رأي

علي أحمد يكتب : (جبل أولياء حبيبي غشا .. وجيشهم في القطينة عشا) !

علي أحمد
علي أحمد

“إذا حاربوها اشتدّت وإذا تركوها امتدّت”؛ هكذا بدت لي قوات الدعم السريع بعد أن فرضت سيطرتها على اللواء الثالث مدرع وقاعدة النجومي الجوّية بجيل أولياء، جنوب العاصمة، رغم أكاذيب الجيش وكيزانه وبلابسته، الذين لم يتمكنوا من اثبات هذه الأكاذيب أمام حقائق قوات الدعم السريع؛ التي بثت صوراً ومقاطع فيديو تظهر سيطرتها الكاملة على القاعدة الجوية (النجومي) واللواء المُدرع، حيث رأي الجميع لافتات الوحدة العسكرية بالصوت والصورة، فضلاً عن المروحيات المقاتلة والدروع، وجنود الدعم السريع يتجولون داخل القاعدة بين الدبابات والطائرات، وعشرات الأسرى يقادون، كل هذه نشرتها قوات الدعم السريع على صفحتها الرسمية بمنصة X – تويتر سابقًا.
كما أن إعلام الجيش – فقد مصداقيته – فقد أثبتت التجارب أن كل ما ينفي أمر تثبت الأيام عكسه، فمنذ اندلاع الحرب ظل هذا الإعلام الذي يديره الكيزان يتخذ من الكذب والتضليل مبدئين لا يحيد عنهما، فقد نفى استيلاء الدعم السريع على الاحتياطي المركزي وعلى اليرموك، ونفى حقيقة طردهم من المدرعات، وسقوط الفرق (16 و 21 – و15) ومؤخرًا مطار وحقول بليله النفطية، ومع مرور الأيام يتضح للجميع أن كل ما ينفيه الجيش، صحيح، حتى أن الجميع أصبح ينتظر بيانات الجيش فيذهب عكسها للحصول على الحقيقة.
سيطرة (الدعم السريع) على هذه القاعدة المهمة، جاء رداً على تفجير كبري شمبات بواسطة طيران الجيش أو طيران دولة ما (يحبها وتحبه)، وربما تحب ناقته بعيرها أيضاً، فمن يدرى؟، وبالتالي فإن الفرحة التي أبداها عملاء (المحبوبة) بتفجير هذا الجسر الحيوي وبتدمير البنية التحتية لبلادنا سرعان ما تحولت إلى حزن مقيم وبكاء وعويل ونحيب مصحوب بأكاذيب وتضليل، هذه عادة الكيزان التي ترتبط (بنوياً) ونفسياً بسعادتهم، ومن (ترك عادته فقد سعادته)، فالكذب عندهم عادة متأصلة، والتضليل سمة بارزة، والعمالة والارتزاق إرث عتيد (خلف عن سلف)، فيا لنذالتهم ووضاعتهم.
هللت الفلول المندحرة وصفقت مليشيا (الكيزان) المنهزمة بتدمير جسر شمبات، ونظموا حفلات راقصة وماجنة وخليعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبينما هم غارقون في ذلك فاض عليهم خزان جبل أولياء دماءً ودموع، فعادوا إلى ضلالهم وأكاذيبهم.
سيطرة الدعم السريع على هذه القواعد الاستراتيجية والحيوية، يعني انتهاء معركة الخرطوم بجسورها أو بدونها، بفلولها ومستنفريها ومرتزقتها (المحبوبين)، فالكيزان كلما حاولوا أن يعودوا إلى المعركة مجدداً اندحروا وهزموا وها أنا أرى نهايتهم الحتمية تقترب.
وكما اسلفت فإن الدعم السريع أصبحت بالنسبة لهم مثل شوكة الحوت؛ التي (لا تنبلع لا تفوت)، فلكما حاربوها اشتدّت وكلما تركوها امتدّت، وهذه هي النهاية ورب الكعبة.
إنه لمحزنٍ حقاً أن نرى جيشنا ينهار بهذه الطريقة المذلة، أن نرى مروحياته ودروعه وأسلحته كلها تنتظر رجالاً شجعان وعسكريون مهرة، قلوبهم (جامدة) وعقولهم متقدة ليستخدموها في الدفاع عن الوطن والدستور، لكنهم هربوا وتركوها خلفهم، بعد أن استخدموها زهاء سبعة عقود في قتل الشعب فيما بلادنا تتآكل من اطرافها فيا لجبنهم وخيانتهم!
إن هذه الحرب – اثبتت لنا – ضرورة تأسيس جيش مختلف، جيش جديد بعقيدة جديدة، جيش قوي وأمين على سيادة البلاد ومقدراتها ودستورها ومواطنيها، لكن الفلول والكيزان لا يريدون ذلك، فهذا إن حدث يحول دونهم وحكم البلاد، كما أن الدولة التي تحبهم ويحبونها لا تريد ذلك، لأن سودان بجيش قوي ومحترم ومهني يعني أن لا (حبة سمسمايه) ستتسرب إليها لتتدعي إنها من انتاجها، هذا أقل تقدير، دعك من قصة (المثلث) والذي منه.
وأخيراً، أخشى على المتحدث باسم الجيش العميد كوز (نبيل) ومعه كيزانه، أن يغنوا: “جبل أولياء غشا/ وحصّل للقطينة عشا)، حينها سنسمع به وقد ولى الأدبار، ولحق بقائديه الهاربين إلى الساحل الشرقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى