تقارير

طوى أوراقه ورحل: 2020 .. أبرز محطات الأحداث بالسودان

الخرطوم: فتحية عبد الله

دون غيره من الأعوام، لم يكن 2020 الذي يلملم أوراقه عامًا سهلًا على العالم بكامله، والسودان على وجه الخصوص، فقد شهد عددًا كبيرًا من الأحداث لا يزال صدى بعضها يتردد بأذهان الكثيرين، بينما تظل تداعيات البعض الآخر متواصلة بالعام الجديد.

فيروس ووهان

ففي مطلع يناير أعلنت وزارة الصحة العالمية عن أول حالة وفاة لمريض في مدينة ووهان بالصين، أصيب بوباء كورونا المستجد (كوفيد -19)، ذلك الفيروس القاتل الذي هدد دول العالم الأول قبل الثالث، وتسبب في خسائر كبيرة لاسيما الاقتصادية منها.

بُشريات السلام

ومع بداية العام، انطلقت مفاوضات السلام، بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، حركات الكفاح المسلح  في جوبا عاصمة جنوب السودان.

تمرد هيئة العمليات

تمرد بالخرطوم

كان تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات السابق في  يناير، أبرز حدث تشهده العاصمة الخرطوم، حيث عاش المواطنون حالة رعب وهلع جراء تبادل إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة  بالقرب من مطار الخرطوم وفي منطقة كافوري، وسوبا.

كورونا في الخرطوم

وفي 13 مارس، تم الإعلان عن ظهور أول إصابة بكورونا في الخرطوم، وشهد السودان بعدها إجراءات صارمة وإغلاق كامل للحدود البرية والمطارات والحركة داخل المدن وبينها مما زاد من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد والتي نتج عنها قيام العديد من المسيرات والتظاهرات.

نجاة حمدوك

محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء حمدوك

وكان الحدث الأبرز نجاة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في مارس 2020  من محاولة اغتيال استهدفت موكبه في العاصمة الخرطوم. ووقعت الحادثة لدى مرور موكب حمدوك، بمنطقة كبري كوبر بالخرطوم بحري، وأثارت الحادثة ردود أفعال واسعة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

أحداث بورتسودان

في أغسطس شهدت بورتسودان، حاضرة البحر الأحمر أحداث عنفٍ قبلية دامية، راح ضحيتها عشرات الضحايا، وأعلنت السلطات حظر التجوال بالمنطقة وأرسلت تعزيزات عسكرية، وتوسعت رقعة الأحداث إلى مناطق أخرى قبل احتوائها.

ثورة كسلا

كما شهدت مدينة كسلا أحداث عنف راح ضحيتها العشرات، بين رافضين لتعين صالح عمار واليًا على الولاية، وتحوَّلت الاحتجاجات إلى طابع قبلي اضطر معه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى إعفاء عمار في أكتوبر لتتجدد الاحتجاجات من قبل رافضين لإقالة الوالي.

البرهان ونتنياهو

في فبراير جرى لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مدينة عنتبي الأوغندية، وأثار اللقاء جدلًا كبيرًا بين مؤيدين ورافضين للخطوة، ليتطور الأمر لاحقًا وصولًا لإعلان التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.

اتفاق السلام

حمدوك – سلفاكير – البرهان

في الثالث من أكتوبر وقعت الحكومة السودانية مع حركات الكفاح المسلح بجوبا، اتفاق السلام النهائي  وذلك بعد شهور من المحادثات، لتنطوي صفحة الحرب التي عاشتها البلاد طوال عقود. 

التطبيع مع إسرائيل

البرهان – حمدوك – نتنياهو

في أكتوبر أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن توصل السودان وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما، ووصف رئيس الوزراء نتانياهو تطبيع العلاقات مع السودان بأنه “تحول استثنائي”. وأثارت عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل جدلًا واسعًا في المشهد السياسي السوداني، وتسببت في انقسام الشعب السوداني بين مؤيد ومعارض للخطوة، وخرجت عددٌ من المسيرات الاحتجاجية منددة بالعملية التي وصفتها بالخيانة للقضية الفلسطينية.

الأزمة الاقتصادية

وداخليًا تفاقمت الأزمات الاقتصادية في شح وانعدام سعلتي “الخبز والوقود” وفشلت كل محاولات الحكومة الانتقالية في احتواء الأزمة رغم تكوينها عددًا من اللجان المختصة وتوفير نسبة كبيرة من السلعتين، وهي أزمة مرشحة حسب محللين للاستمرار في العام الجديد.

إيقاف وداد

ومن أبرز الأحداث إيقاف النيابة العامة لحرم الرئيس المخلوع عمر البشير، السيدة وداد بابكر في عددٍ من التهم الموجة إليها بشأن حصولها على أموال من دون وجه حق بالعهد البائد، وأودعتها حراسة النيابة العامة لأسابيع، غير أن ما أثار ضجةً واسعة تلك الصور التي تداولها مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي، على أوسع نطاق والتي أظهرت السيدة وداد هزيلة بسبب ما عانته من أمراض ورهق بالحبس بالنيابة.

محكمة المخلوع

أصدرت المحكمة الخاصة بالرئيس المخلوع عمر البشير، حكمًا قضائيًا في مواجهته، قضى بمصادرة الأموال التي وجدتها النيابة بالقصر الجمهوري وأحالته لدار الرعاية الاجتماعية، وفي الأثناء تواصلت محاكمات قادة ومدبري انقلاب الثلاثون من يونيو 1989.

إزالة التمكين

عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان الرئيس المناوب للجنة تفكيك التمكين

نشطت لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال المنهوبة في عملها حيال قادة واتباع النظام البائد، حيث صادرت عددًا كبيرًا من الأموال والأراضي، وأحالت عددًا كبيرًا من الملفات للنيابة العامة للبت فيها.

خلافات الحُرية والتغيير

شهدت قوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية صراعاتٍ حادة بين مكوناتها بسبب الهيكلة والمشاركة بحكومة الفترة الانتقالية، ما أدى بحزب الأمة القومي أن يُعلن تجميد نشاطه بها، ليلحق به فيما بعد الحزب الشيوعي السوداني،  الذي اختار الخروج عنها وعن الحكومة الانتقالية ليظل في خانة المعارضة.

لجنة نبيل

اللجنة اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق – نبيل أديب

وعلى الرغم من اختيارها بديلة للجنة النائب العام التي رفض الشارع نتائجها بشأن عملية فض اعتصام الثوار من أمام مقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، إلَّا أن لجنة الدكتور نبيل أديب المستقلة لم تستطع تقديم تقريرها النهائي لتنهي تساؤلات الشارع حول الجهة التي ارتكبت تلك المجزرة في حق الثوار.

فيضانات كاسحة

وفي خريف 2020 شهد السودان أكبر عملية فيضانات في تاريخه، ما تسبب في تدمير عددٍ كبير من المنازل، الشيء الذي دفع برئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، أن يطلق نداء استغاثة عاجل للمنظمات والمجتمع الدولي لمد يد العون للسودان.

العلاقات الخارجية

رئيس الوزراء السوداني حمدوك و الرئيس الفرنسي ماكرون باريس

وشهد العام كذلك ازدهارًا كبيرًا في ملف العلاقات الخارجية، واستطاعت الحكومة الانتقالية عبر رئيس مجلس وزرائها الدكتور عبدالله حمدوك، تحقيق مكاسب كبيرة في هذا الملف، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، نتج إلى شطب اسمه من القائمة الدولية للإرهاب التي وضع فيها بموجب سياسات وممارسات نظام الثلاثين من يونيو البائد، ولم يستمر الوقت طويلًا إلَّا وزفت الولايات المتحدة الأمريكية نبأً آخر أعلنت خلاله منح السودان الحصانة السيادة التي تمنع رفع أية دعوى قضائية في مواجهته بشأن مزاعم ارتكاب أية عملية إرهابية في حق الشعوب.

انشقاق المهنيين

وفي مايو ضربت عاصفة الانشقاقات صفوف تجمع المهنيين السودانيين، دينمو الحراك الثوري في السودان، ما أثار غضبًا واسعًا داخل النقابات التي تشكل التجمع، فآثرت بعض من مكوناته الخروج.  

تعديل وزاري

في يوليو الماضي، أجرى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تعديلًا وزاريًا على الحكومة الانتقالية شمل 7 وزارات من إجمالي 18، وذلك، بعد اندلاع تظاهرات مطالبة بتصحيح مسار الثورة.

وزير الصحة السابق أكرم علي التوم

وشمل التعديل وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي إبراهيم البدوي، ووزير الطاقة والتعدين عادل علي إبراهيم، وزير الزراعة والموارد الطبيعية عيسى عثمان شريف، ووزير النقل والبنى التحتية هاشم طاهر، ووزير الثروة الحيوانية علم الدين عبد الله أبشر.  فيما أصدر حمدوك قرارا بإعفاء وزير الصحة أكرم علي التوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ