أخبارحواراتحوارات

الأمين السياسي لـ«تمازج»: لا خوف على التأييد الدولي والشرعية الشعبية للحكومة المرتقبة

– انحيازنا لقوات الدعم السريع يعني أن مشروعها أصبح مقنعًا، ليس فقط لنا وإنما لطيف واسع من السودانيين
– ميثاق نيروبي شَكَل نقلة نوعية ومرحلة فاصلة من تاريخ البلاد
– لا خوف على الحكومة المرتقبة من حيث التأييد الدولي والشرعية الشعبية
– انضمام بعض الرفاق من الحركات المسلحة إلى صف “النظام البائد” خطأ استراتيجي
– الجيش لم ينفذ نسبة (1%) مما هو منصوص عليه في اتفاق جوبا
– حركة تمازج تمثل طيفًا مجتمعيًا كبيرًا ومشاركتها في الحكومة المرتقبة تعني خدمة السودان والمجتمع
– مناوي وجبريل.. لا نتوقع لهما مستقبل سياسي في القريب العاجل
– الآن الطريق ممهد للحكومة والإرادة موجودة والشعب خلفنا

الجبهة الثالثة تمازج هي إحدى الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاقية جوبا لسلام السودان 2020م، وعقب اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل من العام 2023م اتخذت موقف الحياد، لكن سرعان ما اتضحت لها معالم الحرب وأسبابها ومن أشعلها، إثر ذلك أعلنت وقوفها إلى جانب قوات الدعم السريع لاقتناعها بطرحه وثقتها في قيادته، هذه الثقة التي فقدتها في قادة الجيش الذين ظلوا يتلكأون في تنفيذ اتفاق جوبا. في هذا الحوار، تطرح «الجماهير» بعض الأسئلة التي تدور في أذهان السودانيين على الأستاذ آدم إبراهيم تيرات الأمين السياسي للجبهة الثالثة تمازج.

حاوره: أبو أمنية

  • أعلنت الجبهة الثالثة في أغسطس من العام 2023م القتال إلى جانب قوات الدعم السريع، ما هي أسباب الانحياز؟

من أسباب انحيازنا عدم التزام الجيش بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام، خاصة بروتوكول الترتيبات الأمنية، والتدخل السافر من فلول النظام البائد في الحرب، والتمادي في إشعال نار الفتنة بين مكونات المجتمع السوداني بغرض تمزيق الوطن. ووجدنا أن القضية التي تقاتل من أجلها الدعم السريع هي قضية عادلة، واضحة المعالم، تهدف إلى حماية التحول المدني الديمقراطي. إضافة إلى أن الجيش يكن نوايا مبطنة للرفاق في أطراف العملية السلمية ولا يرغب في تسليم السلطة للمدنيين بصورة جادة، من هذا المنطلق تبيّن لنا أن قوات الدعم السريع هي الدرع المنيع الذي يمكنه تحقيق مشروع التحول المدني الديمقراطي.
جاء قرار انحيازنا لقوات الدعم السريع بعد دراسة عميقة ومتأنية لمعالم المشهد السياسي ومستقبله.

  • هل بهذا الانحياز أصبحتم شركاء مع الدعم السريع في الجانب السياسي والعسكري؟

القضية أكبر من أن توصف بأنها شراكة نحن نتحدث عن قضية شعوب سودانية. انحيازنا لقوات الدعم السريع يعني أن مشروعها أصبح مقنعًا ليس فقط لنا وإنما لطيف واسع من السودانيين، ولا تزال عمليات الترحيب و الانضمام مستمرة.
قوات الدعم السريع أكثر تمسكًا وحرصًا على قضايا المدنيين من الجيش الذي يسيطر عليه “الفلول” ولا مشروع واضح له على خلاف قوات الدعم السريع التي تؤمن بقضايا الحكم المدني وتسعى إلى تطبيقها وحمايتها، وفي الجانب العسكري تنادي بضرورة وجود جيش قومي موحد يراعي التنوع الاجتماعي والثقافي وكل الأبعاد الأخرى وهذا ما ورد في مواثيق حكومة السلام.
خلاصة الأمر، وبما أن قوات الدعم السريع تسير في خطى تأسيس الدولة المدنية الفيدرالية الديمقراطية فنحن سنظل شركاء استراتيجيين لها وكذلك في الجانب العسكري، مسألة وجود جيش قومي مهني.
نؤكد على أن القرار الذي اتخذناه في أغسطس من العام ٢٠٢٣م؛ هو قرار استراتيجي تربطه المصالح الوطنية العليا للبلاد في مقدمتها قضايا الشعب السوداني وهذا ما نقصده بالشراكة الاستراتيجية وهي التي تربطنا مع قوات الدعم السريع.

  • كيف تنظرون إلى حكومة السلام بعد التوقيع على الميثاق السياسي مؤخرًا في نيروبي؟

ميثاق نيروبي شَكَل نقلة نوعية ومرحلة فاصلة من تاريخ البلاد، وكان أقوى رد على من يتهمنا بأننا نسعى إلى تطبيق قواعد الانفصال.
إن التنوع السياسي والاجتماعي والأيديولوجي جعلها حكومة سلام ووحدة وطنية، وميثاق نيروبي رسالة قوية لكل من يسعى لتفكيك البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
لا خوف على الحكومة المرتقبة من حيث التأييد الدولي والشرعية الشعبية لأنها محسومة سلفًا، كما أن حكومة السلام ليست حكومة موازية بل هي حكومة السودان، وما دونها نعتبرها مجموعة مختطفة لأرض السودان جارِ تحريرها والتعامل معها بحسم.

  • ذكرتم أن الجيش لم يلتزم بما ورد في اتفاق جوبا هل لديكم ما يثبت ذلك؟

أحد المؤشرات التي تدل على رغبة الجيش في إشعال الحرب، هو تلاعبه باتفاق جوبا لسلام السودان وأكبر دليل على ذلك هو محاولاته شيطنة قوات الدعم السريع ووضع العراقيل أمام اتفاق القوى المدنية والسياسية.
الجيش لم يلتزم باتفاق جوبا وإنما عمل على تخدير بعض رفاقنا في أطراف العملية السلمية عن طريق منحهم حقب وزارية، وعمل على إقصاء البعض الآخر، وعلى صعيدنا الخاص الجيش لم ينفذ ولا نسبة (1%) مما هو منصوص عليه في الاتفاق.

وإذا طالعت مواقفنا السابقة تجدها كلها هجومية وانحيازنا لقوات الدعم السريع نظرًا لأنها لم تغفل الاهتمام بالاتفاق فكانت حريصة على تنفيذه رغم رفض فلول النظام البائد.

  • هل ستشارك الجبهة الثالثة في الحكومة المرتقبة في مناصب سياسية؟

ما يهمنا هو العبور بالبلاد إلى بر الأمان وبناء السودان على أسس جديدة وتأسيس جيش قومي مهني، وإن كنا نريد المناصب لذهبنا إلى بورتسودان، نحن نتحدث عن بناء دولة وإزالة عدو إرهابي ولا نتحدث عن محاصصات ومناصب. وفي حال مشاركة الحركة في الحكومة، فإن ذلك يأتي من منطلق كونها تمثل طيفًا مجتمعيًا كبيرًا، ومشاركتها تعني خدمة السودان من خلال الدفع بكوادرها لخدمة المجتمع.

  • وقعت على الميثاق السياسي للحكومة المرتقبة حركات مسلحة لها وزنها، ما رأيك في انضمام الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو؟

انضمام الحلو للميثاق يعتبر دفعة قوية، صحيح الأوزان لها تأثير لكن قوة الطرح والمنطق وقناعات التنظيمات لها التأثير الاقوى. الرفيق الحلو رجل له تأثير، عرفناه في الميدان ونحن كحركات مسلحة جزء من هذا المشروع الكبير، سنقدم كل ما في وسعنا لخدمة البلاد.

  • هل لديكم تواصل مع الحركات الموقعة على اتفاق جوبا والتي تقاتل في صف الجيش؟

نحن حركة مسلحة تؤمن بالمبادئ كاملةً دون تجزئة، وانضمام بعض الرفاق من الحركات المسلحة إلى صف “النظام البائد” خطأ استراتيجي لعب فيه المال دورًا كبيرًا، فلا يعقل أن تعصف هذه الحركات بتاريخها النضالي و إرثها الثوري وترمي به في مزبلة التاريخ.
انقطع تواصلنا معهم منذ إعلانهم القتال في صفوف الجيش وليس بيننا وبينهم اتصال على الصعيدين السياسي والعسكري. وسيكتب التاريخ أن حركتي جبريل ومناوي ساعدتا تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي على التمدد في بعض مناطق السودان على حساب الشعب السوداني، ولا نتوقع أن يكون لهم مستقبل سياسي في القريب العاجل.

  • ما هو مستوى التنسيق بينكم والحركات التي لا زالت في موقف الحياد؟

يمكن أن نسميه تواصل أكثر من كونه تنسيق، والتواصل يأتي في إطار ما يجمعنا كأطراف سلام.
الحياد في نظرنا مرحلة مبدئية لدراسة الأوضاع، فبعض الأطراف تتخذه في هذا الصدد والبعض الآخر يقول إنه وسيلة لمنع تمدد الحرب والمساعدة في إخمادها وعدم إطالة أمدها..

كنا في الحياد لكن سرعان ما تراجعنا عنه ودخلنا الحرب بعد أن أكتشفنا الطرف الذي أشعلها، ومن هنا نناشد كل الحركات المسلحة التي تتخذ موقف الحياد بأن تنخرط في صفوف قوات الدعم السريع لأن تعريف الحرب وأسبابها ودوافعها أصبحت واضحة و أن العدو بات يجاهر بأفكاره علانيةً وذلك يتطلب منا الوحدة لمواجهته وكسر شوكته.

  • هل تعتقد أن تشكيل هذا الحكومة تأخر كثيرًا لا سيما وأن قوات الدعم السريع ولأكثر من سنتين كانت تسيطر على أجزاء واسعة؟

مسألة الإقبال على تشكيل أي حكومة تحتاج إلى إجماع وطني وشعبي كبير، ولعل سلوكيات الجيش وقصفه للمدنيين في مختلف مناطق السودان هو ما دفع طيف واسع وكبير من الشعب السوداني إلى المطالبة بوجود حكومة، إضافة إلى ظهور قانون الوجوه الغريبة وصعوبات استخراج الأوراق الثبوتية وحرية التنقل أحدثت حالة من الاختناق المجتمعي.

فكرة إنشاء الحكومة جاءت عبر إرادة شعبية، والقوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة وقوى الثورة الحية ما هي إلا وسائل لتنفيذ هذه العمل، لذلك وإن تأخرت فكرة تشكيل الحكومة فذلك لا يعنى أن هنالك صعوبات تحول دون ذلك، الآن الطريق ممهد والإرادة موجودة والشعب خلفنا.

  • قوات الدعم السريع التي أصبحتم جزءً منها، فقدت في الفترة الأخيرة مواقع مهمة في الولايات والخرطوم، ما هو رأيكم في هذا التراجع؟

أولًا نحن لا ننظر إليه بأنه تراجع بقدر ما هي تقديرات وتكتيكات عسكرية.
الدعم السريع لم تتراجع في الولايات وإذا تحدثنا عن الخرطوم، نجد بأنها خرجت في بيان رسمي وقالت إن هذه الخطوات المقصود منها إعادة التموضع وهذه تكتيكات عسكرية معروفة دوليًا وتقرها معظم القوانين والأعراف العسكرية مثل الاستدراج والالتفاف وغيرها.

  • هل تم تشكيل التحالف؟ هل هناك أجسام جديدة انضمت للتحالف؟

بحسب علمنا فإن التحالف مفتوح لكل القوى المدنية والسياسية وقوى الثورة الحية المؤمنة بالتغيير والتحول المدني الديمقراطي.

  • هل جميع مكونات التحالف ستدافع عن الحكومة؟

بالتأكيد ونزيدكم من الشعر بيت، الشعب سيكون أول المدافعين عنها، إذا واجهت أي عراقيل سيكون التحالف وفئات الشعب السوداني في الدفعات المتقدمة.

  • هل تتوقع اعتراف خارجي من قبل العالم بالحكومة؟

المجتمع الدولي وفي مثل هذه الحالات وبناءًا على مواقفه السابقة في الخطوات المماثلة، يقدم دعمه في كافة مستوياته للحكومات المدنية وتلك التي تدعو إلى السلام، ومن هذا المنطلق وبما أنها حكومة سلام ووحدة وطنية فإن الاعتراف الخارجي سيكون حاضرًا وسيتضح ذلك بعد الإعلان مباشرة.
بكل المقاييس والمعلومات التي نملكها، مسألة الاعتراف الخارجي لا خوف منها ويمكن تقديرها بأنها موجودة وليست تصريحات للاستهلاك السياسي، كذلك التأييد الشعبي.
إن قوة طرح الحكومة وبرنامجها وقدرتها على استقطاب القوى المدنية والسياسية وقوى الثورة الحية، وهو ما فعلته حكومة السلام ممثلة في تحالف السودان التأسيسي، سيجبر كثير من الدول على الاعتراف بنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى