أخبار

زراعة الألغام تثير مخاوف واسعة على حياة المدنيين في السودان

تداولت صفحات على مواقع الاجتماعي، صورًا تظهر ألغام جرفتها الأمطار، وتمت زراعتها في مداخل ولاية نهر النيل شمالي السودان، بحسب وسائل إعلام محلية. الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا وسط الفاعلين في السودان، حيث ندد الكثير منهم بهذا المسلك، الذي سيكون لديه تأثير كارثي على حياة الناس حتى في فترة ما بعد الحرب.

وأوضح المحلل السياسي عمار صديق إسماعيل، لموقع الحرة، أن الألغام التي جرفتها السيول والأمطار في منطقة الجيلي بشمال الخرطوم، زرعتها قوة من الجيش، أثناء محاولتها استعادة السيطرة على المصفاة.

وكشف “إسماعيل” أن “الجيش يملك وحدة متخصصة في المتفجرات، هي التي زرعت الألغام في شمال الخرطوم، وحول عدد من المدن السودانية، مثل مدينة شندي، لمنع هجوم قوات الدعم السريع على تلك المدن”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن قوات الدعم السريع اكتشفت خلال الحرب الحالية، مجموعة من الألغام زرعها الجيش في منطقة العيلفون بشرق الخرطوم وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن تلك الألغام “تشكل خطرا على المدنيين”.

صور متداولة لألغام كشفتها الأمطار بشمال السودان

وكانت وسائل إعلام محلية، أوردت في يناير الماضي، أن 10 أشخاص لقوا مصرعهم بانفجار لغم، بالقرب من مدينة شندي بشمال السودان، حينما كانوا يستغلون مركبة عامة، في طريقهم إلى المدينة.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، أعلنت في منشور على منصة (إكس)، في أبريل الماضي، مقتل 18 شخصا، في 3 حوادث تتعلق بالألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، في يناير وفبراير 2024.

الألغام من عمل المقاومة الشعبية

وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، قالوا إنه لعدد من جنود الجيش السوداني، يزرعون مجموعة من الألغام في بعض الأحياء السكنية.

وبدوره، أكد الإعلامي المحسوب على الجيش، بكري المدني، في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك، في 3 أغسطس الجاري، أن الألغام على طريق الجيلي، تمت زراعتها بواسطة المقاومة الشعبية وليس قوات الدعم السريع، وقال إن ذلك يأتي في إطار “حماية شندي وما حولها وما بعدها من أي هجوم غادر على نهر النيل”.

وأضاف المدني، أن زراعة الألغام في هذه المنطقة معلومة، وسبق أن تم تحذير أصحاب العربات العامة والخاصة من عدم الخروج من المسارات المحددة للسير من وإلى الولاية”، مؤكدًا أن هناك حافلة تعرضت لانفجار لغم أرضي بسبب خروجها عن المسار المحدد مسبقًا.

وأوضح “إسماعيل” أن خطر الألغام سيظهر بصورة أكبر عقب توقف الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، متوقعا تعرُّض حياة كثير من المدنيين إلى الخطر.

وأضاف: “الخطر سيكون أكبر إذا تمت زراعة تلك الألغام بطريقة عشوائية، ودون إحداثيات دقيقة، مما يصعّب مهمة تحديد مواقعها، ونزعها لاحقا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى