رأي

عبد الرحمن الكلس يكتب: حقيقة إنقلاب الكيزان في 15 ابريل.. رواه “بدر الدين” وأخرجه “كرتي”

بقلم علد الرحمن الكلس:
 وبعض الشعر لا يضر، إذ يمنح الكتابة في السياسية والحرب بُعداً جمالياً وأخلاقياً، طالما أصبح عملة صعبة في هذا العصر.

قال شاعر قديم:
لايكذب المرء إلاّ من مهانته
أو فِعلهِ السوء، أو من قلة الأدب
ولعل في هذاالسياق، بدأ لي الشاعر وكأنه يعني (الكيزان)، لكني ما لبثت حتى استدركت أن الكذب حتى لو كان سمتهم الغالبة؛ إلاّ أن بعضهم أصدق من بعض، ويبدو ان (بعض) جماعة المؤتمر الشعبي ليسوا بدرجة انتهازية وإجرام رصفائهم في المؤتمر الوطني، وإلاّ لم يكن لأمين العلاقات الخارجية بالشعبي، دكتور/ محمد بدر الدين، أن يتخيّر (الصدق) في القول، ويصرح بشفافية وثقة وشجاعة، ويكشف حقيقة حرب 15 أبريل، وانها انقلاب (كيزاني) بامتياز، وأن حزب المؤتمر الوطني هو من أشعل الحرب وما يزال مُمسكاً بزمامها وقيادتها.

رواية بدر الدين، اتفقت تماماً مع رواية قائد (الدعم السريع) القائلة، إنّ مدبري الحرب هم الفلول وعلى رأسهم، علي كرتي وأسامة عبد الله والبرهان وابنيه المُطيعين (كباشي والعطا)، ثم لاحقاً روايات كلاً من طه عثمان اسحق وخالد عمر، وغيرهم، قبل أن ينزلق – كعادته – لسان المُهرج الأكبر وملك الفنتازيا السياسية والعسكرية في السودان النزق “مني أركو مناوي”، فيؤكد من حيث لا يريد أن الحرب انطلقت في المدينة الرياضية، في اعتراف نادر لأحد أهم حلفاء الكيزان والبرهان، فاكتملت الصورة، وضاقت الدائرة على الكذابين الأشرار .
عوداً إلى بدء، وصف بدر الدين- في تصريحات جديدة – المؤتمر الوطني المحلول- بأنّه “سمّم الحياة السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و اقعد البلاد و قادها إلى هذه الحرب، وأنّ ما حدث في 15 أبريل، ليس حرباً بين الجيش و الدعم السريع ، بل انقلاباً عسكرياً كامل الصفات الاسلاموية قاده؛ علي كرتي، ومجموعته من خلف الجيش.

هذه إفادة غاية في الأهمية، بل مركزية في عملية فرز (الأخبار الصحيحة من الكاذبة والمفبركة)، إذ أن تطابقها تطابقاً تاماً مع إفادة حميدتي والآخرين المشار إليهم آنفاً، تجعلها أكثر صدقاً من ضلالات الجيش والكيزان.
أكثر من ذلك، فقد كشف الرجل إنّ جماعة كرتي، حاولت جرجرة حزبه كقاطرة لدعم انقلابها، واصفاً مايدور بحرب المؤتمر الوطني؛ والذي خطط لها بأن تُحسم خلال 4 ساعات؛ على غرار حرب الرئيس الأسبق، جعفر نميري، على الجزيرة أبا، 27 مارس 1970 – وفقًا لرواية بدر الدين – فيا للخبل والهطل والغباء وضعف القدرة التخطيطية لكيزان الجيش وبرهانهم!!
كيف يفكر هؤلاء المجانين، كان الأنصار (حزب الأمة) رغم شجاعتهم وبسالتهم وقوة شكيمتهم وجلدهم (وصنددتهم) المشهودة في القتال، قلة من الفرسان مسلحون على (أدنى) مستوى، وغير مدربين جيداً، ويعيشون في جزيرة معزولة على النيل الأبيض، بعيدة عن مقرات الجيش في الخرطوم، ورغم ذلك اُضطر نظام النميري إلى الاستعانة بطيران أجنبي – ويالعمالة العسكر!

الأنكأ والأمّر؛ في هذه الخطة الانقلابية (المُهببة)، أن استخبارات الدعم السريع كانت على علم بها، فباغتوا الإنقلابيين قبل أيام من ساعة صفرهم (المكشوفة) وحيدوا نفس الطيران الذي قصف الجزيرة أبا قبل 53 عاماً، في مطار مروي، ووضعوه خارج مسرح العمليات العسكرية في سويعات معدودة، كانت هذه هي الضربة القاصمة والحاسمة.
لم يكتف بدر الدين بذلك، بل كشف عن أنهم (الشعبي) كانوا على اتصال بغرفة العمليات التابعة لجماعة (كرتي)؛ خسف الله به الأرض وأرسل إليه الصاخة، ونصحوه بالتراجع عن الحرب فوراً وايقافها، لكنه رفض الاستماع إلى كلمة الحق وقرر أن يسلك سبيل الضلال، بمواصلة الحرب.

الآن وبعد شهادة أحد كبارهم، ربما يرفع كثيرون ممن كانوا مضللين حواجب الدهشة، ويتساءلوا: لماذا كذبوا علينا؟
أيها المساكين الأنقياء الصديقين، ألا تعلموا يقيناً، أن هذا ديدن المسيلميين عديمي الأدب سيئوا الأفعال، حتى أن جيف الكلاب أزكي رائحة منهم، إنهم الكيزان ياسادتي، لا ينطقون إلاّ كذباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى