الجماهير: وكالات
طغى خبر توقيف 11 أميرا سعوديا، من بينهم الملياردير الوليد بن طلال، ووزراء حاليين وسابقين بعد تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الاثنين التي تناولته على صفحاتها الرئيسية وصفحات الرأي والتحليل.
وكتب باتريك وينتور في صحيفة الغارديان مقالا تحليليا بعنوان “إصلاحي في عجلة أم محاولة لتعزيز قبضته على الحكم”.
وقال كاتب المقال إن “ما من أحد يشكك في أن ولي العهد السعودي ليس في عجلة من أمره”، مضيفا أن ” قراره باعتقال 11 أميرا 4 وزراء والعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه رجل لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل”.
ورأى كاتب المقال أن وجود الأمير الملياردير الوليد بن طلال ضمن جملة الأمراء الذين اعتقلوا واحتجزوا في فندق ريتز كالتون الفاخر في الرياض يعني أن “ولي العهد مستعد للتخلص من أقوى الشخصيات السعودية من أجل تنفيذ جملة الإصلاحات التي يريد تطبيقها وتوطيد قبضته على الحكم”.
وأشار إلى أن ” ولي العهد قد يبقى في سدة الحكم لنصف قرن”.
ورأى كاتب المقال أن “السرعة وعدم التنبؤ بتصرفات ولي العهد، أمر يقلق المستثمرين الأجانب”.
وقال إن “بعض أسماء المعتقلين يخطف الأنفاس”، مشبها ما حدث بأن تقرر رئيسة الوزراء في بريطانيا إقالة نصف مجلسها مرة واحدة.
ونقرأ في صحيفة التايمز مقالا تحليليا لريتشارد سبنسر بعنوان “إصلاحات ولي العهد محفوفة بالمخاطر لأنها تمحي الجيل القديم”.
وقال كاتب المقال إن “الحقيقة تكمن في أنه ما من أحد يحب السعودية، إلا أنهم يتعاملون مع الرياض على أي حال”، موضحاً أنه مع وجود الملكية في البلاد، كانت الأمور أوضح نوعاً ما.
وأضاف أن “الأمير الشاب يلغي الكثير من الأمور التي لا تعجب الغرب”، مشيرا إلى أنه لا أحد يعلم ما هي القرارات المقبلة.
وأوضح أن “العديد من الدبلوماسيين والسياسيين ورجال الأعمال كانوا يعبرون عن تذمرهم من الطريقة التي يعاملون بها بالسعودية، مضيفا أن الدبلوماسيين كانوا يتنظرون ساعات طويلة لرؤية مسؤولين لديهم صلاحيات محددة في الكثير من الأمور.
وأشار إلى أن الكثير من السياسيين يعلمون “أن السعودية دولة صديقة محرجة نوعا، إذ أنها تصر على اللباس المرأة البرقع وتنفيذ الإعدامات الميدانية في الأماكن العامة وتنفيذ أحكام الجلد.
وأوضح كاتب المقال أن العديد من رجال الأعمال تذمروا مراراً من الرشاوى التي كانوا يجبرون على تلقيها مقابل عقد صفقات تقدر بملايين الدولارات.
وأردف أن الأمير الشاب، ابن الملك السعودي الحالي استطاع خلال سنتين التخلص من العديد من هذه الأمور، لنجد جيلاً جديداً من المديريين التنفيذيين مستعدين للسفر إلى عواصم الدول الغربية والتحدث في الكثير من القضايا التي تهم البلاد.
وتابع كاتب المقال بالقول إنه “تم إبلاغنا اليوم بأنه تم التخلص من الأشخاص الفاسدين الذين كانوا بمثابة وسطاء”، موضحا أن الكثير من هؤلاء الأمراء كانت أخبارهم المتعلقة بالفساد في إدارتهم منتشرة بشكل كبير”.
وختم بالقول إن “ما يجري في السعودية هو أمر يروق للغرب، إلا أن الخطر يكمن بأن ما من أحد يعلم حقاً كيف ستكون السعودية الجديدة، وهل باستطاعة الأمير تحويلها إلى دبي الثانية كما وعد إذ بقي في سدة الحكم؟ وهل من أحد يريد نسخة ثانية من دبي!”
المصدر: بي بي سي