قالت مديرة تحرير جريدة «الأهرام» المصرية والخبيرة في الشأن الأفريقي، أسماء الحسيني، أن زيارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الصين، تكتسب “أهمية استثنائية” في ظل التطورات الحالية.
وقالت الحسيني في تصريحات نشرتها “العين الإخبارية”، الأربعاء، إن الزيارة تأتي في ظل ضغوط أمريكية وغربية على الجيش السوداني بعد مفاوضات جنيف، فضلًا عن الوضع الميداني الصعب في محاور القتال بالسودان.
وأوضحت، أن فريق البرهان يحاول تصوير الزيارة بوصفها انتصارًا واعترافًا “من قوة كبرى بمجلس السيادة وسلطته، ما يرفع من معنويات مقاتلي الجيش”.
وأضافت الحسيني، أن بكين تحاول الانتقال من لعب الأدوار الاقتصادية والاستثمارية في أفريقيا، إلى الانخراط في أدوار سياسية، ولم تستبعد إمكانية طرح مبادرة صينية جديدة لوقف الحرب السودانية.
وأشارت الصحفية المصرية إلى تضرر الصين بشكل خاص من الحرب في السودان، كونها تملك استثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة والتعدين في هذا البلد الأفريقي.
وأضافت أن “الصين سعت عبر ثلاثة عقود إلى إيجاد موطئ قدم في السودان للانطلاق منه إلى شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، ومن ثم فإن الحرب تعطل تلك المصالح”.
وقالت الحسيني، إن مجلس سيادة الأمر الواقع، وفي ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية بعد محادثات جنيف، يسعى إلى إيجاد حلفاء آخرين، مشيرة إلى الصين وروسيا وإيران، وذلك من أجل “ضمان تحالفات مناوئة تدعمه في مواجهة الضغوط الأمريكية”.
ونوهت إلى “وجود تحسبٍ من اتخاذ مجلس الأمن قرارا بفرض حظر تسليح طرفي الحرب في السودان، وحظر للطيران في أجوائه، ومن ثم يسعى الجيش لضمان الفيتو الصيني أو الروسي ضد مثل هذه القرارات، كون الدعم السريع لا يملك سلاحا للطيران”.
وكان قد أعلن مجلس سيادة الأمر الواقع، الثلاثاء الماضي، وصول قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى العاصمة الصينية بكين للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، والتي تقام في الفترة من 4-6 سبتمبر الجاري، بمشاركة أعضاء المنتدى من دول ومنظمات إفريقية.
