رأي

د. أبوعسل السيد أبوعسل يكتب: تقدم نقضت غزلها أنكاثا بعد أن أكلت بأثدائها

منذ أن أزمعت القوى الوطنية الصادقة تشكيل حكومة سودانية وطنية شرعية تنهض بأعباء مسؤولياتها كاملة تجاه جميع أبناء السودان في أي شبر داخله وفي شتى بقاع الشتات السوداني، الذي تسببت به طغمة الحركة المتأسلمة السودانية من لدن استيلائها على السلطة في سنة 1989م وحتى حربها الحالية لإذلال كرامة السودانيين وإبادتهم علها تعود – أي الحركة الشيطانية المتأسلمة – إلى السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم في السودان كرة أخرى، أظهرت تقدم انقسامها الذي كانت قد جهدت في إخفائه عن الله والناس.

وإذن، فإن تقدم كانت منقسمة على أمرها منذ يومها الأول ما بين معسكرين، أحدهما ظل يخادع الله والناس ورفاق تقدم أنفسهم ويأكل بظلفه في موائد قوات الدعم السريع وفي ذات الوقت سيفه الآثم مسلول ظهيرا لسيف الحركة المتأسلمة المكسور يغمض العين عن قذى عدوانها وقتلها الأبرياء بالذبح وبالقصف والحرمان من الحقوق، ويدبج بيانات الإدانة الواحد تلو الآخر عن ترهات مزعومة قامت بها قوات الدعم السريع التي كسرت سيف المتأسلمين ومرتزقتهم وظهائرهم من دول يحكمها الطغاة الظالمون.

لكن الأنكى في أحجية تقدم هو أن الدكتور عبد الله حمدوك – الرجل الذي لطالما عقدت عليه جحافل السودانيين آمالها غير منقوصة – هو من طعن تلك الآمال في خاصرتها عدة مرات أولياتها منذ إذ كان رئيسا للوزراء وأوسطها زواج متعته مع قحت لينجب منها مسخ تقدم، ذات الأثداء التسعة تأكل بها في الموائد والسيوف تغدر بها في خواصر السودانيين. لقد أعاد حمدوك قحت، التي قبرها السودانيون، إلى الحياة بذلك الزواج لتلعب ابنتها تقدم أدوارها المشبوهة.

ولما حصحصت ساعة الحقيقة عمد حمدوك رئيس تقدم إلى طعن تلك الآمال تارة جديدة باختياره الوقوف على الجانب الآثم من التاريخ برفضه أن يكون من قادة حكومة وطنية شرعية تنهض بأعباء مسؤولياتها الكاملة تجاه جميع السودانيين أنى وأيان يكونون مهما تعددت ألوانهم ولغاتهم ولهجاتهم وقبائلهم ومناطقهم ومهاجرهم وملاجئهم ومعسكرات نزوحهم وأديانهم، إذ لا منطقة وسطى اليوم بين الحكومة السودانية الوطنية الشرعية، وحكومة الوجوه الغريبة الشيطانية المتأسلمة ببراهينها المزورة ومصابيحها المكسورة تحرم السودانيين من حقوقهم وأولها حق الحياة.

لقد انفض سامر تقدم هكذا بعد أن أدت أدوارها النخبوية المرسومة لها بامتياز، وانكشف عن حمدوك الغطاء وارتد عليه بصره وهو اليوم حسير. لقد ساهمت تقدم في تأخير إعلان الحكومة الوطنية الشرعية منذ أن حالت أمها قحت دون إعلان قيادة الدعم السريع تكوين تلك الحكومة في الشهر الثاني من الحرب بعد أن أحكمت قواتها الحصار على جميع مقار القوات المسلحة للحركة المتأسلمة في العاصمة وسحقها أي قوة متحركة حاولت دخول العاصمة وفك الحصار. لقد فعلت قحت ذلك تارة بالتلويح باتفاقات غابرة لم تبرها هي نفسها وطورا عن طريق أحصنتها الطروادية داخل المنظومة السياسية لقوات الدعم السريع.

وأخيرا بعد أن تحرر حمدوك من مواقفه الرمادية ليختار موقفه الحالي شديد الظلامية فإن على القوى والشخصيات الوطنية التي اختارت الجانب المشرق من التاريخ أن تشكل حكومة لا تمثل جميع السودانيين في مشاربهم فحسب بل أن تضع نصب أولوياتها إطعامهم من جوع وإيوائهم من تشرد وتأمينهم من خوف وأخذ حقوقهم والاقتصاص ممن ظلمهم. أما نحن معاشر المستبشرين فنعلم علم اليقين أن غربال الصادقين سيتساقط من ثقوبه آخرون وأن ما ينفع الناس سيبقى في القمم العاليات وأن الحق صباحه إلى إشراق مهما تطاول ليل الطغاة.

د. أبوعسل السيد أبوعسل
شيكاغو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى