قال الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بكري الجاك، في بيان، اليوم الأحد، إن اتهامات الفريق أول ياسر العطا لتنسيقية “تقدم”، بالعمالة والخيانة، “هي تهم، غير أنها كاذبة، تنم عن درجة عالية من عدم المسؤولية في إطلاق الحديث على عواهنه فيمن يفترض فيه صفة القيادة والحكمة”.
وأضاف البيان، أن لقاء ياسر العطا الذي بثه تلفزيون السودان أمس الأحد، جاء مخيبًا لآمال ملايين السودان الذين يتطلعون إلى سلام ينهي المعاناة في مراكز النزوح ومعسكرات اللجوء. حيث تحدث “العطا” عن استمرار الحرب لحين القضاء على الدعم السريع بدلًا عن اللجوء للمفاوضات.
وكان قد جدد العطا انتقاداته لقوى الحرية والتغيير وتنسيقية “تقدم” ومواقفها الداعية إلى وقف الحرب، قائلًا إنهم “لم تكن لديهم الخبرة والكوادر لإدارة السودان أيام حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك والآن يديرون (لا للحرب) بنفس السذاجة. كلنا مع لا للحرب ولكن كيف؟ هل بالاستسلام وتسليم الحكم للدعم السريع ؟”. وأضاف “أن من أشعل الحرب من السياسيين هم من يسعون الآن لإيقافها”.
وكشف بيان “تقدم”، أن الفريق العطا “غارق في بحر دماء شعب السودان التي سفكها دون رحمة، ومن يرتكب كل هذه الجرائم لا يحق له أن يدعي أفضلية أخلاقية تمنحه حق توزيع صكوك الوطنية وجدارة الانتماء إلى تراب الوطن و شعبه”.
واعتبرت “تقدم” تصريحات العطا كونها تكشف عن مأساة المؤسسة العسكرية التي سٌيست حتى النخاع ولم تعد تكترث لأبسط قواعد المهنية العسكرية. مضيفةً في بيانها، أن ليس للعطا “رؤية للحرب ولا رؤية للسلام وإنما أدمن حرب الكلام التى تضج بالعنصرية والحط من قدر العديد من المكونات السودانية الأصيلة”.
ووفقًا للبيان، فإن المؤسسة العسكرية اخترقتها الحركة الإسلاموية بصورة كبيرة وحولت بعض كبار قادتها لمجرد متحدثين باسمها، الأمر الذي ساهم في إضعافها وأوصلها إلى مدارك سحيقة من الاستهتار بمصالح الشعب وبمقدّرات البلاد.
وأوضح البيان، أن الشعب السوداني ينتظر من القوات المسلحة قرارا شجاعا بالذهاب إلى التفاوض للوصول إلى سلام دائم ينهي أسباب الحروب في السودان، ولا ينتظر “هتافات عنصرية وزعيق فارغ ولا حديث فى الفلسفة عن الفرق بين مفهوم الشعب والأمة ولا كيل الاتهامات المجانية تجاه القوى المدنية الساعية لإنهاء الحرب و توزيع نياشين الوطنية” في رسالة موجهة لياسر العطا.
“من تقلدوا المواقع خلال عامي الانتقال خرجوا بأيادي نظيفة”:
وبدوره قال القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خالد عمر يوسف، في تدوينة له على صفحته بمنصة فيسبوك، إن لقاء الجنرال ياسر العطا في تلفزيون السودان يشعر بالأسى على حال البلاد، وبـ”القلق العميق طالما كانت هذه هي رؤى وأفكار أحد الذين يتخذون فيها قرارات مصيرية تتعلق بحياة الناس ومعاشهم”.
وأضاف “سلك”، أن العطا اتهم قادة الحرية والتغيير وتقدم بالعمالة والخيانة، وهو ذات من خرج للإعلام من قبل وشهد لهم بالنزاهة وعفة اليد واللسان. موضحًا، “أن من يتهمهم هؤلاء لا أرصدة لهم في البنوك ولا منازل ولا عقارات امتلكوها طوال انشغالهم بالهم العام”.
وشدد على أن من تقلدوا المواقع خلال عامي الانتقال دخلوا إليها وخرجوا بأيادي نظيفة لم تمتد على مال أو نفس، “هذه حقائق لا يستطيع كائن من كان أن يغيرها بإطلاق الأكاذيب هنا وهناك” على حد قوله.
وتابع “سلك”، أن حلقة لقاء العطا تعرضت لتقطيع متعمد، لمحاولة عدم تداول حديث الجنرال عن تسلحهم وتحالفاتهم العالمية وادعاءاته عن محادثات البرهان ورئيس دولة الإمارات. موضحًا أن “من قطع هذا الحديث من الحلقة بعد بثها في الترويج الإعلامي ليس من معسكر أعداء العطا بل من معسكر أصدقائه، فأي شقاء يسببه الجنرال للصديق قبل العدو كلما أمسك بيده المايكرفون”.
ودعا إلى وقف الحرب وإعادة الأمر “لشعب السودان فهو أدرى بإدارة شأنه ولا ينتظر وصاية من أي شخص مدني كان أو عسكري”.