اعلنت منتصات على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، استشهاد القائد الميداني بقوات الدعم السريع ومؤسس حركة “شجعان كردفان”، الجنرال جلحة رحمة موسى مهدي، وذلك جراء مسيرة (طائرة بدون طيار) للجيش استهدفته بمنطقة شرق النيل في العاصمة السودانية الخرطوم.
ونشرت المنصات أيضًا، أن الهجوم أودى بحياة شقيق جلحة، موسى جلحة، والجنرال الطاهر جاه الله، وسليم الرشيدي، وهاشم الرشيدي، والسليك عيساوي وشقيقه علي عيساوي، وهم قادة وجنود بقوات الدعم السريع.
ونعى تجمع كردفان للتنمية والعدالة، في بيان، استشهاد الجنرال جلحة، الذي قال إنه “ترجل بعد مسيرة نضالية مشرّفة في ميادين الكفاح المسلح ضد الظلم والتهميش، من أجل كردفان والهامش العريض في ربوع السودان”.
وأعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع، عمران عبدالله، الجنرال جلحة، وقال إنه “عاش مناضلًا وارتقي شهيداً بتاريخ 28/01/2025 بعد أن سطر معاني البطولات بمداد من نور”.
وأضاف: “كان دائماً يسأل الله إحدى الحسنيين (النصر أو الشهادة) فهباه الله الإثنين معًا فقد تذوق طعم الانتصارات ونال شرف الشهادة”.
وجاء في بيان تجمع كردفان، أن الجنرال جلحة كرّس حياته “للنضال من أجل بناء دولة سودانية جديدة، تقوم على العدل والمساواة بين جميع المواطنين، في ظل حكم مدني ديمقراطي يضمن حقوق الجميع”. وأضاف: “ظل فقيدنا طوال مسيرته الثورية رمزاً للثبات والعزيمة، حاملاً راية الحرية والدعوة للإنصاف، ومقدماً الدعم المعنوي لرفاقه وجنوده برسائل واضحة وقوية تعكس إيمانه العميق بعدالة القضية”.
وتابع البيان: “إن استشهاد الجنرال جلحة ليس نهاية المسيرة، بل هو بداية عهد جديد من الالتزام بمواصلة النضال حتى تحقيق النصر المبين”.
وولد الجنرال جلحة في ثمانينيات القرن الماضي بقرية “جلحة” الإنجليز التي تتبع إداريًا لمدينة المجلد غربي كردفان، وينحدر من أسرة رعاة تنتمي لقبائل المسيرية التي تنتشر في الولاية.
تربى وترعرع في مدينة الميرم وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها، ليتركها لممارسة العمل المسلح نتيجة الحروب التي انتظمت المنطقة لسنين.
أسس الجنرال جلحة، في العقد الأول من الألفية الثانية، حركة “شجعان كردفان” التي تنادي بحقوق المهمشين في غرب السودان، وخاصة حقوق الرعاة والرحل ذات الصلة بالتنمية والخدمات في المناطق المنتجة للبترول بولاية غرب كردفان، وكان قوام حركته من نفس المجموعات الرعوية التي تتواجد بالمنطقة.
ألقت حكومة المخلوع عمر البشير القبض عليه في عام 2010م، بعد إعلانه التمرد وشروعه في العمل المسلح ضدها، وحكمت عليه بالإعدام، ليخفف الحكم بعد ذلك إلى مؤبد ومن ثم إلى عشرة أعوام، وخرج في يوليو من عام 2014م عبر مناشدات أهلية هو ومجموعة من حركته.
أعلن الجنرال جلحة انضمامه للقتال في صف قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023م، عقب اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، بينها وبين القوات المسلحة السودانية، مبررًا موقفه بالوقوف إلى جانب المهمشين ضد الدولة القديمة.