الجماهير: وكالات
وتحت عنوان “الزلزال السياسي بالسعودية.. محمد بن سلمان وحيدا” كتبت غوردون هارر المحللة المتخصصة بالشأن العربي في صحيفة “شتاندرد” النمساوية تقول “باتفاق يندر حدوثه، يعتبر مؤيدو ومعارضو محمد بن سلمان أنه محرك الأحداث المتلاحقة الشبيهة بالزلزال السياسي في بلاده”.
وأشارت إلى أن محمد بن سلمان (32 عاما) “تحول من شخص غير معروف على نطاق واسع قبل عامين، إلى ولي عهد وصاحب سيطرة مطلقة على الأمن والاقتصاد، وعلى الاتصال بوالده المسن المريض”.
وأضافت “في يوم أعلن ولي العهد السعودي حربا على رجال الدين المحافظين، يتفق كل المحللين أنه يحتاج فيها لدعم النخب الحديثة والمتصلة بالعالم داخل الأسرة الحاكمة وبالمجتمع، وفي اليوم التالي يعتقل العشرات من هذه الفئة التي يحتاج مساعدتها بتهمة الفساد”.
واعتبرت أن الملفت في الأوضاع السعودية الراهنة “هو سعي ولي عهدها للإجهاز على توافق ساد طويلا بين الأسرة الحاكمة والمؤسسة الدينية والنخب الاقتصادية مثل لحمة ورابط للنظام السعودي”.
ورأت الصحفية النمساوية أن وصف الاستخبارات الألمانية لمحمد بن سلمان قبل عامين بـ”المتهور والمتقلب يفسر فشل مغامرته العسكرية في اليمن وحصاره لقطر ووصول الملفين إلى طريق مسدود”.
وحول حديث الإصلاحات في المملكة قالت الكاتبة النمساوية “إن تصورات بن سلمان للمجتمع والاقتصاد في بلاده غير واضحة، والشعارات التي يرفعها بهذا الشأن جاءت من مستشارين وشركات علاقات عامة”، مضيفة أن ولي العهد السعودي “يعرف ما يريد الغرب سماعه مثل الانفتاح والتحول إلى نموذج إسلامي معتدل بدلا من الوهابية”.
وخلصت إلى القول “إن إلقاء الإسلاميين المعتدلين والليبراليين معا بالسجون يثير شكوكا واسعة حول مصداقية أهداف ولي العهد السعودي، والنتائج التي ستحققها سياسات بن سلمان له شخصيا وللملكية المطلقة التي يريد وراثتها”.
راينر هيرمان: محمد بن سلمان يوسع دائرة خصومه |
الصدمات
وتحت عنوان “العلاج بالصدمات الكهربائية ” كتب الخبير الألماني في القضايا العربية والإسلامية راينر هيرمان بصحيفة “فرانكفورتر آلغماينة تسايتونغ” يقول: “إن اتباع محمد بن سلمان أسلوب الصدمات الكهربائية باعتقاله أمراء بارزين ممن يقفون حجر عثرة بطريق نهجه، وإعفائه وزراء آخرين يشك في قدراتهم، يوسع دائرة خصومه بعد إغضابه رجال الدين المحافظين، وقطاعا من الجهاز الأمني الموالي لوزير الداخلية السابق، ولي العهد المعزول محمد بن نايف”.
وذكر أن “تسريع ولي العهد السعودي خطاه لتغيير بلده، يظهر عدم رضاه عن إحداث التغيير عبر خطوات صغيرة، لكن هذا لا يخلو من مخاطر”، مشيرا إلى أن “توافق الآراء الذي ظل لعقود أساس عمل أسرة آل سعود أصبح أسلوبا شديد البطء لولي العهد المتنفذ محمد بن سلمان”.
وفي مقال له بصحيفة “برلينر تسايتونغ”، وتحت عنوان “صراع السلطة الدرامي بالسعودية”؛ كتب مارتين غيهلن يقول “إن حملة الاعتقالات والإعفاءات الواسعة بالسعودية في اليومين الماضيين، مثل حدث غير مسبوق، حملت ملامح دراما الأديب الإنجليزي وليم شكسبير”.
وأضاف أن ولي العهد السعودي “استهدف من اعتقاله وإعفائه خمسين من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال إسكات معارضيه داخل الأسرة الحاكمة، وتقليص تأثير النخب الاقتصادية”.
واختتم مقاله بالقول “إن هذه الإجراءات ستجلب لبن سلمان عداء أجزاء أخرى من أسرة آل سعود، تُظهر أن معارضة السياسة الخارجية العدوانية لولي العهد السعودي في اليمن وضد قطر تبدوا قوية وأوسع مما هو معروف”.
المصدر : الجزيرة