جرائد

عشرون مليون أفريقي يتهددهم الموت جوعا

الجماهير : صحف عالمية

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن المجاعة فيأفريقيا، وقالت إن نحو عشرين مليون أفريقي يتهددهم الموت في القرن الأفريقي، منهم نحو ستة ملايين في الصومال، إضافة إلى نحو 14 مليونا آخرين في دولة جنوب السودان ونيجيريا واليمن.

وقال التقرير إن الأوضاع في أفريقيا تعد أخطر حالات الطوارئ منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن جميع دول القرن الأفريقي تعاني من الجفاف.

ويقول كاتب التقرير -وهو بريطاني من أصل صومالي- إن 70% من الدخل في دولة أرض الصومال يعتمد على الثروة الحيوانية، وبالتالي فإن عدم هطول الأمطار ثلاث سنوات متتالية، يعني أن نحو عشرة ملايين رأس من الماشية قد نفقت.

ومع تصاعد أسعار المواد الغذائية، فإن على العائلات تقرير إذا كانت ستبقى مع مواشيها على أمل أن تهطل الأمطار وتستعيد قوتها، أو أن تصبح لاجئة في بلدها، تبحث عن المساعدات في أي مخيم يؤمن لهم مساحة لإقامتهم.

 

تغير مناخي

وخلال العقود الخمسة الماضية، اقتصرت موجات الجفاف والمجاعة على أفريقيا فحسب، وارتفعت درجات الحرارة في الأجزاء القاحلة بالفعل من القارة، بمقدار درجة مئوية واحدة في كينيا و1.33 درجة مئوية في إثيوبيا بين 1960 و20066.

وتفيد التجمعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة بأن حالات الجفاف أصبحت تحدث كل سنة أو سنتين، بدلا من حالات الجفاف كل ستة إلى ثماني سنوات، وعندما يقترن هذا التحول المناخي بالصراع، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتهميش السياسي والاقتصادي، فإن النتيجة هي المجاعة، حتى في بلدان غنية مثل نيجيريا.

ورأى الكاتب أن الناس الذين يواجهون الجفاف والجوع ليسوا ضحايا سلبيين ينتظرون الجمعيات الخيرية لإنقاذهم، بل إنهم يبذلون جهودا خارقة -لا سيما النساء- لإنقاذ أنفسهم قبل أن يضطروا أخيرا إلى طلب المساعدة، ويضرب مثالا لذلك بجدته التي سارت عشرات الأميال وهي تحمل أباه وهو طفل صغير على ظهرها حتى تصل إلى مركز إغاثي.

أحد مخيمات الإغاثة للفارين من الجفاف في الصومال (رويترز)

 

جهود محلية

وعلى صعيد عمليات الإغاثة، يذكر الكاتب أنه في عام 2011 كانت الجهات المانحة الدولية بطيئة في الاستجابة لمعاناة الناس، وبدأت تقديم المعونات بعد أن لقي معظم ضحايا المجاعة البالغ عددهم 260 ألفا حتفهم بالفعل.

هذه التجربة السلبية دفعت اليوم نشطاء صوماليين شبابا في جميع أنحاء العالم لإنشاء مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بخطر المجاعة في بلادهم، خاصة مع ورود أخبار الموت منالكوليرا أو العطش في مناطقهم الأصلية.

وعلى الرغم من أنهم تمكنوا من جمع مبالغ متواضعة من المال، فإن شبكتهم من المتطوعين المحليين تمكنت من الوصول إلى أماكن نائية، حيث لا تستطيع الجمعيات الخيرية الكبرى، كما استخدموا منصات إلكترونية لجمع البيانات في وقت قصير عن المتضررين من الجفاف ومن أجل تنسيق جهود الإغاثة الصومالية.

 

فشل عالمي

ويتابع الكاتب أنه كثيرا ما توصف الصومال بأنها دولة فاشلة، ولكن المجاعة هي رمز الفشل في المجتمع المحلي والعالمي على حد سواء، فالأموال اللازمة لمنع المجاعة في الصومال واليمن وجنوب السودان ونيجيريا لا تزال أكبر بكثير مما وفره المجتمع الدولي، وما تحقق من خلال نداء الأمم المتحدة أقل من نصف ما هو مطلوب، في الوقت الذي يتزايد فيه أعداد الضحايا.

وخلافا للشواغل الإنسانية، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تركز على التدخلات العسكرية في كل من اليمن والصومال.

ويستشهد بقوله إنه قبل أسابيع قليلة في مؤتمر لندن بشأن الصومال الذي استضافته الحكومة البريطانية أرسل أربعون بلدا ممثليهم، وخلال المؤتمر وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجاعة بأنها “أكثر الشواغل الملحة” في الصومال، ولكنه عاد ليقول إن الأمن والحرب المكثفة ضد حركة الشباب المجاهدين أخذا كل الاهتمام.

ويتابع الكاتب أن شهر رمضان الذي يتحول فيه الجوع إلى قضية تعبدية وروحية يفتح السؤال عن الكيفية التي ستستجيب بها البلدان الإسلامية الأكثر ثراء للمأساة التي تهدد إخوانهم في الدين نفسه.

ويختم بأنه ربما في هذا الشهر الرمضاني يمكن لدول الخليج أن تأخذ الركيزة الثالثة للإسلام، وهي الزكاة بشكل أكثر جدية من مشتريات الأسلحة في دعم أولئك الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة حتى الآن، تظللنا في هذه الدعوة الآية القرآنية “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى