تقارير

القوى المدنية السودانية تستعد لتشكيل جبهة عريضة لوقف الحرب

أديس ابابا – الجماهير: تستعد القوى المدنية السودانية لعقد مؤتمر تحضيري في أديس أبابا يومي 21-25 أكتوبر الجاري، بهدف تشكيل جبهة عريضة لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية في السودان.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن قوى المجتمع المدني ولجان المقاومة والحرية والتغيير وتنظيمات المهنيين وكيانات ولائية بجانب مشاركة شخصيات لها وجود كبير في الساحة السودانية وممثلين للمجتمع الدولي والإقليمي.

ويعد المؤتمر فرصة للقوى المدنية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية والأمنية في السودان، ووضع حد للحرب التي تدور منذ نصف عام.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العسكرية في 15 أبريل (نيسان) بسبب توتر مرتبط بانتقال مزمع إلى الحكم المدني، ما دمر العاصمة الخرطوم وأثار هجمات ذات دوافع عرقية في دارفور.

وبعد شهور من تعليق الوسطاء المفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصرا واضحا ولا نهاية تلوح في الأفق للحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص ومقتل الآلاف وتدمير مدن كبرى.

وسرعان ما هيمنت قوات الدعم السريع على العاصمة واتهمها السكان بنهب المنازل واحتلالها. ويشن الجيش، الذي تحصن في قواعده، ضربات جوية كبيرة ويطلق نيران مدفعية تسببت في مقتل العشرات من المدنين.

لازم تقيف

يأمل السودانيون في وقف القتال، بعد مرور نحو 6 أشهر على اندلاع الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع، وبعد مرور نصف عام من الحريق المدمر الذي تسبب في مقتل أكثر من 9000 شخص وفقاً لحصيلة لا تأخذ بالاعتبار مجمل أعداد القتلى، وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها، في حين أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية.

وانحسرت الأصوات الداعية لمواصلة القتال على مستوى السوشيال ميديا، وتمددت دعوات ايقاف الحرب، والذهاب إلى التفاوض. 

فيما بدأت مظاهر التصدع أكثر وضوحا في صفوف التيارت الداعمة لحسم المعركة عسكرياً، وتصاعدت داخلها الاتهامات والمطالب بعزل القائد العام للجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان.  

و تقول القيادية في تحالف الحرية والتغيير سلمى نور، أن الحرب لم تحقق أي مكاسب لأي من طرفيها، بل أدت إلى تدمير البلاد وقتل الأبرياء وتهجير الآلاف.

 وذكرت نور في حديثها لـ ( الجماهير) يوم الخميس، إن نصف عام من الحرب في السودان أثبت أن الحلول العسكرية لم ولن تحسم أي خلاف.

القيادية في تحالف الحرية والتغيير – سلمى نور

وأضافت نور أن المكون العسكري متمثل في شقي المؤسسة العسكرية تسببوا في تدمير الخرطوم ودارفور بشكل كامل، وتسببوا في سلسلة من الانتهاكات و تهجير للمواطنين.

وأكدت نور أن مرور 6 أشهر من الحرب أكد لطرف الصراع أنه لا حل سوى طاولة التفاوض لإيقاف العبث الدائر.

وشددت نور على الحاجة بشكل كبير لتوحيد القوى المدنية والمهنينة المناهضة للحرب الداعية لوقفها، لتوحيد صفوفها وتماسك أطرافها والعمل جنبا إلى جنب للضغط على طرفي النزاع لوقف القتال والحرب والعوده للحلول السياسية واستكمال مسيرة التحول المدني الديمقراطي.

على الرغم من الإحباط السائد بين القوى المدنية السودانية من استمرار الحرب، ينظر الكثيرون إلى المؤتمر التحضيري المنتظر عقده في أديس أبابا يومي 21-25 أكتوبر الجاري، لتشكيل جبهة عريضة لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية في السودان، كفرصة حقيقة لانقاذ البلاد واعادتها إلى مسار الحياة، ومنع الانزلاق إلى حرب اهلية تمتد تداعياتها في كل المنطق بسبب الهشاشه التي تعانيها بلدان الجوار.

وتؤكد نور أن الحرب لم تحقق أي مكاسب لأي من طرفيها، بل أدت إلى تدمير البلاد وقتل الأبرياء وتهجير الآلاف.

كما تشدد على ضرورة توحيد القوى المدنية لوقف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي في السودان.

ويراي مراقبون أن إي جهد مدني يجب أن يضع في الاعتبار، ضرورة توسيع دائرة التمثيل السياسي والجغرافي والمجتمعي في الجبهة المدنية، وذلك من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والمجتمعية، بما في ذلك لجان المقاومة وحركات الكفاح المسلح.

ويشدد المراقبون على تجاوز الخلافات الداخلية بين القوى المدنية، والعمل على توحيد الصفوف في مواجهة التحديات المشتركة.

وحذروا من تكرار أخطاء الماضي، وذلك من خلال وضع برنامج عمل واضح ومحدد للجبهة المدنية، والتزام القوى المشاركة فيه بهذا البرنامج.

ووضعوا نجاح القوى المدنية في تحقيق النقاط اعلاه كشرط اساسي، يزيد من فرصها في وقف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ