أخبار

مبارك الفاضل مخاطباً الإمام الراحل: أعاهدك على وحدة حزب الأمة وإزالة الخلافات

الخرطوم: الجماهير

اعتبر رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، تنفيذ وصية الإمام الراحل زعيم حزب الأمة القومي وإمام الأنصار، الصادق المهدي، بتكوين “عقد اجتماعي جديد”، لقيادة المرحلة الإنتقالية في البلاد، أمراً مهما جدًا لتدارك انهيار السلطة الانتقالية في ظل الأزمة الاقتصادية والغلاء الطاحن الذي يكابده المواطنون. مؤكداً أن ذلك يتطلب وحدة الصف الأنصاري والحزبي، مشيراً إلى الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الإمام الصادق المهدي.

ودعا مبارك الفاضل في بيان مطول نعى فيه رحيل الإمام الصادق المهدي، إلى وحدة صف حزب الأمة قيادة وقاعدة ليضطلع بمسئولياته الوطنية، والعمل على إزالة الخلافات التي ارتبطت بطموحات البعض من أفراد أسرة المهدي في اطار بحثها عن دور قيادي في كيان الأنصار، بجانب تقوية ودعم مؤسسات هيئة شئون الأنصار لتواصل رسالتها الدعوية.

ومعروف مبارك المهدي هو ابن عم الراحل الإمام الصادق، وكان أحد القيادات البارزة في حزب الأمة، لكنه انشق عنه في 2001 ليشارك حكومة النظام البائد حيث أصبح مساعداً للرئيس المخلوع عمر البشير.

وبعد الإنشاق ناصب مبارك الفاضل الذي كون حزباً أصبح فيما بعد نهباً للانقسامات، ابن عمه العداء والخصومة، وجرت عدة مساع للم شمل الحزب قاربت على النجاح.

والعقد الاجتماعي الجديد المشار إليه دعا له الإمام الصادق في مارس الماضي، وينادي بتكوين اصطفاف تشترك فيه القوى السياسية والمدنية الجادة، وتشترك فيه لجان المقاومة وقال المهدي “هذا الاصطفاف الجديد هو قوى الحرية والتغيير بعد أن تطور تنظيمها إلى جبهة وتضع ميثاقاً لها هو العهد الاجتماعي الجديد”. وأضاف “ينبغي تطوير التحالف باتجاه جبهة متماسكة بقيادة مساءلة”.

وقبيل نقل الإمام الصادق إلى الإمارات، زاره مبارك بمستشفى علياء للإطمئنان عليه، وأكد في بيان أن الوطن أحوج ما يكون لإسهامات الإمام، كونه أبرز الحكماء من القادة المخضرمين.

وقال الفاضل في بيانه السبت، “كان الحبيب الراحل قائدا ملهمًا، وعقلًا راجحًا، ومفكرا لا يشق له غبار، ووطنيًا قل أن يجود السودان بمثله، رحل والوطن في أمس الحاجة لحكمته.”

وأضاف “لقد جمعت بيننا والحبيب الراحل العقيدة الأنصارية ووحدة الفكر والوجدان وزمالة النضال قبل أن تجمع بيننا أواصر القربى” .

وسرد الفاضل تاريخ ومسيرة نضاله مع الإمام الراحل قائلاً: “أول مرة التقي فيها بالإمام الراحل الصادق المهدي كان في النصف الثاني من العام ١٩٧٠ بمعتقله بمدينة بورتسودان حيث كنت كادرا سريًا اعمل مع قيادة الجبهة الوطنية بالخارج في معارضة نظام نميري، وكنت وقتها طالبًا بالسنة النهائية بالمرحلة الثانوية حيث حملت إليه سرًا مسودة ميثاق الجبهة الوطنية وبقيت معه ثلاثة أيام في المنزل الذي كان معتقلا فيه، ثم حملت منه راجعا رأيه وملاحظاته في الميثاق ورسائله لقادة الجبهة الوطنية (حسين الهندي، عمر نورالدايم، عثمان خالد) فكان هذا أول تعارف بيننا، ثم عاودت زيارته مرة أخرى عام ١٩٧٣ في ذات المعتقل، وقد توثقت علاقتنا بعد إطلاق سراحه في نهاية ٧٣ عندمًا انتقل إلى لندن عام ١٩٧٤ وكنت حينها طالبًا بالجامعة هناك.”

وأشار الفاضل إلى العمل النضالي الذي جمعهما في ليبيا أيام الجبهة الوطنية ضد نظام النميري وفي معتقلات مايو.

وقال “في عام ٢٠٠٢ حدث بيننا خلاف حول منهج وتكتيكات العمل ولكن لم نختلف أبدا حول المبادئ والأهداف ورغم ذلك ظل التواصل قائمًا بيننا اجتماعيًا وسياسيًا حتى قبل رحيله”.

وأضاف “لقد كان الحبيب الراحل الإمام الصادق المهدي مدرسة في شتى ضروب الحياة، تعلمت منه كثيرا في مجال السياسة.”

وتابع “السيد الصادق المهدي شخصية لعبت دورا كبيرا في تاريخ السودان المعاصر منذ الستيناتً حيث كانت مسيرته الدينية والسياسية مليئة بالنشاط والمخاطر”.

وعدد الفاضل نضالات زعيم حزب الأمة الراحل والمخاطر التي واجهته، منذ توليه قيادة الحزب مشيرا أنه تصدى لانقلاب الإنقاذ ٨٩ كما عمل على توحيد المعارضة خلال الحراك الثوري ٢٠١٨ من خلال إعلان الحرية والتغيير.

وأشار أن آخر وصية سياسية تركها الإمام الراحل كانت هي وثيقة العقد الاجتماعي التي اوضح فيها للشعب السوداني فشل تحالف قوى الحرية والتغيير في تحقيق أهداف الثورة نتيجة لغياب الرؤية والبرنامج، وبسبب ضعف مكوناته،

والصراعات فيما بينها، الى جانب فشل الحكومة الانتقالية في كافة الملفات أهمها ملف الاقتصاد ومحاسبة المفسدين والمجرمين من نظام الإنقاذ واستعادة الأموال المنهوبة.

وقال لقد دعا الحبيب الراحل في العقد الاجتماعي الى تحقيق اصطفاف وطني وإعادة تشكيل السلطة الانتقالية وفق رؤية وبرامج تحقق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

واعتبر أن تنفيذ وصية الإمام الراحل الأخيرة مهم جدًا لتدارك انهيار السلطة الانتقالية في ظل الأزمة الاقتصادية والغلاءالطاحن الذي يكابده المواطنون.

وقال إن تنفيذ وصية الإمام وفي ظل رحيله المفاجئ يتطلب منا جميعا وحدة الصف الأنصاري والحزبي خاصة في ظل الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الإمام الصادق المهدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى