تقارير

تقرير- والي غرب دارفور يجدد اتهامه لعناصر قادمة من تشاد، بهجوم جديد على الجنينة

تقرير- فتحية عبد الله

من جديد تشتعل مدينة الجنينة، وتتواصل الاشتباكات القبلية لليوم الثالث على التوالي، ، ليجد قاطنو معسكرات النزوح، أنفسهم، منذ بداية الأسبوع، في حالة فرار دون هدي، بعدما طال القصف بالأسلحة الثقيلة، حتى المشافي الطبية (مجمع سلطان الطبي) ونحو 10 من أحياء المدينة، لتصبح الأوضاع هناك مرشحة لمزيد من التصعيد، ومع تجدد الأشتباكات، جدد الوالي محمد عبد الله الدومة اتهاماته لمليشيا قادمة من دولة تشاد المجاورة بالتورط في الأحداث، ما يضع مزيدا من التعقيد للأوضاع الملتهبة. وهي اتهامات سبق أن أعلنها عند وقوع اشتباكات مماثلة، في يناير الماضي، وبعد مضي عام على أول اشتباكات قبلية شهدتها المدينة وضواحيها، مؤخرا.

(1)

وتجددت بمدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، يوم السبت، والأحد، الاشتباكات بين قبيلة المساليت وبعض القبائل العربية على خلفية مقتل إثنين من منسوبي قبيلة المساليت، بالقرب من حي الجبل بالمدينة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقنابل اليدوية ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلي والجرحى.

والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة

وقال والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة، إن مليشيا مسلحة قادمة من دولة تشاد ومنطقتي سرف عمرة وزالنجي، هاجمت مدينة الجنينة، اليوم الإثنين، مما أسفر عن وقوع أكثر من 18 قتيلا، ونقلت قناة الجزيرة عن الدومة قوله إن المليشيا هاجمت مدينة الجنينة من عدة اتجاهات لتشتيت جهود القوات النظامية.

(2)

وبحسب والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة فإن الهجوم تركز على الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة ولم تستطع حكومة الولاية السيطرة على الأوضاع بادئ الأمر لكبر حجم الهجوم وثقل الأسلحة المستخدمة فيه.

وتعود أسباب الأحداث وفقًا للوالي محمد عبد الله الدومة إلى مقتل شخصين من إحدى المكونات القبلية في الثالث من أبريل وبعد تشييعهما قُتل شخص ثالث من ذات القبيلة وبعدها حدثت احتجاجات وهاجمت المليشيات المدينة، وقال الدومة إن حكومته ستفرض حالة طوارئ وحظر التجول في مدينة الجنينة.

(3 )

ولم تكن هذه الأحداث هي الأولى من نوعها التي تشهدها الجنينة إبان حكم الوالي محمد عبد الله الدومة الذي تسلم منصبه رسمياً في أغسطس 2020م، فقد شهدت الولاية في يناير الماضي عقب انتهاء ولاية البعثة الأممية المشتركة لحفظ السلام بدارفور “يوناميد” التي بدأت في الانسحاب من الإقليم ، أحداثًا دامية بسبب مشاجرة بين شخصين لتتطور إلى اشتباكات قبلية راح ضحيتها 160 قتيلا ونحو 200 جريح، وحرق بعض المنازل المبنية بالمواد المحلية،وادت تلك الأحداث إلى نزوح آلاف المواطنين من مخيم “كريندق” الى المؤسسات الحكومية، قبل أن يتدخل مجلس السيادة بارسال وفد برئاسة عضو المجلس محمد الفكي سليمان تمكن من نزع فتيل القتال، غير أن وقف الاقتتال لم يصمد أكثر من شهرين، ليتجدد مرة أخرى.

(4 )

وتعرض منزل الوالي محمد عبدالله الدومة في حي الجمارك في وقت سابق إلى هجوم مسلح، وقالت حكومة الولاية وقتها إن مسلحين هاجموا المنزل وتمكن الحرس من التصدي لهم واعتبرت الحكومة الهجوم استهدافًا لوأد الجهود المبذولة لاستتاب الأمن والاستقرار والسلام بالولاية، مشيرة إلى أن مثل هذه المحاولات تستهدف إحداث الفوضى وعدم الاستقرار قبل أن يؤكد علي سلامة الوالي.

(5 )

ورشح محمد عبدالله الدومة إلى منصب والي غرب دارفور من حزب الأمة القومي في الولاية، بعد إجراء تصويت بينه وبين رئيس الحزب بالولاية، ليتم رفع إسمه رأساً لقوى إئتلاف الحرية والتغيير، بعد أن فوض الأمة القومي الولايات لتقديم مرشحيها، وبرز ذلك بأنه كحزب فدرالي، لا يريد أن يفرض مرشحين على الولايات ولم يبد الحزب أي إعتراض، حتى جاءت اللحظة الأخيرة، ليثير تحفظا مفاده هشاشة الولايات والتي سيترتب عليها فشل اي حاكم مدني، وأشار إلى أن بعض القبائل العربية معترضة على ترشيح الدومة، وأبدى تأييده لان يكون بالولايات التي بها هشاشة ولاة عسكريون.

(6 )

وبحسب المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر ان الخطوة الناجحة التي قامت بها الحكومة الانتقالية من بعد اتفاق جوبا هي تعيين محمد عبد الله الدومة على رئاسة ولاية غرب دارفور كواحد من الرموز المهنية والسياسية والقانونية ذات الكفاءة العالية.

المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر

غير أنه عاد وقال إن ولاية غرب دارفور ولاية حدودية كانت مدخلا للاشكاليات الأمنية للدولة السودانية عامة منذ فترة حكم العهد البائد لذا تظهر فيها الاختلالات الامنية مهما يبذل الوالي من مجهود، وهذا ما يعوق الحكم الفيدرالي وأضاف في حديثه لـ(الجماهير) أن محاولة إلقاء اللوم على طرف واحد بالتأكيد سيكون خارج الإنصاف، على حد تعبيره، فأيا كانت الظروف فإن الدعم ضروري للوالي، سواء كان من قبل الحكومة الانتقالية أو من أطراف الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا، هذا بخلاف العلاقات الخارجية خاصة في الفضاء الإفريقي.

وأشار خاطر إلى أن محاولة إقالة محمد عبدالله الدومة دون تراضي المجموعات سوف يثير مزيدا من النزاعات وقال “هنالك من تعاطي مع الدومة كرمزية للصمود والمعالجات، لذا يجب أن تتمتع بحكمة، واضاف:هنا يمكن القول أنه حان دور المثقفين من أبناء دارفور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ