أخبار

السودان ومصر يتفقان على رباعية دولية للتوسط في سد النهضة

الخرطوم – الجماهير

أعرب السودان ومصر من القاهرة اليوم الخميس، عن قلقهما إزاء اعتزام إثيوبيا المضي قدما في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو المقبل دون التنسيق معهما وأعلنتا عن توافق تام وانسجام بشأن السد الإثيوبي، وأكدا تمسكهما بتوسيع مظلة الوساطة بتكوين رباعية دولية تشمل بجانب الاتحاد الإفريقي كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ووصل رئيس مجلس الوزراء السوداني، د. عبد الله حمدوك اليوم الخميس، إلى القاهرة اليوم في زيارة رسمية، على رأس وفد رفيع المستوى، وكان في استقباله بمطار القاهرة الدولي رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري السيد القصير، وسفير السودان لدى القاهرة السفير محمد إلياس.

ورافق حمدوك في الزيارة وزراء شؤون مجلس الوزراء، والخارجية، والمالية والتخطيط الاقتصادي، والزراعة والغابات، والتجارة والتموين، والري والموارد المائية، والنقل، والاستثمار والتعاون الدولي، والصحة، بجانب مدير جهاز المخابرات العامة.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية الدكتور عبد الله حمدوك وأكد على عمق العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين والشعبين، وجدد دعم مصر للمرحلة الانتقالية في السودات على كافة الاصعدة.

السيسي يستقبل رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك والوفد المرافق بقصر الاتحادية

وبحث السيسي وحمدوك، مستجدات التوتر الحالي على الحدود السودانية الإثيوبية، وفقاً لبيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، الذي ذكر أن الجانبين استعرضا آخر التطورات والجهود المشتركة بين مصر والسودان فيما يتعلق بقضية سد النهضة، إذ تم التوافق على تكثيف التنسيق الحثيث بين الجانبين فى ظل المرحلة الدقيقة الحالية التى يمر بها ملف سد النهضة، وتعزيز الاتصالات مع الأطراف الإقليمية والدولية لتفعيل المقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية للتوسط في تلك القضية؛ بما يساعد على التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم حول قواعد ملء سد النهضة وتشغيله، قبل موسم الأمطار المقبل.

وقال إن اللقاء تناول متابعة موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين فى ضوء الزيارة الأخيرة للسيسي إلى الخرطوم، وكذلك تطورات القضايا الإقليمية محل الاهتمام المتبادل.

وأعرب السيسي، عن الاعتزاز بعمق العلاقات الإستراتيجية والأواصر الأخوية التي تربط القاهرة والخرطوم، مؤكدا أن تلك الثوابت لطالما مثلت نهجا راسخا للسياسة المصرية، خصوصا في ظل المرحلة الانتقالية الحالية التي يمر بها السودان والذي يحتاج كل الدعم من أشقائه لتعزيز الاستقرار والتنمية به.

وأكد دعم مصر المتواصل للسودان من خلال التعاون والتنسيق في كل الملفات محل الاهتمام المتبادل، ومن ثم أهمية الزيارة الحالية لرئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية ومشروعات التعاون المطروحة بين الجانبين، وترجمة الإرادة السياسية المتوافرة إلى خطوات تنفيذية واقعية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بما يجعله نموذجا يحتذى به لباقي المنطقة.

من جانبه أشاد حمدوك بالنتائج المثمرة للزيارة الأخيرة للرئيس السيسي إلى السودان، مشددًا على الخصوصية التي تتميز بها العلاقات المصرية السودانية، واعتزاز شعب وحكومة السودان بأواصر الروابط التاريخية مع مصر التي تعد مركز ثقل المنطقة العربية والقارة الأفريقية، ومحور صون الأمن الإقليمى بأسره.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع حمدوك أكد رئيس الوزراء المصري، د. مصطفى مدبولي، أن موقف القاهرة ثابت في المحافظة على الحقوق التاريخية لمصر والسودان، في مياه النيل، بما لا يضر بحقوق الشعب الإثيوبي، وأن الدولتين ليستا ضد التنمية.

وأشار مدبولي إلى قلق مصر والسودان، من اعتزام إثيوبيا المضي قدما في ملء سد النهضة دون التنسيق مع دولتي المصب، مشددا على أن الدولتين تأملان أن تستجيب الحكومة الإثيوبية لمطالبهما خلال الفترة المقبلة، وأن مصر لديها الثقة بأن نهر النيل يستطيع أن يمد يد الرخاء للشعوب الثلاثة دون ضرر.

ولفت إلى أنه جرى خلال اللقاء مع حمدوك مناقشة دعم العلاقات الإستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، والربط الكهربائي بين البلدين، وربط شبكة الطرق الواصلة بين القاهرة والخرطوم، كما سيتم العمل على عدد من المشروعات التي تربط بين البلدين من بينها الربط بين الدولتين في مجال الغاز.

من جانبه، أشار حمدوك إلى أن الحكومة السودانية اتخذت عدة قرارات صعبة خلال الأشهر الماضية، في طريق الإصلاح الاقتصادي بالبلاد، وأن الخرطوم استفادت من التجربة المصرية في طريق الإصلاح الاقتصادي.

مباحثات مشتركة برئاسة حمدوك ومدبولي- القاهرة

وحول سد النهضة والأزمة الدائرة بسببه، أوضح حمدوك أن نهر النيل هو حق مشترك لمصر والسودان وإثيوبيا، لكن لا يمكن أن نسمح بأي ضرر لأي طرف من الأطراف.. نأمل الخروج بخريطة طريق حقيقية تسمح للجميع بالاستفادة المرجوة، لكننا نشعر بتوجه إثيوبي لملء سد النهضة بشكل أحادي، دون مراعاة الحقوق التاريخية.

وجرت بمقر رئاسة مجلس الوزراء المصري، مباحثات موسعة، برئاسة رئيسى وزراء البلدين، الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور عبد الله حمدوك، بحضور وفدى البلدين،

وبحث الطرفان تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التدريب وتنفيذ مشروعي الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية، وتشجيع الاستثمارات الصناعية والزراعية المشتركة والعلاقات التجارية والاقتصادية بالبلدين وتنشيط اللجان الفنية المشتركة بين البلدين.

وقال حمدوك خلال المباحثات إن الفترة الماضية شهدت مناقشة عدد من المشروعات المهمة التى يمكن إقامتها بالشراكة بين الحكومتين، مثل مشروع الربط الكهربائى، والمشروع الاستراتيجى لربط السكك الحديدية، ومشروع الربط البرى، إلى جانب مشروعات التعاون فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى والصحة والتجارة، فضلا عن العديد من المجالات الأخرى التى يمكن أن نصل فيها إلى تفاهمات ستكون فى صالح شعبينا.

وأشار إلى أنه يوجد ملفات عديدة تحتاج إلى التفاهم بشأنها بشكل أكثر دقة للوصول فيها لرؤية مشتركة، والتى يأتى فى مقدمتها ملف سد النهضة الذى يشكل تحديا لمصر والسودان، مؤكداً على وجود توافق تام وانسجام بين الجانبين فى هذه المسألة، لاسيما ما يتعلق بالآلية الرباعية للوساطة.

وأكد الطرفان على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة.

وتوافق الطرفان على مواصلة جهودهما للتواصل مع الاطراف الدولية لتوسيع مظلة التفاوض وتنفيذ المقترح السوداني المتمثل في وساطة دولية رباعية لمساعدة السودان ومصر وإثوبيا على التوصل لاتفاق مرض للاطراف الثلاثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ