أخبار

خالد عمر: صراعات الوطني حول كرسي البشير أضرت بالسودان

الخرطوم: الجماهير

 

 

قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض، خالد عمر يوسف، إن سياسات الحكومة الخارجية متخبطة و متضاربة، تتحكم فيها صراعات الكتل المتناحرة داخل الحزب الحاكم حول كرسي الرئيس البشير ووراثته.

 

و أطلق البشير خلال زيارة إلى روسيا نوفمبر الماضي بدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، تصريحات ناقدة لسياسة الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة أثارت حيرة وسط المراقبين.

 

وقال يوسف في حوار مع صحيفة “الجريدة” السودانية، الخميس، إن تخبط النظام تفسره سياسة رزق اليوم التي صنعها النظام بيديه فصار يتسول قوت يومه ويقلب وجهه لأيما قبلة تعينه على فاقته البائنة والتي صنعها بسوء إدارته للإقتصاد وبغول الفساد الذي التهم الموارد وباختلال الأولويات المريع.

 

وأضاف “إن تخبط النظام في علاقاته الخارجية يضع مستقبل البلاد على المحك، فالنظام لم يجد الآن في جعبته سلعة للبيع سوى الإرادة والإستقلال الوطني”.

 

و أردف يوسف هذا أمر سيضع على عاتقنا جميعاً مهمة ثقيلة وهي استرداد سيادتنا على أمر بلادنا بعد أن تفرقت في أسواق (الفراشة) غرباً وشرقاً.

 

وإنقلب الرئيس البشير المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قبل عامين على حلف طويل مع إيران و أمر بإغلاق سفارتها بالخرطوم.

 

ومنذ اكتوبر 2015، يشارك السودان في الحرب ضد جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران لصالح ما يسمى بالشرعية ضمن تحالف عربي واسع تتزعمه المملكة العربية السعودية.

 

وتوقع يوسف أن تزيد سياسات الحكومة الخارجية من حدة الإستقطابات داخل جسد النظام الممزق بصراعات الإستئثار بالسلطة، على حد وصفه.

 

وتابع ” هذا التخبط سيضع مزيداُ من الأعباء على كاهل مواطني البلاد عبر زيادة حدة الأزمة الإقتصادية وارتفاع وتيرة القمع الذي يريد النظام عبره أن يخفي ضعفه البائن.”

 

وقال يوسف إن عملية السلام تقبع في غرفة العناية المركزة وتعاني سكرات الموت الناتجة من ضعف الإرادة وتضارب الأجندة المحلية والإقليمية والدولية وسوء تصميم العملية وقصورها الواضح.

 

و تابع ” لا يمكن إنقاذ العملية السلمية ببعض المسكنات ولا بمحاولات إحياء المسارات السابقة التي قادت لطريق مقفول.”

 

و ذكر أن رؤية حزبه تتلخص في أن أي عملية السلام يجب أن تكون شاملة وأن تخاطب جذور القضايا التي تسببت في الحروب لا محض أعراضها.

 

وأضاف ” هذا يتطلب تصميم عملية جديدة لا تشابه منهج الآلية الإفريقية التي ظلت تتبعه في السنوات الماضية.”

 

وأشار إلى أن حزبه يقف على مسافة متساوية من طرفي الحركة الشعبية.

 

وزاد “يجمعنا معهم تحالف نداء لسودان مرحلياً ومشروع إعادة هيكلة الدولة السودانية على أساس عادل استراتيجياُ”.

و ذكر يوسف ” وهو طريق طويل سنسيره معاً ونعبر صعابه واحداً تلو الآخر”.

 

مشدداً على أن تحالفهم مع الحركة لن يعيد توحيدها فحسب بل إنه سيصنع ما هو أوسع وهو الكتلة التاريخية التي ستضطلع بمهمة التغيير الجذري والمستدام.

 

وقال نائب رئيس المؤتمر السوداني، أن حزبه ينظر للداخل ولا يظن بأن التغيير هو نتيجة لأي عوامل خارجية، مضيفاً “ليس من مناهجنا أن نتبضع في أسواق خارجية ننافس فيها النظام فخلافنا معه هو خلاف جذري يشمل حتى منهجه البائس في تسليع القضية الوطنية وعرضها في أرفف بقالات المجتمع الدولي”.

 

وأضاف ” تنتظرنا واجبات كثيرة هنا في الداخل بين الناس في الشوارع والمدن والأرياف وهي مهام تشغلنا عن ما عداها من مهام.”

 

وحذر يوسف من التحولات الأخيرة في دارفور، قائلا: أنها تنذر بشر مستطير وفتح فصل جديد من فصول حروب الإبادة في الإقليم.

 

وتابع ” النظام لا يهمه وإن مسح خارطة دارفور من الوجود فقد قدم من قبل وحدة البلاد قرباناُ للحفاظ على سلطته وشن حروباً أهلكت الملايين وقسمتهم بين قتيل وجريح ونازح ولاجيء.”

 

وأضاف يوسف أن النظام يعمل على جعل الحرب في أبعد مكان ممكن من مركز سيطرته وحينها لا يهمه ما سيصيب مجتمعات ومناطق الحرب العبثية هذه.

 

واعتقلت قوات الدعم السريع ديسمبر الجاري مؤسس مليشيا الجنجويد، زعيم قبيلة المحاميد،موسى هلال وعدد من أقربائه وأنصاره إثر اشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى بمعقلة في (مستريحة) شمال دارفور، وتم ترحيلهم الى الخرطوم على متن طائرة عسكرية وسط إجراءات أمنية مشددة.

 

ورفض يوسف ربط مشروع حزبه بأشخاص بعينهم، معتبراً ابراهيم الشيخ قائد عظيم قام بدوره كاملاً في القيادة وأكمل ذلك بأن ترجل عنها بنهاية دورته وأنخرط في أجهزة الحزب الأخرى كعضو يقوم بدوره من أي موقع يشغله.

 

و تابع ” مشروع المؤتمر لا يرتبط بشخص وهو من صَنَعَ إبراهيم الشيخ وعمر الدقير وسيواصل في تقديم غيرهما للشعب السوداني حتى يحقق آماله في السلام والحرية والعدالة.”

 

و خلف المهندس عمر الدقير، رجل الأعمال إبراهيم الشيخ على زعامة حزب المؤتمر السوداني المعارض، بعد اختياره عن طريق المؤتمر العام الخامس للحزب في يناير 2016م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى