الخرطوم – عماد النظيف
أعلنت وزارة الخارجية السودانية، (الخميس) عدم حدوث موقف جديد للسودان بشأن قضية سد النهضة، وشددت على أن الملء الثاني للسد دون اتفاق يسبب أضرار كارثية على البلاد.
يأتي ذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال فيها إن تحركات إثيوبيا لاستئناف ملء السد في الأشهر المُقبلة لن تؤثر سلبًا على إمدادات مصر من المياه.
واستبعد خبراء ما تردد عن بدء إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء سد النهضة مطلع مايو الجاري، وذلك استنادًا إلى صور الأقمار الاصطناعية، وعدم تعلية جدار السد الأوسط بالشكل الذي يسمح بالتخزين.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السودانية السفير منصور بولاد لـ(الجماهير)، إن موقف السودان ثابت في قضية سد النهضة وهو الوصول إلى اتفاق قانوني مُلزم، في إدارة وتشغيل السد.
وتوجهت وزيرة الخارجية السودانية، مريم المهدي، (الخميس) إلى العاصمة النيجيرية أبوجا على رئاسة وفد دبلوماسي وقانوني وفني، في مُستهل جولة أفريقية جديدة سعيًا لكسب تأييد موقف السودان الداعي إلى ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة – بحسب بيان للوزارة.
وأوضح بولاد أن وزيرة الخارجية ستلتقي خلال جولتها الأفريقية رؤساء كلٍ من نيجيريا وغانا والسنغال والنيجر، لتناول ملف سد النهضة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ونفى بولاد إبداء السودان موقف إيجابي حول الملء الثاني للسد.
وأكدت إثيوبيا مرارًا أنها تنوي إجراء الملء الثاني لسد النهضة، والذي يُقدر بـ13.5 مليار متر مكعب، في موعده المُقرر في يوليو المُقبل، مما أثار مخاوف مصر والسودان من تراجع حصتهما من المياه.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شدد على أن مصر لن تقبل بالمساس بأمنها المائي وبالتالي ضرورة التوصل للاتفاق القانوني المُلزم المنشود، الذي يحافظ على حقوق مصر المائية ويحقق مصلحة جميع الأطراف ويجنب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحذّر بولاد من الملء الثاني لـ”سد النهضة” الإثيوبي، قبل التوصُّل لاتفاق مع مصر وإثيوبيا، معلنًا رفض سياسة الأمر الواقع، التي تنتهجها أديس أبابا، في ملف سد النهضة، لأنه سيُسبب أضرار كارثية على السودان.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، حرَّر في منتصف مارس الماضي، خطابات إلى الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، لتشكيل آلية رباعية للوساطة في عملية مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
واقترح رئيس مجلس الوزراء في الخطاب تغيير النهج المُتبع في المفاوضات والذي أدى إلى عدم الوصول لاتفاق بين الأطراف الثلاثة خلال فترة التفاوض الماضية، ولتأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرُباعية للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.
لكن عضو فريق التفاوض الإثيوبي في ملف “سد النهضة” السفير إبراهيم إدريس، قال إن فكرة الوساطة الرباعية بشأن مفاوضات سد النهضة “خدعة بهدف إطالة أمد الملء الثاني للسد”.
وأضاف المسؤول الإثيوبي، في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أن “فكرة الوساطة الرباعية ليست اقتراحًا حقيقيًّا من جانب مصر والسودان، ولكنها خدعة”.
وفي ذات المنحى قالت مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ومقره مصر، أماني الطويل لـ(الجماهير) إن السودان ومصر لن يسمحا لإثيوبيا بالملء الثاني لسد النهضة، ومن المُتوقع أن يتم التوجه إلى مجلس الأمن والتصعيد في هذا الملف لأنه حتى الآن لم يثبت الاتحاد الأفريقي فاعلية في التعامل مع هذا الملف.
7 2 دقيقةقراءة