رأي

علي جاد الله يكتب: تهديد المملكة العربية السعودية وقيادتها

بعد تواتر الأنباء عن اقتراب منبر جدة التفاوضي، تعود أبواق الحركة الإسلامية وغرفها الإعلامية إلى الهجوم على منبر جدة لقطع أي عملية تفاوضية، بل سعت هذه المرة إلى إثارة غضب المملكة العربية السعودية عبر تهديدها، واختارت شخصية “الانصرافي” وهو ناشط على مستوى الوسائط، وأحد أكثر دعاة الحرب جمهورًا، بل تمت استضافة بثه المباشر عبر قناة السودان الرسمية. ويتمتع بتأييد كبير في الأوساط العسكرية المحسوبة على التيار الإسلامي المتشدد الرافض للتفاوض، وهو موقف ياسر العطا الذي قال إن الحرب ستستمر ولو قتل 48 مليون سوداني.

مضى الانصرافي في أحدى حلقات البث المباشر إلى تهديد المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ الإيرانية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، حيث شمل التهديد قصف “القصر الملكي”، وقصف منشآت “شركة أرامكو النفطية”، كما هدد أيضًا بسحب جنود القوات المسلحة البالغ عددهم 15 ألفًا من الحدود السعودية اليمنية.

إن تهديدات الانصرافي تعبر عن موقف الحركة الإسلامية وقياداتها في القوات المسلحة على رأسهم الجنرال ياسر العطا الذي يكيل السباب والاتهامات لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقادة الحركة الإسلامية يعلمون قوة ومتانة العلاقات بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، لكنهم في المقابل أعلنوا عن تحالفهم مع إيران وقطر وجماعة الحوثي، هو تحالف يقوم على تبادل صفقات الأسلحة خاصة المسيرات وأهمها مسيرة مهاجر “6” فضلا عن عشرات رحلات شحن الأسلحة بين مطارات إيران ومطار بورتسودان.

ليس من المستبعد أن يتم تنفيذ تهديدات الانصرافي التي تعبر عن موقف الحركة الإسلامية الإرهابية، فقبل أسابيع طالب بإقالة وزير الخارجية، واستجاب البرهان لطلب إقالة وزير الخارجية.

ليس الانصرافي وحده، هناك صفحة “البعشوم” التي تتبع للاستخبارات العسكرية وتدار عبر مكاتب معلومات متخصصة، وأيضًا من المنصات التي لها جمهور كبير، استهدف صاحبها قيادة المملكة العربية السعودية بالنقد والإساءة والتشويه.

أما الكاتب الصحفي الإسلامي “عبد الماجد عبد الحميد” فإنه يسخر من ولي العهد “محمد بن سلمان” ويتحدث باسم الشعب السوداني جزافًا ويقول: “أما الشعب السوداني لا ينتظر منكم شيئا”. بل ويذهب أكثر من ذلك إلى تهديد أمن المملكة العربية السعودية بقول يتسق مع خطاب الانصرافي ويقول:” نذكركم أن الأضرار التي ستلحقها مليشيا التمرد السريع داخل الأراضي السعودية والأمن القومي السعودي”! ويصرح في فقرة تالية من مقاله على صفحة فيسبوك نشر أمس: “حملات التحريض التي تبثها مليشيا الدعم السريع سيكون ضررها على الشعب السعودي”! هذه تهديدات واضحة، كأنه يقول، إذا سمحتم بوجود الدعم السريع ربما نشن عليكم هجومًا بالمسيرات على المطارات أو المنشآت البترولية كما قال صراحة الانصرافي.

أما الإعلامية المقربة إلى دوائر اتخاذ القرار في الجيش “رشان أوشي” وهي صاحبة برنامج تلفزيوني يبث على قناة السودان، فإنها تصف بيان الخارجية الذي اعتذرت فيه للمملكة على تصريحات الناشطين الإعلاميين بـ “المخزي”، بل تقول لوزير الخارجية:” إن شاء الله يمنحوك التابعي السعودية”!

إن اعتذار خارجية الحركة الإسلامية يأتي في سياق علمها أن المملكة العربية السعودية تحتضن أكبر الجاليات في العالم، بل تعتبر أكبر الدول التي يتدفق منها النقد الأجنبي إلى حكومة بورتسودان عبر التحويلات البنكية، لذلك بيان الخارجية لم يأت إلا من باب اللياقة الدبلوماسية والخوف من قطع المساعدات الإنسانية التي باعتها حكومة بورتسودان في الأسواق السوداء. إذا كانت خارجية بورتسودان جادة في إسكات النشطاء؛ كان عليها مخاطبة النائب العام لتوجيه تهم في حق من يسيء للمملكة وقيادتها، لكنها راضية في السر ومحرجة في العلن.

حتى لا يتنامى خطاب التهديد، وقبل أن تنفذه أيادي الإرهاب التي تقطع أوصال الموتى وتمثل بجثثهم، على المملكة أن تكون جادة في اتخاذ إجراءات صارمة في حق كل من يحرض ويهدد أمنها وقيادتها.

بعد إجازة حكومة بورتسودان لقانون جهاز المخابرات العامة بدأوا العمل على القبض على تجار العملة في مدينة بورتسودان تحت اسم “الخلية الأمنية المشتركة”؛ حتى أن شيبة ضرار أطلق سراح أبناء الشرق بالقوة من الشرطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى