اقتصاد

حوار – مدير سلطة الطيران المدني لـ” الجماهير”: عودة “سودانير” تمثل هاجسًا كبيرًا

حوار القسم الإقتصادي

كشف مدير سلطة الطيران المدني إبراهيم عدلان، عن استعداد هيئة الطيران المدني إلى مباشرة تحديث شبكات الطرق الجوية داخل الفضاء السوداني، استعدادًا للخطط العالمية 2020 – 2030، مشدّدًا على ضرورة توفير المعينات التقنية التي تُغطي المجال الجوي بالسودان كاملًا، لتقديم خدماتٍ للمراقبة الجوية لكل الطيران العابر بصورة علمية، فضلًا عن قيام الطيران المدني بدورة الكامل في تأمين الأجواء السودانية، ليضلع بدوره الإقليمي والعودة للفضاء الدولي  بعد رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

وأضاف، في حوار خاص لـ”الجماهير”، أن عودة الناقل الوطني “سودانير”، تمثل هاجسًا كبيرًا للهيئة، مشيرًا إلى أن دخل السودان من الطائرات العابرة يتراوح بين 150 إلى 190 مليون دولار سنويًّا، لافتًا إلى أن جائحة كورونا أدَّت إلى إنقاص  الطائرات العابرة بواقع64 %.

وأكَّد أن تكلفة مطار الخرطوم الجديد تصل إلى 680 مليون دولار، وأن إعادة تأهيل مطار الخرطوم الحالي تتأرجح تكلفته بين  164 إلي 208 مليون دولار.  

* ماهي استعدادكم لما بعد رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ماهي  خطط هيئة الطيران ؟

يُمثل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب فتحًا كبيرًا في قطاع الطيران والانفتاح، فهو يُحَقِّقُ فوائد عديدة سواء في نقل البضائع أو الركاب، أو في مجال التدريب أو التأهيل، بالإضافة إلى رفد الأسطول بشركات لطائراتٍ جديدة عبر تحاويل من بنوك معتمدة عالميًّا، كان السودان محرومًا منها خلال تلك الفترة، وأيضًا الاستفادة من الأجهزة الملاحية، وتجديد التكنولوجيا للرقابة الجوية، ولذلك تمثل هذه الخطوة نقطة هامة في استعادة دور الطيران بالبلاد وعودة السودان للأسرة الدولية.

صيانة مطار الخرطوم الحالي تتراوح بين 164 إلي 208 مليون دولار.

*هل شكَّلتم لجنةً أو آلية لإعادة بناء أسطول سودانير، سواء عبر الصيانة أو شراء طائرات جديدة؟

نسعى سعيًا حثيثًا لاستعادة سودانير لأسطولها ولدورها الإقليمي والدولي، سواء في أوروبا أو آسيا. ولعلكم  تعلمون زيارة شركة “بوينج” خلال الشهر الماضي وهي كانت جزء من  الإعداد لعودة الناقل الوطني وتمثل هاجسًا كبيرًا،  ولابد من الاضلاع بدورنا كاملًا في توفير الفرص والدراسات التي تعمل على عودة الناقل الوطني, ونعمل مع الإخوة في سودانير، ووزارة النقل، لاستعادة الناقل الوطني لدوره الكامل.

*ماهي خُطط تطوير قطاع الطيران في السودان ؟

يستعد الطيران إلى تحديث شبكات الطرق الجوية داخل الفضاء السوداني، استعدادًا للخطط العالمية 2020-2030 ونتمنى أن نوفق في الجزء الأول بتوفير المعينات التقنية التي تُغطي المجال الجوي بالسودان كاملًا، وبالتالي تقديم خدمات المراقبة الجوية لكل الطيران العابر بصورة علمية، وفي نفس الوقت أن يلعب الطيران المدني دوره بالكامل في تأمين الأجواء السودانية كما يضلع بدوره  الإقليمي في عودة السودان للفضاء الدولي، من خلال تواجده في المحافل الدولية المعنية بقطاع الطيران.

*ماهي خُطط تأهيل وصيانة مطار الخرطوم الدولي من حيث الآليات والمعدات؟

نعمل مع الشركة السودانية القابضة للمطارات إلي إعادة تأهيل مطار الخرطوم، من خلال ثلاثة مشاريع كبيرة  منها إنشاء صالة وصول ومغادرة بصورة علمية وحديثة. هذا مشروع أساسي نتطلع لبدايته في العام القادم، خلصت الدراسات وتم اختيار شكل وتصميم معين للصالة بامتداد  1200 متر، وبمواصفات عالمية لثلاثة طوابق. الأرض لسير العفش وإعادة الشحن والتفريغ، والثاني للوصول، والثالث للسفريات المغادرة،

نعمل لإعادة تأهيل مطار الخرطوم من خلال ثلاثة مشاريع كبيرة.

ونتطلع إلي دور كبير لبنك السوادن، ووزارة المالية في تمويل هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته بين 164 إلي 208 مليون دولار. المشروع الثاني هو محطة تزويد الطائرات بالوقود سيتم سحبها من  سطح الأرض  إلى تحت الأرض بصورة علمية تضمن سلامة الطيران للوقود المستخدم والمطار نفسه، والمشروع الثالث هو تطوير مُدرَّج مطار الخرطوم وزيادة السعة الاستيعابية بإضافة 500 متر من الناحية الجنوبية، لاستخدام طائرات أكبر في أوقات كانت غير متاحة، ما يمكن المطار من زيادة قدرته وطاقته في استخدام  واستقبال الطائرات الكبيرة والصغيرة أو طائرات الركاب.

* ما هو الجديد في موضوع مطار أم درمان الجديد ؟

بالنسبة لمطار الخرطوم الجديد، لازال الأمل في الوصول إلى تفاهماتٍ مع شركة “شينا هايبر” التي كانت تمتلك الحق الحصري في تشييد المطار، ونسعى إلى تفاهمات عبر  وزارة الخارجية والحكومة التنفيذية في حلحلة بعض المواضيع التي تجعل المطار ينشأ ويقدم خدماته ونتطلع لإنجاز هذا المطار لأنه يمثل نقلة كبيرة من حيث السعة والخدمات التي تُقدم للركاب ويعتبر مشروع استراتيجي بالنسبة للطيران وإحدى البنيات التحتية المهمة جدًا التي تجعل سلطة الطيران المدني تسعي دائمًا لتحقيق هذا الحلم.

مطار الخرطوم

* كم تُقدر تكلفة إعادة بناء سودانير، وصيانة مطار الخرطوم وبناء الجديد؟

ليس هناك رقم معين لتكلفة الاستعادة بصورة كاملة,  ولكن نسعى للتدرج المدروس في إيجاد تمويل كافٍ لشراء الطائرات، ونبدأ بالإقليمية وذات المسافات المتوسطة. وأيضًا نبحث عن تمويل لطائراتٍ كبيرة  في المرحلة التي تليها، والمشروع حاليًا تحت الدراسة، خاصة وأن أسعار الطائرات بعد جائحة كورونا مناسبة حيث تمكن سودانير من المفاضلة بين جميع العروض المتاحة بصورة كبيرة ولدينا عروض من بوينج وشركاتٍ أخرى خاصة، فضلًا عن أن هناك بنوك لديها الكثير من الطائرات المتوقفة التي تسعى لتشغيلها وبالتالي هذه الفرصة أكبر ولاشك أن إدارة سودانير مع وزارة  النقل والطيران المدني تسعى لتوفير هذا التمويل خاصة بعد رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. أما بالنسبة لمطار الخرطوم الجديد فتكلفته 680 مليون دولار، ويتراوح تأهيل مطار الخرطوم الحالي بين 164 إلي 208 مليون دولار.

*هل هناك خُطط مع شركات الطيران الكبرى وايرباص لتطوير سودانيز؟

نعم، استقبلنا وفدًا كبيرًا من ايرباص، في شهر سبتمبر ووفدًا من شركة بوينج. كل هذه ارهاصات بأن تلك الشركات الكبرى لديها القدرة وتعلم بموقع السودان الاستراتيجي ودور سودانيز كناقل تاريخي  في ربط قارة أفريقيا، خاصة في غربها ببقية العالم كما أن دراسات الجدوى تؤكد بدء أهمية قيام الناقل الوطني بصورة حديثة ومؤسسة.

*كيف يتم التعامل مع شركات الطيران الخاصة في مطار الخرطوم، تاركو وبدر وغيرها؟

 نحن ندعم القطاع الخاص لدوره الكبير جدًا، ونسعى بالتعاون مع القطاع الخاص وسودانيز لإعادة السيطرة على سوق السفر  في الخرطوم، كما أن هناك مؤشرات مهمة فيما يتعلق بالفائدة الاقتصادية، وحاليَا تمثل النواقل الوطنية 26% فقط من سوق السفر العالمي في السودان، وهي نسبة متدنية جدًا  وبالتالي نسعى لرفع هذه المشاركة للسيطرة على سوق السفر السوداني بنسبة لا تقل عن 53%، لأن ذلك لديه تأثير مباشر على سعر الدولار والسفر والتذاكر. ومهم جدًا أن يكون لدينا دور رئيس في تنفيذ اتفاقيات النقل الجوي الثنائية مع 42 دولة، ولم نستطيع تغطية كل هذه الاتفاقية، لذا حضور النواقل الوطنية، بما فيها سودانير وبدر وتاركو ونوفا وصن أير، وكل الشركات مهم جدًا لدعم خططتها للتوسع والتطور في مجال النقل لأنها تؤثر مباشرة على أسواق السفر، وبالتالي تؤثر على حركة العملات الأجنبية ومجمل حركة المسافرين والبضائع من و إلى الخرطوم.

لدينا عروض من (بوينج) وشركاتٍ أخرى لبناء سودانير.

*هل تأثر دخل الطيران بجائحة كورونا وكم بلغت الخسائر؟

تأثرت مجمل حركة الطيران العالمي  بجائحة كورونا والسودان ليس جزيرة معزولة رغم أن حركة البضائع في السودان لم تتأثر وإنما زادت ولكن هنالك تأثير مباشر على حركة السفر من وإلى الخرطوم، وهنالك نقص كبير جدًا في عدد الطائرات العابرة بنسبة 64% وهذا له تأثير مباشر على مدخلات الطيران من العملات الحرة.

* كم يبلغ دخل الطائرات العابرة  للسودان؟

يتراوح دخل السودان من الطائرات العابرة  ما بين 150 إلى 190 مليون دولار في السنة في الظروف العادية ولكن في السنة الحالية،  تراجع هذا الدخل كثيرًا جدًا بنسبة بلغت 64%، وهذه الموارد يدور حولها لغط كثير، باعتبار أنها أموال خارج نطاق ولاية المالية. هذه الأموال عبارة عن رسوم يتم تحصيلها من الطيران العابر لاستخدامها في تجويد الخدمات، وهي أموال مشروطة باستخدامها في قطاع الطيران، مثل تأهيل وتدريب وإعادة تأهيل البنى التحية للطيران لتقديم خدمات ذات جودة، والسودان جزء من منظومة عالمية متكاملة ومع ذلك نلعب دورًا كبيرًا  في رفد الخزينة العامة بالعملات الحرة .

*كم بلغ عدد المسافرين عبر مطار الخرطوم؟

تقريبا حوالي 2,8 مليون مسافر في هذا العام، مقارنة بعدد 3,2 في العام الماضي،  بواقع تراجع بلغ حوالي  400 – 50 ألف مسافر،   ونسعى بعد استعادة التوازن في صناعة الطيران وتوافر لقاح كورونا والإجراءات الاحترازي إلى زيادة أكبر. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى