غرب دارفور- الجماهير
جمع مؤتمر للإدارة الأهلية أقيم في ولاية وسط دارفور-زالنجي، الجمعة الماضي، معظم الإدارات الأهلية للقبائل العربية في دارفور من “أمراء، وشراتي، وعمد”، منددين ورافضين للخطوة التي اتخذها “موسى هلال” والتي أعلن بموجبها اصطفافه مع الجيش، وهو موقف اعتبرته قيادات الإدارة الأهلية بمثابة خيانة للعهد وخذلان لكل القبائل العربية الموجودة في دارفور والتي ظل يستهدف الجيش منسوبيها منذ بداية الحرب في أبريل العام الماضي.
ووصف أمير قبيلة البني هلبة بوسط دارفور، “موسى أحمد”، تصريحات هلال بالمؤسفة، وقدم شكرًا لعشيرة المحاميد التي ينتمي لها هلال على تصديها ووقوفها ضد مناصرته للجيش. وقال بأن “القرار لا يتخذ على أساس فردي، بل يجب مشاورة الإدارات الأهلية وكلنا تعودنا أن الأمر شورى بيننا، لأن الإدارة الأهلية مؤسسة متكاملة وقبائلها فقدت الكثير بسبب الجيش وطيرانه”. وأكد أن القضية ليست قضية المحاميد وهلال فيما بينهما، وإنما أصبحت قضية حقوقية في المقام الأول. ودعا هلال للرجوع إلى صوت العقل والاعتذار عن تصريحاته.
وقال أمير قبيلة أولاد زيد “عيسى عمر محمد حامد”، إن التصريحات التي أدلى بها موسى هلال لا تعني القبائل العربية، بل تعنيه في شخصه. معلنًا، أنهم مع الدعم السريع “نحن اليد اليمنى للدعم السريع، نحن خلف الدعم السريع، ونحن الدعم السريع”. ودعا الشباب للوقوف مع الدعم السريع من أجل الحرية والديمقراطية.
واستنكر الأمير “محمد إسماعيل آدم”، وقوف موسى هلال مع الجيش، لأن وقوف هلال مع الجيش يعني وقوفه ضد تطلعات الشعب السوداني نحو إرساء الديمقراطية والعدالة والمساواة.
وأدان متحدث آخر باسم الإدارات الأهلية بوسط دارفور، التصريحات التي أدلى بها هلال، وقال: “هذا الجيش نحن اختلفنا معه وافترقنا، ونحن الآن دعم سريع في المقام الأول، ونحن نتبع للدعم السريع”. مضيفًا أنهم لن يتفقوا مع جيش يقوده البرهان وياسر العطا. وطالب هلال بالتراجع عن تصريحاته.
ومن جانبه أوضح عمدة ولاد ياسين، “محمد بريمه عبدالله” أن تصرف هلال لا يمثل المحاميد الذين يضرب بهم المثل في الحكمة وفض النزاعات وحل المشاكل بين القبائل الأخرى. وقال بأنهم مع الدعم السريع وضد الجيش، لأنهم يدافعون عن قضية من المستحيل التراجع عنها على حد وصفه.
وقال الأمير فضل أحمد النور، “لقد سبق والتقينا بشيخ موسى هلال، وقطع لنا وعد، ولكنه أصبح وعدًا كاذبًا”. وأضاف “أن انضمامه للبرهان لا يفيدنا، لأن برهان حفيد أولئك الخونة الذين قادوا خيل الإنجليز وأدخلوها لهزيمة دولة المهدية، أتوا بالإنجليز وغدروا بجيش الأنصار كما حدث لقوات الدعم السريع في رمضان”.
جدير بالذكر، أن الإدارات الأهلية للمحاميد بغرب وشرق ووسط دارفور، وثلاث مجموعات سياسية من مجالس الصحوة الثورية، قد رفضت جميعها تصريحات “موسى هلال” التي انحاز فيها للقتال بجانب الجيش السوداني، مما يجعله يقف وحيدًا وبلا حاضنة سياسية ولا اجتماعية في دارفور.