تقارير وتحقيقات

أصداء خطاب «حميدتي»

تقرير- الجماهير

أثار خطاب قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمس الأربعاء، ردود فعل واسعة في أوساط السودانيين، حيث علق العديد من الفاعلين على مضمونه وما يحمله من مآلات بشأن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل من العام الماضي.

واتهم حميدتي في خطابه، الطيران الحربي المصري بالمشاركة مع الجيش ضد الدعم السريع، وأكد أنه قد شن غارات على قواته في “جبل موية”. كما وجه جميع جنود الدعم السريع بالاحتياط وأصحاب الأذونات، بالتبليغ الفوري إلى وحداتهم. الأمر الذي اعتبره العديد من الفاعلين بأنه يمثل بداية لمرحلة جديدة من الحرب في السودان.

“حرب الكل ضد الكل”

يرى القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف (سلك)، أن “خطاب قائد الدعم السريع بالأمس هو إعلان رسمي لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب.. حرب الكل ضد الكل خارجياً وداخلياً”. وأوضح أن حميدتي خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن “الحرب ستطول وتتمدد وأن الأسوأ قادم، وأنه لا مجال للحلم بعالم سعيد”. 

ووصف سلك، في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك، حرب 15 أبريل بكونها معقدة ومتعددة الأبعاد، واعتبرها تجليًا واضحًا لـ”فشل مشروع الدولة السودانية وتراكم خطاياها، هي حرب ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية ولا تجري في الفراغ، بل في وسط آتون صراعات اقليمية ودولية متعددة الأبعاد تؤثر عليها وتتأثر بها” على حد قوله.

وأضاف، أن منهجهم في التعامل مع الحرب هو “الحل السلمي السياسي”، مؤكدًا في الوقت نفسه بأنهم يقفون “بالمرصاد لمن أشعل هذه الحرب واستثمر في استمرارها طمعاً في التسلط على رقاب الناس والتكسب من معاناتهم”.

“الجانب المصري تبنى خطاب الجيش”

من جانبه، يرى الناشط السياسي، حاتم إلياس، في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك، أن الرد المصري على اتهامات قائد الدعم السريع -ورغم نفيه لمشاركة الطيران المصري في الحرب- إلا أنه تبنى على مستوى اللغة “خطاب الجيش في توصيفه لقوات الدعم السريع بأنها (مليشيا) وهو الوصف الذي لم يتبناه الاتحاد الأفريقي أو حتى السعودية”، وهو ما ينذر بانتقال الحرب إلى مربع أكثر شراسة، بحسب إلياس. 

وأوضح، أن خطاب حميدتي حول “الاتفاق الإطاري” كان وصف للتعقيدات المحيطة بالاتفاق، وكونه سيقود لانفجار الأوضاع من زاوية رفض الإسلاميين له واستعدادهم للقيام بعمل عسكري في سبيل إفشاله.

ونوه إلياس إلى أن الخطاب فيه دعوة إلى استنفار المكونات الدارفورية من حاضنة حميدتي ومن غيرها في كردفان، وذلك بحجة أن هنالك عامل جديد في الحرب وهو “الطيران المصري أي تدخل مصري في الحرب إلى جانب الجيش”. وبحسبه، فإن الجيش هنا يتم التعامل معه وفقًا لخلفية مناطقية وثقافية وعرقية وليس كمؤسسة. 

وأفاد بأن اتهام الطيران المصري بالمشاركة في الحرب والإشارة كذلك لضلوع التقراي، قد يكون بمثابة تمهيدًا قويًا لتدخل (إثيوبي وتشادي)، فإثيوبيا ستجد فرصة للرد على تواجد الجيش المصري في مقديشو، ومحمد كاكا سيجد فرصة لـ”تغيير تركيبة السلطة في تشاد والقيام بعملية فصل لامتداداتها في السودان”.

مصر تستثمر في استمرار الحرب

وتعليقًا على اتهام قائد الدعم السريع لمصر، كتب الناشط السياسي ‎الصادق سالم، أن مصر ومن فرط “ركوبها” على ظهر الجيش ومعظم النخبة من الساسة “لم يخطر ببالها أن يخرج في يوم من الأيام فاعل سياسي أو عسكري سوداني، يقول ليها تلت التلاتة كم، ناهيك عن شخص يخوض حرباً ضدها”.

وأضاف سالم، أن مصر لم تتدخل فقط أثناء الحرب، وإنما دفعت الجيش إلى إشعالها، وتستثمر في استمرارها بشكل علني. مشددًا أن ذلك “حقيقة لا تقبل التسويف”، ووصف الحديث عن السيادة الذي ظلت تردده قيادة الجيش ومناصريها، بأنه محاولة لطمس أثر تنازلهم المستمر لصالح مصر.

‎وذكر أن مصر ستضغط على الناشطين المقيمين بأراضيها لـ”اتخاذ موقف واضح لصالح حربها، هذا غير المتفرغين تماماً لخدمتها، وليس أدل من ذلك قيام اذنابهم بالدفاع الفوري عنها، رغم يقينهم بتورطها المباشر والمكشوف في حرب السودان. سيكون التدمير الشامل، مثلما أرادوا وخططوا له، لا بأس، هذه نتيجة حتمية للصراع، الذي رفض البعض الاعتراف بجذره، وانساق طواعية للدعاية المضادة”.

خياران لا ثالث لهما

وبدوره، قال رئيس حركة العدل والمساواة، سليمان صندل حقار، إن خطاب قائد الدعم السريع “أبان للشعب السوداني المكلوم كيف أن نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له خططوا ودبروا وأشعلوا هذه الحرب، وكيف أنهم وقفوا ضد أي تحول مدني ديمقراطي”.

وشدد على أن الخطاب وضع كافة القوى السياسية المؤمنة بالديمقراطية والحكم المدني أمام مسؤوليتها الوطنية، فإما أن تقبل بحكم المؤتمر الوطني والفلول وكتائبهم الجهادية، أو تعلن مواقف واضحة وشجاعة ووطنية لـ”العمل معًا من أجل التغيير، وإنهاء الطغيان، ونظام الفصل العنصري، ونظام الإبادة الجماعية، ونظام القمع والكبت والقهر إلى الأبد، ونظام قتل المدنيين بالطيران”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى