متابعات: الجماهير
أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في خطاب مكتوب بمناسبة مرور الذكرى الثالثة لحرب 15 أبريل 2023م، أنهم وحلفائهم المدنيين والعسكريين في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” اختاروا مسارًا مختلفًا، مسارًا “يُدرك أن السلاح وحده لا يكفي لحل المشكلات السياسية، ويرى في تنوع السودان “أعظم قوة له، ليس مهدداً له”.
وأشاد حميدتي، اليوم الثلاثاء، بالميثاق السياسي والدستور الانتقالي “التاريخي”، الذين جرى التوقيع عليها من قبل قوات الدعم السريع والعديد من المكونات المدنية والعسكرية في فبراير ومارس الماضيين، حيث انضوت كافة هذه القوى تحت لواء تحالف “تأسيس”.
وأكد على عدم رغبتهم في بناء دولة موازية، “نحن نبني المستقبل الوحيد القابل للاستمرار للسودان. ستوفر حكومتنا الخدمات الأساسية – التعليم والصحة والعدالة – ليس فقط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وقوات الحركات، بل في جميع أنحاء البلاد” بحسب تعبيره.
وأضاف قائد الدعم السريع: “نحن نصنع عملة جديدة، ونعيد الحياة الاقتصادية. ونصدر وثائق هوية جديدة، حتى لا يُحرم أي سوداني من حقوقه. هذه ليست دولة أمراء حرب، بل هي حكومة الشعب”.
وقال مخاطبًا “المواطنين الشرفاء”: “رؤيتنا واضحة. لا نسعى للهيمنة، بل للتوحيد. نؤمن بأنه لا قبيلة ولا منطقة ولا دين يحتكر الهوية السودانية”.
وأوضح حميدتي، أن الشعب السوداني اجتمع في نيروبي “ليس كعرب أو أفارقة، مسلمين أو مسيحيين، بل كسودانيين – فخورين، متعددي الأعراق، ومسالمين”. ووصف الميثاق السياسي لتحالف “تأسيس” بأنه “الأكثر شمولاً في تاريخ بلادنا”، مؤكدًا أنهم فعلوا ذلك لهدف واحد: “ضمان ألا يحكم السودان مرة أخرى نخبة أقلية”.
وقدم الشكر لدول جوار السودان، إثيوبيا، وتشاد، أوغندا، كينيا، جنوب السودان، وليبيا، على استقبال السودانيين في أحلك أوقاتهم، مؤكدًا التزامهم بوحدة البلاد واستقرار جيرانها من الدول.
ودعا الاتحاد الأفريقي إلى الاعتراف بالإرادة الديمقراطية للشعب السوداني، وعدم البقاء رهينة لمدبري الانقلاب في بورتسودان.
وتقدم حميدتي بالتهاني للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قائلًا إن أمريكا تحت قيادته “قادرة على لعب دور حيوي في إنهاء هذه الحرب. لقد تحدث الرئيس ترامب عن إنهاء الحروب التي لا نهاية لها، ويجب أن يكون السودان أحدها”.
وأكد على التزامهم بالتعاون الكامل مع المنظمات الإنسانية، ومنع تحول السودان إلى قاعدة للإرهاب الدولي، وحماية البحر الأحمر ورفض استخدامه كساحة صراع جيوسياسي.
وتابع: “قوات الدعم السريع مع الشركاء في تحالف السودان التأسيسي، يقفون إلى جانب الشعب. لا نسعى إلى السلطة لأنفسنا، بل نسعى إلى السلطة للشعب السوداني – للاختيار، والحكم، والعيش بحرية، وعدالة”.
ووفقًا لرأيه، فإن ما حدث في نيروبي “كان انفراجًا سياسيًا وأخلاقيًا – اللحظة التي نهضت فيها الأغلبية السودانية التي طال صمتها وأعلنت ملكيتها الشرعية للوطن. ليس تحت راية حزب أو فصيل أو عرق واحد – بل تحت راية مشتركة قوامها الأمل والانتماء”.
واستطرد: “ليعلم العالم أننا لسنا حكومة موازية، بل نحن الذين نمتلك الشرعية الحقيقية. نحن نبني هذه الحكومة ليس لمنطقة واحدة أو لشعب واحد، بل لكل سوداني شعر بالنسيان والتهميش والحرمان.
لا نسعى إلى بناء سودان جديد فحسب – بل نسعى إلى دفن ما كان فاسدًا في السودان القديم”.
وخاطب حميدتي الذين قال إنهم “خانوا الثورة، وفرّوا من العاصمة وهي تحترق، والمتشبثين الآن بحلفاء أجانب في بورتسودان”: لن يكون لكم مكان في مستقبل السودان ما لم تقبلوا بإرادة الشعب، ولن تكون هناك عودة للنظام الذي قسم السودانيين، ولن تكون هناك عودة للمخلوع البشير “هذا الباب مغلق إلى الأبد”.
وقال “من هذا اليوم فصاعدًا، دعونا نكتب قصة جديدة. قصة انتماء. قصة إعادة بناء. قصة وحدة، لا بالقوة، بل بالموافقة. فليكن هذا بداية استقلال السودان الثاني – ليس من إمبراطورية أجنبية، بل من الاستبداد والعسكرة والخوف”.
وأضاف: “فليكن هذا العام الذي يطوي فيه السودان صفحة الماضي – من هوامش الدول الفاشلة إلى عناوين التجديد”.