداعية المفيدة في عصر المعلومات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى