أخبار

والي غرب دارفور:  قبل نصف ساعة من مبادرة (لا للحرب) نقل الجيش الحرب إلى الولاية

الجماهير – وكالات: في أول ظهور له عقب الأحداث التي شهدها السودان عامة وولاية غرب دارفور بصفة خاصة، كشف والي غرب دارفور المكلف “الجنينة” التجاني الطاهر كرشوم عن الاسباب الحقيقية لاندلاع الحرب في ولايته بالرغم من المجهودات والمبادرات التي تحوطت لها ابان توليه منصب نائب الوالي. متهما قوات الجيش بالوقوف خلف انتقال المعارك وبدء الاشتباكات.
وطالب الوالي في لقاء صحفي بمدينة الجنينة ، بلجنة تحقيق مستقلة لتقصي الأرقام الحقيقية حول اعداد القتلى والنازحين، مكذبا في الوقت ذاته تقرير الأمم المتّحدة القائل بمقتل 12 ألف شخصا بسبب الحرب بالولاية ووصفه بغير  الواقعي.

خطوات تحصين

وكشف كرشوم عن أنهم في حكومة الولاية ابان توليه منصب نائب الوالي، كان اهتمامهم منصبا في عدم انتقال الصراع من الخرطوم الى غرب دارفور  بحكم واقعها وظروفها المختلفة عن بقية الولايات سواء من حيث الهشاشة الامنية أو التركيبة القبلية المعقدة والصراعات المتجددة بين بعض المكونات هناك.
وأفصح والي غرب دارفور عن ترتيبهم لمبادرة (لا للحرب) التي تستهدف حشد مكونات المجتمع في الولاية من ادارات اهلية وائمة ودعاة وغيرهم جنوب مستشفى الجنينة ومن ثم التوجه في تظاهرة صوب احياء المدينة ومن ثم الى سوق المدينة لاعلان رفضهم للحرب بعد (9) ايام من الحرب اي في 24 ابريل.
وأبان كرشوم أن حكومة الولاية طالبت الجيش والدعم السريع بأن تلتزم قوات كل منهم مواقعها وعدم التحرك حتى لا يحدث اي صدام، واضاف: في الايام التسعة الاولى للحرب التزم الطرفين بمواقعهما، فالمعروف أن الجيش موجود في شمال مدينة الجنينة، بينما الدعم السريع في جنوبها.

*كيف بدأت الحر ب في الولاية؟
وكشف والي ولاية غرب دارفور عن انه وقبل نصف ساعة من انطلاق مبادرة مجتمع الولاية (لا للحرب ) جنوب مستشفى الجنينة كما هو مقرر في 24 ابريل، تحركت قوة تابعة للجيش مكونه من 12 مركبة مسلحه من أردمتا، واتجهت نحو مقرات الدعم السريع، لتنطلق الذخيرة إيذانا بوقوع الاشتباكات. وقال: من هنا كانت بداية المعركة لتنتقل بسرعة الى بقية أحياء الجنينة لتستمر  طويلا.

قوة تابعة للجيش خرقت مبادرة (لا للحرب) تحركت من أردمتا وأطلقت النار على الدعم السريع

واعتبر كرشوم أن غرب دارفور دفعت فاتورة الحرب مرتين، حيث كانت أولا مسرحا لصراع قبلي استمر لفترة طويلة جدا، وثانيا أنها كانت مسرحا للمواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع كقوتين متقاتلتين. واضاف: الحرب دفع فاتورتها أبناء وبنات غرب دارفور وفقدنا خلالها فيها أعداد كبيرة من سكان الولاية ومن الأطراف المتصارعة وتضرر الجميع، ففقد الناس نعمة الأمن والاستقرار مع توقف الخدمات لفترة طويلة جدآ.

مبادرات أهلية

واشار الوالي الى أنه برغم الحرب إلا أن الولاية شهدت مجهودات من الادارات الاهلية فضلا عن مبادرات مختلفه ومتواصلة لفترات طويلة لإنهاء الحرب. مشيرا لنجاح مبادرة “الأم” في توقيع اتفاقيتين لوقف الحرب بين الطرفين مما ساهم في تهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلة، واضاف: مبادرتا “الأم ومجتمع الجنينة” طلبا مني تولي مسؤولية إدارة الولاية بعد مقتل الوالي الأسبق خميس عبد الله أبكر ، وبعد قبولي تحمل المسؤولية كان تركيزي الأساسي هو الحفاظ علي الأمن والاستقرار وإعادة الحياة لطبيعتها، وقال: من أجل ذلك وضعنا خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع القوات الموجودة خاصة الدعم السريع والخطة شملت مدينة الجنينة وبقية محليات الولاية وعززنا الخطة بدعم من اللجان المجتمعية في محلية الجنينة وبقية المحليات وقد ساهمت الخطة بصورة جلية في تحقيق الأمن والاستقرار .
وشدد كرشوم على أن أولوية المواطن هو الأمن مما جعلنا في الولاية نركز علي توفير الأمن بشكل أساسي وعبره تتم عمليات الأستقرار والتنمية وبقية الخدمات مما جعل لجنة الامن بالجنينة تضع خطة محكمة تعمل على تقديم الأمن بجميع محليات غرب دارفور حيث تمت من خلال خطة تحديد مواقع الهشاشة الأمنية حيث تم وضع ارتكازات بجانب وجود قوات متحركة مشكلة من قوات الدعم السريع وقوات الشرطة التي عادت للعمل بالولاية وذلك للتدخل السريع أثناء حدوث أي مشكلة، بالإضافة للقوة المساندة وهي جميعأ قوات تسهم في الحفاظ على الأمن وتابع: اتخذنا قرارات لمحاربة الظواهر السالبة بينها الخمور والمخدرات وحمل السلاح في الأسواق وفي الأماكن العامة حيث تم تنفيذ تلك القرارات بواسطة القوات المشتركة. لافتا لاتخاذ قرار آخر يقضي بتحريك طوف وحظر التجوال في الفترة المسائية باعتبار أن الحركة ليلا تمثل مهدد أمني كما تم تحريك المجتمع عبر قطاعات منها الإدارة الأهلية والائمه والدعاة والأعيان لإدارة حوار مع المجتمع في المناطق المختلفة حول كيفية المحافظة على الأمن والاستقرار مما أسهم في  الإستقرار  وعموما الخطة التي وضعناها احرزت نتائج طيبة لأنها مدعومه من كل المجتمع لأن المجتمع رغبته تحقيق الأمن والاستقرار.

تكذيب أممي
وشكك والي ولاية غرب دارفور في تقرير أممي تحدث عن مصرع 12 الف قتيل بالولاية، ووصفه بغير الدقيق، وقال أنه لا  يمكن أن يموت الآلاف في غرب دارفور، مقرا في الوقت ذاته بحدوث وفيات بحكم ما شهدته الولاية من حروب سواء قبلية أو بين الجيش والدعم السريع.

تقرير الأمم المتحدة غير صحيح… ونطالب بلجنة تحقيق مستقلة”

وأعتبر كرشوم تقرير الامم المتحدة مبالغ فيه، مشددا على أن العدد المذكور غير صحيح واضاف: أعتقد أنه غير مبني على الواقع لذا ظللنا في غرب دارفور نطالب بلجان تحقيق مستقلة للتحقيق حول القتلى والتهجير القسري، منوها الى أهمية  أن يكون الحديث عن الوضع في الولاية ذو مصداقية، مشيرا لوجود منظمات ومتطوعين ساهموا في رفع الجثامين، واضاف: القتلى يمثلون كل أطياف المجتمع فإذا جاءت لجنة مستقلة يمكن أن تصل الى العدد الحقيقي للضحايا.
وأعتبر كرشوم أن تقارير المنظمات يمكن أن تبنى على معلومات صادقة أو كاذبة، مشددا على أن ولايته لم تضع اي قيود على تحركات المنظمات الدولية بدليل وجود منظمات حاليا ، واضاف: بالتالي اذا كانت التقارير مبنية على معلومات هذه المنظمات الموجودة في الولاية فهي تقارير مبنية على حقيقة لكن إذا كانت معلومات التقارير من خارج الولاية فأعتقد أنها ستكون غير حقيقية وغير دقيقة.

تشخيص وحوارات
وعن دوافع الصراع الحقيقية يقول كرشوم: اذا أردنا التحدث عن الصراع في غرب دارفور فالامر يحتاج إلى جهة مستقلة للتحقيق في الصراع أما بالنسبة لنا فالصراع القبلي بغرب دارفور وكل ولايات دارفور هو صراع قديم متجدد ونعتقد ان الصراعات القبلية في دارفور صراعات “مفتعله” ونحن عرفنا من جدودنا أنهم مجتمع متعايش ومتماسك. وحتى عهد قريب لم نكن نعرف القبلية والعنصرية بدارفور لذا يحتاج الصراع للدراسة من أبناء دارفور والدولة السودانية بمؤسساتها لكي تضع حلول للصراعات المفتعلة، وبالنسبة لنا في ولاية غرب دارفور فنحن نسعى لمعالجة كل المشاكل التي حدثت في المجتمع لقناعتنا  بأنه لايوجد خيار سوى أن يتقبل بعضنا بعضا، مع وضع حلول جذرية لمشاكل المجتمع لتأسيس مستقبل افضل للأجيال بدون عنصرية وجهوية ونحن الآن نعمل على دارستها مع جهات متعددة، والآن أبناء الولاية يعملون على وضع حلول للصراع القبلي الذي حدث وكل الصراعات السابقة من أجل تفادي حدوثها في المستقبل فالجهود متواصلة حول وضع حد لهذا الصراع من خلال حوارات مستمرة مع أطراف عديدة

رحلة التعافي
واعتبر والي ولاية غرب دارفور  أن ولايته تعافت بشكل كبير مقارنة مع الظروف التي مرت بها مسبقا، مشيرا الى أن بنات وأبناء غرب دارفور عملوا جميعا من أجل تحقيق التعايش السلمي، بين مجتمعات الولاية ومحاربة خطاب الكراهية والجهوية. مشددا على عزمهم المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق التعايش السلمي بين مختلف المكونات المجتمعية. مشيرا الى أن الجنينة تعافت بفضل أبناء الولاية الذين اتفقوا على إنقاذها من الانهيار عبر جهود العاملين في مؤسسات الخدمة المدنية والمبادرات الشبابية لتحقيق استمرار خدمات الصحة والمياة والكهرباء رغم قلة الإمكانيات وتوقف الدعم المركزي، وأضاف: بعد نجاح الخطة الأمنية توجهنا نحو الخدمات خاصة الصحة والمياه والكهرباء لأنها كانت متوقفه تمامآ ومع هذا الوضع عملنا مع أبناء وبنات الولاية خاصة الموجودين في المؤسسات فجميعهم عملوا ليل نهار لاعادة الخدمات الضرورية وهي الصحة والكهرباء والمياه لأنها تمثل الأولوية للمجتمع . وتابع:  نحن خلال 9 أشهر لم نتلق ” فتيل دواء” كدعم من المؤسسات الاتحادية ورغم هذا تحمل المجتمع مسؤوليته عبر النفرات الشعبية ومساهمات الخيرين لتمضي الأمور  بصورة جيدة. مشيرا الى أستفادتهم من تجربة احداث الجنينة لذلك حدثت معالجات سريعة في منطقة اردمتا بعد المعركة بين الجيش والدعم السريع مما ساهم في إستقرار الوضع الأمني وإعادة خدمات الكهرباء والمياه والصحة .

بسطنا الأمن وقمنا بإعادة تشغيل خدمات المياه والكهرباء والمستشفيات وفتح الأسواق

وكشف كرشوم عن وجود  عودة طوعية للاجئين من منطقة أدري التشادية، مشيدا باستقبال السُلطات التشادية للاجئين السودانيين ومن بقية ولايات دارفور حيث قدمت لهم المساعدات الغذائية لهم . واضاف: الآن توجد عودة طوعية لإحياء مدينة الجنينة و للوحدات الإدارية بمنطقتى مورني وكرينكق وهي عودة مستمرة من شأنها المساهمة في استقرار العائدين ورفع المعاناة عنهم بسبب افرازات اللجوء السلبية مرجعا أسباب عودتهم إلى الإستقرار الأمني بغرب دارفور. مشيرا الى قيام السلطات التشادية بفتح حدودها مع غرب دارفور ، وأنه عبر الطريق دخلت السلع والبضائع. وقال: عندما بدأ الصراع في الخرطوم كنا “مهمومين” من إغلاق الطريق الشرقي لأننا أبعد ولاية غربية من الخرطوم لكن الآن أصبحنا نغذي ولايات دارفور الكبرى حتى كردفان  بالسلع والوقود وجميع البضائع.

الولاية تشهد عودة طوعية بمناطق مورني وكرينك وغيرها

ودعا كرشوم المنظمات العاملة في الحقل الأنساني لتقديم الأغاثة للنازحين وسكان الولاية، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني كان صعبا للغاية حيث كانت الولاية بحاجة للمساعدات، لافتاً لاستجابة منظمات العمل الإنساني سواء كانت المنظمات الدولية أو منظمات الأمم المتّحدة وقدمت مساعدات كبيرة للمجتمع خاصة العون الغذائي والصحة والمياه ومواد الايواء، واستدرك: لكنها لم تغط الحاجة لأن الجميع بالولاية محتاج لمساعدات بسبب افرازات الحرب فضلا عن عدم دخول اعداد كبيرة من النازحين في مظلة هذه المساعدات الاممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى