
قال رجل حكيم ذات مرة : لم تفهمونا كما ينبغي أن نفهم ونحن لم نفهمكم كما ينبغي أن تفهموا ، في بلادنا اليوم السلطة والمال يرفعان الجهلاء الأدعياء الانتهازيون ويطمسان العيوب بينما الحاجة عند البعض طمست المبادئ والقيم ،شجر شاحب وعيون حزينة والمذلة قابعة في دروب المدينة والان تسقط الكلمات فتسحقها الأحذية ويسقط الحب وترتفع الأحذية يسقط الشعراء والحكماء وتنمو العمارات طابق فوق الطابق ، مضى زمن الكلمات البراءة وهذي مواقيت عرض البذاءة .. رحم الله الشاعر محمد محي الدين ابن الجزيرة الخضراء .
* ان الله اذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوبه ، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عنه عيوبه واذا ماعرف العيوب أمكنه العلاج .. بيد ان هولاء طمس الله على أبصارهم فهم لا يبصرون بل ولا يعقلون ، ونسأل الله الخلاص.
* توقفت عن الكتابة وحفزني صديقي د. مكي فضل المولى الرياضي الأصيل عندما كتب عن الازمة الكروية الراهنة وربطها بجلوس من لاكفاءة له في رأس هرم ادارة الكرة عندنا فانهار البنيان كما نرى الان والرجل غير المناسب تراه يتربع ويامر ويتأمر بأمر السلطة والمال بينما أهل الخبرات والكفاءات اثروا الابتعاد والانزواء قسرا !!
* نعم سادتي الان جاء القول الفصل من الفيفا في قضية واضحة المعالم منذ البداية وستنحني السلطة للقرار كما هي دائمة الانحاء لكل القرارات الدولية في شتى المجالات دائما ولكن بعد عنتريات وتحديات جوفاء لاتصمد طويلا !
* لانريد الخوض في تفاصيل ومعلومات أصبحت واضحة المعالم ولكنا نريد الحديث عن أسباب الازمة والمتسبب فيها وخارطة طريق الخلاص منها .
* ابتداء نقول ان الأزمة الرياضية عامة وكرة القدم خصوصا هي جزء من الأزمة التي أصابت كل مفاصل الحياة في السودان من تعليم وصحة وخدمة مدنية وغيرها ولذا فالرياضة جزء من كل فلابد لها من التأثر بما يحدث في بلادنا وتبقى الازمة الحقيقية هي أزمة قيادة سياسية في المقام الاول والعجز هو عجز البؤساء الذين يقودون البلاد الى الهاوية وهم ينظرون ويكابرون.
* اخوتي الأماجد انظروا الى حال الرياضة منذ نيف وعشرين عاما وكيف كان التدخل السياسي فيها وكيف صعد أهل الولاء على حساب اهل الكفاءة في قيادة كافة المناشط الرياضية وكيف انهارت تلك المؤسسات ولازالت تواصل الانهيار بيد ان كرة القدم هي الاكثر تاثيرا وتأثرا .
* نقفز للأزمة الماثلة امامنا الان في اتحاد كرة القدم السوداني لندلل على صدقية ماقلناه انفا ولننظر الى طرفي الصراع (مجموعة د. معتصم جعفر ومجدي واسامة وشروني ورفاقهم ثم مجموعة عبدالرحمن سرالختم والوزير حميدتي واعوانهم ) المجموعة الاولى المدعومة من احمد هارون الان هي في الاصل صنيعة السلطة ممثلة في أمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني وهم من أوصلهم الى القيادة بل واوصلهم الى قاعة البرلمان اعضاء ونواب مدجنين يفعلون بما يؤمرون وتحققت مصالحهم الحياتية والعملية وجرى المال من بين ايديهم وارجلهم على حساب الشعب ومستقبل الكرة السودانية !!
* المجموعة الثانية والمكونة في عمودها الفقري من حلفاء النظام الحاكم وعلى راسهم الجنرال عبدالرحمن سرالختم الوزير والسفير والوالي الخ.. والوزير نصرالدين حميدتي واعضاء المؤتمر الوطني الاخرين ضمن المجموعة سيف الكاملين وعزالدين واخرين!!
* اذن الطرفين يرضعان من ثدي المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وبالنتيجة نقول ان التدخل الحكومي ليس منفصلا عن المؤسسة ولكن الحزب الحاكم اصبح هوالحاكم في معظم الاتحادات الرياضية واللجنة الاوليمبية وغيرها وبالتالي النتيجة واضحة للعيان ، ولنسأل انفسنا هل العناصر التي تدير الرياضة الان يضاف اليهم وزير الشباب والرياضة الاتحادي واليسع الوزير الولائي هم فعلا من يستطيع حل طلاسم الكرة السودانية ؟؟
* مخرجات اخرى يمارس فيها الخداع وعلى راسها ما قدمه عضو المؤتمر الوطني الأخ عوض شبو باخراج جديد أشد سوء من الاول بتسويق بضاعة كاسدة باقتراح لجنة يقودها محمد الشيخ مدني عراب السلطة الحاكمة والذي يلون ويدهن كل القضايا الرياضية كما يريد ويدوس على القوانين ويعطلها وتجاربه الفاشلة يشهد عليها الوسط الرياضى منذ ثمانينيات القرن الماضي !!
* الحل سادتي لا يخرج عن حل كل ازمات الوطن لأنها مترابطة متداخلة لاتنفصم ابدا ويبقى الحل في حل ازمة البلد السياسية وحينها ستنفرج الازمات ويعود اهل الكفاءات والخبرات ويذهب اهل الولاء الى مذبلة التأريخ وطبعا بعد محاسبتهم بما اقترفت أيديهم على البلد وغير ذلك فلا.