أعربت جمهورية تشاد، في بيان نشرته وزارة خارجيتها، أمس الجمعة، عن سخطها العميق ورفضها للاتهامات المتكررة التي تطلقها “السلطات العسكرية السودانية” بدعمها لقوات الدعم السريع، وأسمت ذلك بـ”الادعاءات الكاذبة” التي لا أساس لها من الصحة.
وأكدت أنها ليست متورطة في الصراع الدائر في السودان، مشددةً على أن “الاتهامات المتكررة والمضللة التي توجهها السلطات السودانية لا تهدف إلا إلى صرف الانتباه عن مسؤوليتها في الحالة المدمرة التي تدمر بلدها وتغرق شعبها في المعاناة”.
والأسبوع الماضي، قيدت حكومة بورتسودان شكوى لدى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ضد دولة تشاد. وقالت إنها قدمت أدلة تشمل مستندات ومقاطع فيديو تثبت تورط تشاد في دعم قوات الدعم السريع وبالتالي مسؤوليتها بالتضامن عن كل الجرائم التي اقترفتها.
وأوضح البيان، “منذ بداية التوترات، اعتمدت تشاد موقف الحياد الصارم والمتساوي تجاه أطراف النزاع”، مضيفًا أنها عملت من أجل السلام في السودان.
وأفاد البيان بأن رئيس جمهورية تشاد محمد إدريس ديبي إتنو، بادر إلى “استقبال الجنرالين المتحاربين في أنجمينا قبل وقت طويل من اندلاع الأعمال العدائية”، وذلك “في محاولة أخيرة للوقاية والوساطة”.
وتأسفت جمهورية تشاد، على أن هذه المحاولات للحوار والمصالحة “لم يتابعها القادة السودانيون، الذين اختاروا طريق السلاح على حساب تطلعات شعبهم إلى السلام والديمقراطية”.
وأكدت أنها، على مدى 20 عامًا، رحبت باللاجئين السودانيين وتحملت ثقل الحروب والصراعات في السودان، مضيفةً، “واليوم، تتحمل تشاد عواقب مأساة جديدة أكبر وأكثر فتكا فقد وجد أكثر من مليون ونصف لاجئ سوداني ملجأ على الأراضي التشادية”.
ونصح البيان “النظام السوداني” بأن “يفكر ملياً في أفعاله والعواقب المترتبة على خياراته، بدلاً من البحث عن كبش فداء في الخارج”.
واتهمت تشاد “النظام السوداني” بأنه “لم يتوقف على مدى عقود من الزمن عن خلق وتدريب وتمويل وتسليح حركات التمرد لزعزعة استقرار تشاد”.
وفي ذات السياق، قالت إنه “يتحمل المسؤولية عن أفعال التمرد الأخير، FACT” الذي “كان السبب وراء التوغل الذي أودى بحياة مارشال تشاد، إدريس ديبي إتنو”.
واتهمت تشاد السلطات السودانية بـ”تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة دون الإقليمية”، مضيفة، أن هدفها “زعزعة استقرار تشاد”. ووصفت ذلك بـ”النشاط التخريبي المستمر”، مؤكدة أنه “مصدر قلق كبير لتشاد التي تعاني من عواقب هذه الأعمال، وأن تشاد هي التي ينبغي أن تشتكي من هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار، وليس العكس”.
وجددت في ختام بيانها “دعوتها الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى الحوار لاستعادة السلام” مؤكدة أنها “ستواصل جهودها لتعزيز الاستقرار الإقليمي، على الرغم من الهجمات غير المبررة التي تتعرض لها”.
وشددت على أنه لا يمكن “تحميل تشاد مسؤولية حرب تنبأت بعواقبها وحاولت تجنبها”، وأدانت “الادعاءات الكاذبة التي يطلقها النظام العسكري السوداني وتدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحقيقة الحقائق”.