أخبار

إستجابة كبيرة للعصيان المدني في السودان

شوارع مدينة دنقلا صباح  اليوم “تويتر”
إغلاق شارع الجمهورية “تويتر”
متاجر أغلقت أبوابها إستجابة لدعوات العصيان اليوم
متاجر أغلقت أبوابها إستجابة لدعوات العصيان اليوم “تويتر”
شوارع خالية وسط الخرطوم صباح اليوم “تويتر” 

 

 

الخرطوم: الجماهير

أظهرت صور وفيديوهات تداولها ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، إستجابة كبيرة لدعوات العصيان المدني التي أطلقها ناشطون سودانيون وقوى سياسية ونقابية،وحظيت دعوات العصيان باستجابة كبيرة  في العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن بورتسودان والقضارف شرقي البلاد وودمدني بولاية الجزيرة وسط السودان، ونيالا والجنينة والفاشر غربي البلاد، كما سجلت مدن “سنار” و”دنقلا” وسط وشمالي السودان إستجابة كبيرة لدعوات العصيان المدني، فيما شهدت تفاعلاً متفاوتاُ في بقية أنحاء البلاد.

 وفي الخرطوم بدت  معظم الشوارع الرئيسية خالية من المارة والسيارات الخاصة، على غير العادة في  صباح الإثنين الذي عادة مايشهد زحاماً مرورياً كبيراً في مدن العاصمة الثلاث، ولجأت السلطات لإغلاق شارع الجمهورية، أحد الشوارع الرئيسية وسط الخرطوم لخلق زحام مفتعل، فيما إنتشرت السيارات الحكومية التابعة للأمن والشرطة بلباس مدني  وحافلات النقل العام لإفتعال زحام في الشوارع الرئيسية حسب مانقله شهود عيان لـ”الجماهير”.

وفاقت نسبة الإغلاق في المتاجر بالعاصمة الخرطوم الـ70%، فيما أغلق تجار الحديد والأسمنت بالمناطق الصناعية في مدينة أم درمان بنسبة فات الـ90%، وأغلقت مراكز طبية خاصة ومدارس خاصة أبوابها أمام المتعاملين في الخرطوم، وسجل العصيان نسبة 100% في جامعة أم درمان الأهلية حيث غاب الطلاب والأساتذة والعاملين وتوقفت الدراسة بجامعتي الخرطوم وأم درمان الإسلامية. وأكد ناشطون خلو معظم الهيئات الحكومية من المتعاملين.

وأطلقت إدارة الأمن السياسي بولاية الخرطوم سراح ايمان عثمان حامد، مديرة المدرسة العالمية العربية ظهر اليوم، بعد اعتقال استمر لساعات على خلفية حضور 15 طالب فقط من جملة 450 طالبا بالمدرسة. وأتهم  أحد أولياء امور الطلاب ال15 الذين حضروا، المديرة بأنها حرضت التلاميذ على عدم الحضور، وهو ما نفته بشدة، ودخل معها في مشادة كلامية حول عصيان 27 نوفمبر، الأمر الذي أدى لاعتقالها فور خروجه مباشرة  قبل ان يتم اطلاق سراحها بعد ساعات.

وأبلغ سائقون يعملون في خطوط النقل العام بالعاصمة، مراسل “الجماهير” عن إجبار السلطات لأصحاب الحافلات على العمل بالتهديد ودفع مبالغ مالية للبعض، مشيرين إلى أن حركة الركاب تكاد تكون شبه معدومة في الخطوط الرئيسية، وقال مواطنون من ضاحية “الكلاكلات”، جنوبي العاصمة الخرطوم، رؤيتهم لسيارات حكومية محملة بأفراد باللباس المدني يرددون هتافات مساندة للسلطة.

وسجلت مدينة نيالا بإقليم دارفور غربي البلاد، أعلى نسبة إستجابة للعصيان المدني بعد العاصمة الخرطوم، وأغلقت المتاجر في السوق الرئيسي للمدينة، والذي يعتبر ثاني أكبر سوق في السودان، بشكل كامل، كما سجلت المدارس نسبة غياب عالية جداً، على الرغم من الإعلان عن إمتحانات تجريبية مفاجئة كان من المقرر أن تبدأ اليوم. وأتت مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية، في المركز الثالث من حيث الإستجابة، وشهدت شوارعها سكوناً كبيراً، وقاطع المواطنون الهيئات الحكومية وسجلت المدارس والجامعات  نسب غياب مرتفعة، تلتها مدينة سنار، وسط السودان والتي سجلت نسباً مرتفعة في تنفيذ العصيان المدني فاقت الـ70%.

وقال عادل إبراهيم، أحد الناشطين في لجان العصيان بالخرطوم لـ”الجماهير”، إن نجاح العصيان كان واضحاُ في شوارع الخرطوم التي فارقت حركتها الطبيعية، مشيراً إلى أن السلطة عبر كوادر حزبها الحاكم عملت على إفتعال زحام عبر إغلاق شوارع رئيسية وتحريك السيارات الحكومية وحافلات النقل العام المملوكة للدولة في الشوارع لايهام الناس أن الحركة طبيبعة في العاصمة، من جانبه يرى أحمد عثمان، منسق في إحدى اللجان، أن الحركة المفتعلة في بعض شوارع الخرطوم لن تضعف من نجاح العصيان المدني، وأضاف أن لدعاة العصيان قياساتهم الخاصة المعتمدة على عدد المقاطعين للخدمات الحكومية مثل إستخراج وثائق السفر ورخص القيادة، وغيرها من المعاملات الحكومية، مؤكداً على خلو الهيئات الحكومية من المتعاملين طوال اليوم.

وفيما إستبقت الحكومة دعوات العصيان  في الخرطوم بتحويل إحتفالات أعياد الاستقلال لصباح اليوم التي اقتصر حضورها على القوات الأمنية بعد مقاطعة المواطنين، شهدت مدن الجنينة والفاشر ، بإقليم دارفور غربي البلاد، إستجابة أكبر للعصيان المدني، حيث أغلقت الأسواق الرئيسية في المدينتين متاجرها، وكادت الحركة في الشوارع أن تكون معدومة، كما سجل طلاب الجامعات والمدارس إستجابة فاقت الـ90% بحسب ناشطين.

وأطلق ناشطون وقوى سياسية معارضة نداءاً للسودانيين للعصيان المدني في هذا اليوم والذي يصادف إعلان استقلال السودان من بريطانيا في 19 ديسمبر من العام 1955

وبدأت الدعوات للعصيان في نهاية الشهر الماضي والذي وجد استجابة كبيرة من قطاعات المجتمع السوداني، احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية والتي ادت الي زيادة اسعار السلع الاستهلاكية والوقود والدواء.

ولكن الدعوات هذه المرة ارتفعت لتنادي بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير

و استبق الرئيس السوداني عمر البشر، العصيان المدني وتحدى الداعين له بإسقاط حكومته بعد أن وصفهم خلال خطاب جماهيري “بمناضلي الكيبورد والواتساب”.

وشهدت البلاد خلال الآونة الاخيرة موجة من الاحتجاجات الشعبية والفئوية على قرارات حكومية اقتصادية أدت الي زيادة اسعار السلع والوقود والادوية، لكن الحكومة السودانية تمسكت بتلك القرارات رغم الرفض الشعبي، قائلة إنها ضرورية لتفادي انهيار اقتصادي كامل.

وتدهور الاقتصاد السوداني بشكل كبير بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011 بذهاب ثلثي النفط المنتج الي الدولة الوليدة، ليسجل الجنيه السوداني انخفاضاً كبيراً أمام العملات الأجنبية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى