رأي

عبد الرحمن الكلس يكتب – قراءة في بيان كرتي.. الأنفاس الأخيرة لزعيم العصابة الهارب

من مخبئة غير المعروف حتى الآن، وبأنفاسٍ مُرتجفة وصوت حزين باكٍ وقلب مخطوف، بدا المجرم الهارب قائد الحرب على الشعب السوداني “علي كرتي” في تسجيل صوتي منسوبٍ إليه بعد خسارة الحركة الإسلامية الإجرامية معركة ولاية الجزيرة، وهروب كوادرها العسكرية في الجيش والأمن والشرطة ومليشياتها كالجرذان المذعورة إلى اللا مكان، بدا وكأنه اسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو قادة داعش وجبهة النصرة، استخدم ذات الأسلوب حتى إنه قلد درجة صوت بعضهم، فعرف الناس أن بيانه هو بيان الهزيمة والإندحار بيان تشييع حركته اللإ إسلامية إلى مثواها الأخير قريباً بإذن الله ونصره المؤزر والمؤيد.
أطلق قائد الحرب الحقيقي المختبئ خلف قيادة الجيش على بيانه الذي (سرقه) من بيانات سابقة لقادة الجماعات الإرهابية، والسرقة عادته حتى في الخطابات والبينات، أطلق عليه (بيان حول الموقف الحالي في البلاد)، فيما لم نسمع أي تحليل عسكري أو سياسي وإنما بيان منكسر ذليل فيه نواح ونشيج يحاول أن يستعطف من خلاله الشعب السوداني ومنسوبي حركته ممن سماهم (المستنفرين) ويقصد بهم مليشياته بالعودة إلى ميدان القتال بعد فرارها منه وتوليها يوم الزحف الأكبر من الجزيرة الخضراء التي أحالوها قفراً خلال ثلاثة عقود من حكمهم، ويريدون الآن أن يحرقوها ويحيلونها رماد، لكن أهل الجزيرة بحكمتهم ورجاحة عقولهم وزنوا الأمور جيداً، وفوتوا الفرصة على (جيش كرتي) ومليشياته ، وها هم الآن آمنين مطمئين في قراهم وبلداتهم ومدنهم، ويمكن لمن غادروا مدينة ود مدني بسبب دعاية جماعة الفلول المندحرة الهاربة، العودة إليها مجدداً، وليسألوا الغالبية الساحقة التي بقيت بالمدينة.
بيان المجرم كرتي، وجهه بداية إلى الإرهابيين من منسوبي حركته الذين اطلق عليهم: ” المرابطين في ثغور السودان من أبناء القوات المسلحة وجهاز المخابرات والشرطة والمستنفرين”؛ مؤكداً لهم أن عهده معهم ماضٍ وأن البيعة ما تزال في عنقه، فيما هو هارب من أرض المعركة وربما هرب من السودان نفسه الان، وتركهم فريسة لمصيرهم المحتوم.
تحدث المجرم الإرهابي الهارب، عن شرف القوات المسلحة يتاجر فيه في شعاب (الميديا) وأسواقها، وهو بلا شرف ولا ضمير بعد أن اشعل الحرب وجر البلاد والعباد إلى مهلكة لم يشهدوها من قبل، خدعوا فيها الشعب بأنهم قادرون على حسمها خلال (ساعات)، وها هي الحرب تتجاوز شهرها التاسع وتدخل العاشر دون أن يكسبوا معركة واحدة، وهل ينتصر الباطل؟
إن هذا البيان بهذه الصيغة وفي هذا التوقيت، يؤكد المؤكد وهو أن هذه الحرب هي حرب الكيزان بامتياز، ضد الشعب السوداني، لذلك حاول أن يخفف عن الشعب الذي شردة وقتله بقوله: ” إنما ما أصابكم من نُصب وتعب ففي سبيل عزتكم وكرامتكم يهون”، يا رجل، عن أي عزة وكرامة تتحدث، فهل الحركة الإسلامية الإخوانية الفاسدة مؤهلة أخلاقياً لتحدث السودانيين عن عزتهم وكرامتهم بعد أن مرغتهما في التراب وأهانت الشعب ثلاثين عاماً، وها هي الآن حولته إلى شعب مشرد في الآفاق يهرب من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى، فإذا كنت تريد أن تحافظ على كرامته فلماذا أصدرت أوامرك لقائد جيشك الكذوب بالاطاحة بمنبر جدة، ولماذا أوقفت اتفاق جيبوتي؟
حاول كرتي – عليه اللعنة – أن يوحي للشعب السوداني بأن القوات المسلحة كيان مختلف عن حركته الإسلامية، عندما خاطبها قائلاً: ” إن الفرصة لا تتكرر وإن التفاف الشعب حولكم رهين بمواقفكم معه في لحظات المحن والابتلاء، خاطبوا الشعب بالحقائق لا تتركوه نهباً للشائعات ومكائد المتمردين الذين يستهدفون إضعاف ثقة الشعب فيكم لينفض من حولكم”.
عن أي حقائق يتحدث هذا المعتوه؟، فالشعب يرى الحقائق بأم عينيه، لا يحتاج إلى من يحدثه عنها، وآخر تلك الحقائق هي جبل أولياء ومدينة مدني بل ولاية الجزيرة بأكملها، فماذا تريد من قادة الجيش – وأنت قائده الحقيقي الآن -أن يقولوا للشعب، هل تريدهم أن يكذبوا على الشعب وهو يرى الهزيمة ترافق أخواتها صفاً واحداً؟
قال لا تتركوا الشعب نهباً للشائعات، وكوادر حركته الإعلامية متخصصون في هذا الشائعات، إلى حد أنهم جعلوا الشعب يرقص في مدينة مدني، حتى خرج أحدهم يعزف على آله الكمان مبتهجاً بانتصار مزعوم وهزيمة ساحقة للدعم السريع، بل إبادة كاملة للقوة التي هاجمت ود مدني، ولم يلبث الجميع بضع ساعات حتى لم يجدوا جيشاً ولا (مجاهدين) ولا مستنفرين ولا علي كرتي ولا برهان ولا صبيه المصباح بن البراء، ولا مستنفرا واحدا من (40) ألف قال بهم البرهان مفاخرا، فمن هو مطلق الشائعات أيها الكذاب الأشر؟ ومن الذي يخرج أنفاسه الأخيرة الآن ؟ هل هو الشعب أم أنت وعصابتك الإجرامية ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى