أصدر والي النيل الأبيض الذي يتبع لحكومة بورتسودان، أمر طوارئ يوم 8 يونيو 2024م ينص على الاستيلاء على سيارات الدفع الرباعي الملاكي والدراجات النارية، ويسري الأمر منذ ساعة التوقيع عليه. كما أن القرار يسري ضمن حدود الولاية، ونص على حفظ السيارات والدراجات النارية بواسطة لجنة مكونة من عشرة مدراء من جهات أمنية وقضائية يرأسهم وزير المالية الولائي. كما حدد الأمر اختصاص اللجنة بعمليات الحجز والحصر وتصنيفها حسب الصلاحية وعمل سجلات لها، كما حدد مدة لتسليم السيارات في غضون (24) ساعة لإحضار السيارة والدراجة النارية.
أما بالنسبة لإجراءات المخالفة، فقد نص الأمر على أن كل من يخالف أمر اللجنة بإخفاء أو المساعدة على إخفاء مركبة أو بالسجن لمدة لا تتجاوز (6) أشهر وغرامة ( 10) مليون جنيه. أما بالنسبة للدراجة النارية نصف العقوبة في السجن والغرامة المالية.
ونتيجة لهذا الأمر دخلت عاصمة الولاية سواء في مدينة ربك أو كوستي والمحليات الأخرى تحت سيطرة كتائب الإسلاميين في هلع وفوضى عارمة، حيث شوهدت آلاف السيارات في معبر جودة الحدودي مع جنوب السودان، وقد أعادت سلطة الإسلاميين هذه السيارات بعد الاستيلاء عليها. هذه الإجراءات التي استند فيها الوالي اللا شرعي على ما أعتقد أنه حق في الاستيلاء بحكم قانون طوارئ أصدر من سلطته التي ليس لديها أي صلاحيات في الاستيلاء على الحق الخاص. بل هي قرارات نهب وسرقة للمواطنين الذين يعانون ظروف الحرب المهلكة.
وفي خطوة متزامنة مع الاستيلاء على السيارات والدراجات النارية، عملت حكومة الأمر الواقع على تجنيد المجرمين المحكومين والذين هم قيد التحري ومن هم في أثناء المحاكمة، حيث برر وكيل أعلى نيابات الولاية (بنسبة للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد). وهذه جريمة أخرى ترتكب في حق المواطن بإهدار حقه في العدالة، وذلك عن طريق إطلاق سراح المجرمين في حق المجتمع.
إن الغرض الأساسي لإطلاق سراح المجرمين هو تحفيزهم للقتال بالسيارات التي تم سلبها من المواطنين الذين لم ينخرطوا في عمليات الاستنفار والتجنيد، خاصة بعدما رأوا كيف آل أمر متحرك الصياد الذي أبيد بالقرب من أمروابة، حيث قتل فيه آلاف المستنفرين الذين جهزهم الجنرال الكباشي بخطبة حماسية.
اليوم يعيش مواطن النيل الأبيض تحت رعب السلطة بالاستيلاء على سيارته التي لم تحدد طبيعتها بأكثر السيارات اليوم التي تستطيع حمل أكثر من أربعة أفراد لها دفع رباعي، وبالتالي يمكن أن تقدر نصف السيارات بأنها دفع رباعي. أما حالة الرعب الأخرى هي إنخراط المجرمين في الحرب وتسليحهم، ما يعني أن كل مجرم يستهدف في المقام الأول خصمه الذي تسبب في سجنه، ثم يستهدف الأسواق والمحلات التجارية ويفكر في الهرب بعد الحصول على ما أخذه.
إن مدن النيل الأبيض اليوم تعيش حالة توتر حاد وهيستريا جراء اقتراب المواجهات داخل المدن الرئيسية والظلم الذي تمارسه سلطات الإسلاميين على المدنيين في الولاية. وأعتقد أن المواطنين ربما يفضلون وصول الدعم السريع وسيطرته على هذه الحالة المرعبة.