رأي

رأي – التحركات الروسية والمسيرات الإيرانية.. كلفة عالية لايستطيع البرهان دفعها!!

بقلم: حامد عبدالجبار

تحركات مشبوهة يقوم بها (الكيزان) في محاولة منهم لتخفيف حدة الهزائم التي مني الجيش خلال معركته الحالية مع الدعم السريع ، وإختار (الفلول) بعض الشخصيات الذين تربطهم بهم علاقات سرية ومصالح وأجندات لتنفيذ مخططاتهم الانتحارية ، حتى وإن وقع المجتمع الدولي عقوبات تقع على رأس هؤلاء الإنتهازيون ويخرجون منها كـ(الشعرة من العجين).

ومن الذين يقومون بهذه الأدوار الخبيثة مالك عقار الذي قبل بمنصب نائب رئيس المجلس السيادة دون خجل أو حياء وإدعى في البداية أنه مع السلام وسيعمل بحياد مع الطرفين بغية الوصول لوقف إطلاق نار يمهد لحل سياسي شامل ، وقبل أن يجف مداد الحبر الذي كتب به بيانه الأول تبدت نواياه من خلال جولته الأفريقية ، ليقفز بعدها لتنفيذ مهامه التي كلف من أجلها فكانت زيارته لروسيا لإقناعها بدعم الجيش عسكرياً ، وهذه الزيارة تشابه لحد كبير زيارة المخلوع البشير لموسكو آواخر أيام حكمه عندما ظن إن السباحة عكس التيار ستحميه ولكنها كسرت يداه ومن ثم غرق في اليم، ومثله عقار الذي قدم شيكاً على بياض لقوات الدعم السريع التي تطاردها لعنات (فاغنر) الروسية ، وحاول عقار نفي طلبه دعم عسكري من روسيا ، وفي غمرة محاولاته الفاشلة تحركت واشنطن وأطبقت الحصار على الجيش في مجلس الأمن والسلم الأفريقي ، ما جعل موسكو لا تجزل العطاء للخرطوم غير مدها بالقليل من الأسلحة مشترطة المضي قدماً في الدعم بموافقتها على القاعدة العسكرية الروسية في البحر الأحمر.

ومن جهة أخرى حاول عقار تحفيز روسيا بأن تلعب دوراً في أي مفاوضات أو مبادرات ترمي إلى تسوية الأزمة في السودان، مشيراً إلى أهمية الدور المنتظر من موسكو في هذا الصدد.
وأضاف عقار: قد تكون هناك طرق كثيرة (لمشاركة روسيا) وليس بالضرورة أن يتواجد ممثل عن روسيا في المبادرات أو في الأجسام المنبثقة عن المبادرات.

الشخصية الثانية التي ينفذ بها (الكيزان) مخططهم الخبيث هو وزير الخارجية المكلف علي الصادق والذي كشف تحركاته وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حينما أعلن الاتفاق مع السودان على إعادة العلاقات الدبلوماسية وتبادل فتح السفارات لدى البلدين في القريب العاجل.
وقال عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف خلال استضافته في طهران، إنه “اتفق مع المشرف على وزارة الخارجية السودانية، خلال اللقاء الذي جرى في أذربيجان، على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في القريب العاجل، واطلعت على آخر الأوضاع الخاصة بالاشتباكات الجارية في السودان”، حسب وكالة فارس الإيرانية.

وكان عبد اللهيان قال عبر حسابه على “تويتر”، إنه “بحث مع نظيره السوداني استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران”، مشيرا أنه “اطلع على آخر تطورات الأوضاع الداخلية في السودان، وأكد إصرار إيران على ضرورة وقف الحرب وحل الأزمة سياسيا”.

في هذه الأثناء، أفادت وكالة “مهر” الإيرانية، بأن “وزيرا خارجية إيران والسودان التقيا على هامش اجتماع وزراء خارجية حركة عدم الانحياز في باكو، وذلك بعد 7 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتم بحث قضايا ذات الاهتمام المشترك”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المكلف، علي الصادق، أن “الجيش لا يرغب في انتهاج سياسة الأرض المحروقة بهدم المباني التي يختبئ فيها المتمردون”.

وقال الصادق، خلال لقائه بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في العاصمة الأذربيجانية باكو، إن القوات المسلحة السودانية قادرة على حسم التمرد بمدى زمني قصير وما يؤخر هذا هو تواجد المتمردين داخل المرافق الحكومية، ومنازل المواطنين.

وقدّم الصادق التهنئة لنظيره الإيراني بإعادة العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي.
سبق هذا اللقاء صفقة لشراء (طائرات مسيره) قام بها (كيزان) تربطهم علاقة مع النظام الإيراني بعد أن فشلوا في الحصول على الطائرات المقاتلة (المسيرة) من تركيا ، وما أن طرقوا باب طهران حتى استجابت لهم فهي لم تصدق عودتهم إليها فمدتهم بما يريدون لأطماعها في البحر الأحمر ومد نفوذها في المنطقة لنقل تجربتها في أفريقيا بمثل ما فعلت في اليمن فضلاً عن أهمية منطقة البحر الأحمر لدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين.

ويتخوف المراقبون من عودة العلاقات الإيرانية السودانية في ظل هذه الظروف التي يشهد فيها السودان نزاعاً عسكرياً داميا، مشيرين إلى أن طهران كانت لديها تدخلات سابقة في دول شهدت نزاعات انتهت بتواجد دائم لإيران في هذه الدول، ناهيك عن المخاوف من تدخل طهران بشكل مباشر في تقديم الدعم العسكري بشكل مباشر للجيش خاصة وأن الحرس الثوري الإيراني لديه علاقات سابقة مع مسؤولين عسكريين سودانيين.

ومن جانب آخر تتخوف طهران من علاقة الجيش السوداني بتل آبيب خاصة قائده البرهان الذي وضع أولى الخطوات في عتبة تطبيع السودان علاقاته مع اسرائيل ولذلك يتحفظ بعض (ملل) طهران في دعم الجيش السوداني بشكل مفتوح ، من المؤكد أن تحركات (الكيزان) ستورط البرهان أكثر وستلقي عليه أثقالاً جديدة لا يقوى على حملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى