فاطمة لقاوة تكتب- طهران.. خُسران الرِّهان
قِراءة التقاطعات الدِولية والإقليمية والمحلية،وتأثيرات دِول الجِوار على الشأن السوداني أمر ضروري لمعرفة طبيعة الصِراع الدائر في السودان منذ ١٥/أبريل الماضي.
إيران لن تقدم السلاح للسودان دون مقابل وهي تنظر إليه من واقع أهميته الإستراتيجية على ساحل البحر الأحمر الذي أصبح مجالاً لتجاذبات كبيرة في المنطقة،باتت إيران جزءاً منها،خاصة بعد تهديدات جماعة الحوثي في اليمن للآمن في الممرات الدولية(باب المندب،قناة السويس).
وتُعد المساعدات الإيرانية العسكرية للسودان وتطوير التعاون معه- في هذا التوقيت-تدخلاً سافراً في شؤون دِولة أفريقية مهمة ،قد تُفضي إلى وصول بعض وكلاء إيران لنقاط مؤثرة على البحر الأحمر وفرض سيطرتهم عليها،مما يسلط الضوء على أهمية السودان الذي يبلغ طول سواحله في البحر الأحمر حوالي”٤٠٠”ميل،وتتنافس عليه الدول الكُبرى-(الصين وروسيا،وتركيا)- من أجل وضع موطئ قدم لها على سواحل البحر الأحمر،الذي يُعد بوابة العبور بين أفريقيا ودول العالم.
مطامع تلك الدول وتحركاتها نحو السودان،أزعجت الولايات المتحدة الأمريكية،والتي حذرت بكل وضوح من تمركز روسيا على البحر الأحمر في السابق،ومارست ضغوط على الخرطوم لوقف تنفيذ أي إتفاق عسكري بين روسيا والسودان-(القاعدة الروسية على البحر الأحمر)-عُقد في عهد الرئيس السابق عمر حسن احمد البشير.
إن كان قيام إيران بتسليح عناصر الإسلاميين الذين إختطفوا إسم الجيش السوداني سوف يعزز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط ،فإن هناك رأياً آخر لقوى كبرى تخشى عواقب تمدد طهران في المنطقة ولن تسمح بذلك مما يقود الى نشوب حرب قد تكلف إيران الكثير.