تقارير وتحقيقات

فور انحيازه للجيش.. الطيران الحربي يقصف بادية لأسرة موسى هلال

  تقرير- الجماهير

معظم أعيان القبائل التي أعلنت موقفًا مساندًا لقوات الدعم السريع في حربها مع القوات المسلحة، قالت إن سبب تحول موقفها هو ممارسات الجيش السوداني في حق أفراد القبائل التي ينتمون لها. إذ استهدف الجيش في كل مواقع تواجده قبائل بعينها باعتبارها حواضن اجتماعية للدعم السريع. وهو ما ساهم في أن تقف هذه المجموعات لاحقا ضد الجيش وممارساته خصوصا القصف الجوي. 

إن استخبارات الجيش في إطار تعاملها مع المدنيين من قبائل عرب دارفور، لم تميز بين القبيلة الداعمة للجيش من الداعمة لقوات الدعم السريع، فكان الاعتقال والتعذيب يطال أفراد قبيلة الهبانية والبني هلبة والتعايشة المنتمين إلى “حيماد” وذلك في الوقت الذي أعلن فيه قادة الجيش أن عدوهم “العطاواة”، أي قبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة لجهة دعمهم السافر لقوات الدعم السريع من يوم الأول للحرب.

في أغسطس الماضي، وقع اغتيال قائد الفرقة 16 مشاة بنيالا، اللواء “ياسر فضل الله”، داخل مكتبه بقيادة الجيش عن طريق ثورة مسلحة شارك فيها عدد كبير من الجنود والضباط، وأحدثت فتنة داخل الجيش بين قبائل عرب دارفور وعرب الشمال.

وتختلف الروايات عن سبب الخلاف، هنالك من يرى أن قتل اللواء ياسر جاء نتيجة لتبديل “الدفاعات”، وأي دفاعات يضعها هو تتعرض لقصف دقيق من مسيرات الدعم السريع مما يشير إلى أن اللواء متعاون مع قوات الدعم السريع. وبحسب مصدر عسكري فإن اغتيال ياسر قد وقع بعد قصف للطيران العسكري لدفاعات الجيش بالقرب من المستودعات، ويتهم الجنود قيادة الجيش المنتمية جميعها لقبائل شمال السودان بتعمد قصف بعض الجنود بسبب أنهم لم يقاتلوا بروح الكتائب الغربية المعروفة لدى القوات المسلحة.

وأثناء اشتداد المعارك بين الدعم السريع والجيش حول السيطرة على الفرقة 16 مشاة، خرجت مجموعة كبيرة من قيادة الجيش بعد تبادل لإطلاق نار بسبب منع وحظر خروج أي عسكري من مبنى القيادة وانضمت لقوات الدعم السريع. ومعظمهم من ضاربي المدفعية الثقيلة، برروا خروجهم بأن قذائف الهاون التي يطلقها الجيش وقعت مرات عديدة في منازل عائلات الجنود، ولما احتجوا لقيادة الجيش كان الرد بأن “شمال نيالا” كله هدف عسكري.

وقال وكيل ناظر الهبانية “جعفر علي الغالي”، “إن قبيلة الهبانية كانت في موقف الحياد ولكن بسبب أفعال الجيش مثل الاعتقال والتعذيب والملاحقة ومطاردة العمال في مناجم الشمالية اضطرينا إلى دعم قوات الدعم السريع”.

قصف الطيران لأسرة هلال:

موسى هلال
موسى هلال

لم يجف حبر مداد بيان الشيخ “موسى هلال” الذي أعلن فيه انحيازه للجيش السوداني لتسقط البراميل المتفجرة للطيران الحربي في وقت مبكر من  صباح الجمعة، على  بوادي أتباع هلال في “مليط وكبكابية وغرة زاوية”، وكانت أكثر من (17) برميلًا متفجرًا في الريف الغربي لمدينة مليط بشمال دارفور الفاشر. استهدف فيها ماشية تتبع لمواطن من أبناء المحاميد (أسرة المرحوم البدر) أحد أقارب الشيخ موسى هلال وهو رجل بعيد عن السياسة والدعم السريع. 

وأفاد أحد أبناء المحاميد، أن الماشية التي تم استهدافها يفوق عددها الثلاثمائة رأس من الإبل، وقتل سبعة من الرعاة الأبرياء الذين لا تربطهم صلة بقوات الدعم السريع.

والأسبوع الماضي، تداولت مواقع اسفيرية تتبع لفلول النظام البائد فيديو للشيخ موسى هلال زعيم المحاميد قال بأنه يناصر الجيش السوداني، ليأتي رد الجميل والمكافأة باستهداف طيران الجيش لماشية أهله، في مشهد تكرر مع عدد من الحركات المسلحة التي أعلنت مناصرتها للجيش، ثم قُصفت تجمعاتهم وقُتل عدد كبير منهم.

مواقف المحاميد من تصريحات هلال:

في ولاية غرب دارفور، كان موقف عشيرة المحاميد من الحرب هو الصمت، ولكن ما أن أعلن هلال دعمه للجيش باسم المحاميد، رفض أعيان المحاميد ذلك، وأعلنوا أن هلال لا يمثل سوى نفسه. وأكدوا أنهم ضد الجيش الذي قصف أهلهم في بوادي “كتم وكبكابية ومليط”.

عقب ذلك أعلنت المحاميد بولاية شرق دارفور، في مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة أن موقف الشيخ موسى هلال يعتبر رأيًا شخصيًا لا يمثل القبيلة.

وجاء في المؤتمر  الصحفي: “في هذه  الظروف الحرج وبلادنا تمر بمنعطف خطير وحرب  قضت على الأخضر واليابس وفرقت بين أبناء الوطن الواحد، حيث أظهرت الحرب فظائع وأفعال وحشية مخالفة للأعراف والتقاليد والكتب السماوية تم ارتكابها بواسطة الجيش السوداني مثل ذبح المدنيين الأبرياء من طلاب الخلاوي والمعدنيين والمسافرين”.

إن عشيرة المحاميد قد التزمت الصمت، ولكن استخبارات الجيش تريد أن تستخدم موسى هلال “بهدف تفكيك تماسك وانسجام المحاميد مع  القبيلة  الأم (الرزيقات)” وفقا لما ورد في المؤتمر الصحفي.

وأعلنت الإدارة الأهلية للمحاميد بشرق دارفور، “أن موقف شيخ موسى هلال لا يمثل إلا نفسه، وندعوه للعودة إلى الصواب. كما نعلن انحيازنا إلى من يقف مع قضايا التحول المدني الديمقراطي ويسعى إلى بناء السودان على أسس جديدة قائمة على الحرية والديمقراطية”، في إشارة إلى دعم قيادة قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة منذ أبريل العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى