“3” آلاف تاجر مخدرات محكومين بالسجن المؤبد.. هذا الرقم الفلكي فقط يخص الذين وصلت محاكماتهم حتى النهاية، المؤكد أنَّ هناك أرقاماً أخرى لا تزال في مراحل التقاضي.. والمؤكد أنّ هناك من لا تمسسهم يد السلطات.. هذا عطفاً على حاويات المخدرات التي انتهت قضاياها إلى حالة “لا متهم”.“3” آلاف تاجر، هذا رقم فلكي بكل المقاييس، ومن التناقض المبكي أن يحدث هذا الانتعاش في تجارة المخدرات، بينما لا نجد أقل من ربع هذا الرقم في قطاع إنتاجي.
الرقم هذا أعلنته إدارة مكافحة المخدرات، لكن اللافت أنها قالت “إن السلطات ما زالت تلاحق المتهم الرئيس في قضية الحاويات الشهيرة عبر الإنتربول الدولي، مبيناً أنه أجنبي الجنسية”.
والمعلوم للرأي العام أنَّ قضية الـ “5” حاويات مخدرات التي تفجرت عام 2014م بعد أن تم ضبطها في عملية متابعة إقليمية، صُنفت أكبر عملية تهريب مخدرات في أفريقيا والشرق الأوسط، هذه القضية تم إغلاق ملفها لعدم كفاية الأدلة.
الـ “3” آلاف تاجر الذين حُكم عليهم بالمؤبد، هذا الرقم ينبغي التوقف عنده كثيراً، إن كان هذا الرقم الفلكي هم الذين قُبض عليهم وثبتت عليهم التهم، كم عدد التجار الطلقاء؟.
هذا الرقم يؤكد أنَّ المخدرات باتت سوقاً نشطة مربحة تجذب الآلاف في ظل توفر كل الظروف التي تدعم ذلك.
أخبار ضبط حاويات المخدرات لم تتوقف منذ تلك القضية الشهيرة، ذات الـ “5” حاويات.. منتصف هذا العام ضبطت السلطات شحنة مخدرات في ميناء بورتسودان، في الشحنة الأخيرة تمت تعبئة الحبوب المخدرة داخل حاويات تفاح، وانتهى الأمر بأن الشرطة ضبطت شحنة مخدرات جديدة.
هذه كانت ضمن سلسلة حاويات يتم ضبطها بين الحين والآخر، وينتهي الأمر إلى أن السلطات ضبطت، لكن ماذا بعد الضبط، لا شيء.
ملاحقة والحرص على الوصول إلى من يقف وراء هذه الشحنات الضخمة، التي لا تتوقف، هو الذي يُفكك هذه الإمبراطورية التي باتت تتمدد وتصل حتى المدارس، وهذا ما قالته وزيرة الرعاية الاجتماعية في وقت سابق.
اللافت أيضاً، أنَّ قضية الـ “5” حاويات والتي انتهت بإغلاقها لعدم كفاية الأدلة، أعقبتها عدد من العمليات، ما يعني أنَّ المحاكمة الهشة أغرت التجار أن يحاولوا مرة أخرى.
القبض على صغار التجار وملاحقة المتعاطين لن يكافح المخدرات.. “أصحاب المصلحة” أولاً ينبغي أن يكونوا الهدف.
