أخبار

قبيل بدء مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية – قطاع الشمال، والحكومة في جوبا ملتقى الكندماية يحتفي بإنهاء النزاع المزمن بين الغلفان ودار نعيلة

الدلنج-الجماهير-أحمد كنونة:

في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار المجتمع الدولي والإقليمي وعموم الشعب السوداني ومواطني جنوب كردفان خاصة فى الخامس والعشرين من مايو الجاري صوب مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان حيث تنطلق جولة المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز آدم الحلو، وترقب ما ستفسر عنها من نتائج، يظل السلام الإجتماعي والتعايش السلمي بين القبائل والمكونات فى جنوب كردفان، أهم ركائز ودوافع نجاح هذه الجولة لأنه هو الذى يمهد الأرضية الصلبة لأي سلام سياسى قادم كما أنه هو الذى يبنى الثقة ويعزز قبول الآخر ويوفر الإرادة لدخول جولة التفاوض المرتقبة.
وعلى هذا الأساس توافقت رؤية حكومة الولاية بقيادة الوالي حامد البشير إبراهيم، الذى تمحور برنامجه، الذي طرحه منذ قدومه قبل عام حول السلام الإجتماعي والتعايش السلمي وبذل في سبيله جهوداً مقدرة لإحتواء عدد من النزاعات والصراعات التى نشبت فى المنطقة بين بعض المجموعات والمكونات القبلية، مع رؤية الحركة الشعبية- شمال،بقيادة عبدالعزيز الحلو، حول هذا الملف .
هذا التوافق لم يأت من فراغ وإنما جاء من الواقع الذى يعيشه الإقليم بسبب الحرب الطويلة التى إمتدت لأكثر من ثلاثة عقود صاحبها عدد من الظواهر السالبة التى كانت بحاجة إلى معالجات مجتمعية وأهلية بين المواطنين لتمتين العلاقات وإقرار مبادئ التعايش السلمي بعيداً عن صوت البندقية وإلنعرات العنصرية والقبلية والجهوية والمناطقية وتفادي آثار الحرب بتعزيز السلام الإجتماعي وصولا لمرحلته النهائية المتمثلة فى السلام المستدام . وقد ظهر هذا التوافق، بشكل خاص،
في المرحال الشرقي، حيث النزاع الطويل بين الغلفان ودار نعيلة والذى وصل العام الماضى لذروته بأحداث خور الورل التى راح ضحيتها العشرات من الطرفين، أثناء عبور المرحال تجاه المخارف بشمال كردفان. ولقد سعت حكومة الولاية لحسم هذا الملف من خلال عقد عدة لقاءات بين طرفي النزاع أكملتها الحركة الشعبية بلقاء لجنة 7+7 من الطرفين بمنطقة ( الكتنق ) تكللت بالنجاح والسماح بعودة المرحال فى إكتوبر من ذات العام إلى المصايف بجنوب كردفان بسلام وأمان .
لم تتوقف جهود الحركة الشعبية عند هذا الحد بل إمتدت لعقد ملتقى ( نقنجا ) للسلام والتعايش بين الحوازمة والنوبة فى إبريل من العام الحالي والذى خرج بتوصيات قيمة أهمها الإتفاق على تحديد مسار المرحال، والعمل على تحقيق التعايش السلمي بين مكونات المنطقة، وإحترام حقوق الجميع فى حق الحياة الكريمة، والإستفادة من موارد المنطقة وممارسة الأنشطة المعيشية المختلفة .
٢
كنتاج لهذا التوافق فى الرؤية بين الحكومة والحركة الشعبية بجنوب كردفان فى عملية السلام الإجتماعي باعتباره الأساس لإستقرار المنطقه والإقليم، جاء ملتقى التعايش السلمي بين النوبة والحوازمة السبت الماضي، كبرنامج شعبى غير رسمي لتكريم قادة الحركة الشعبية شمال تحت شعار : ( القرون والجرون إقتصادنا ) بمنطقة الكندماية شرقى مدينة الدلنج، رداً للجميل، والذي عكس أهمية تقدم السلام الإجتماعي والتعايش السلمي بين المكونات المجتمعية والقبلية عملية السلام النهائي . في هذا الملتقب تلاقى فيه الجميع بمحبة وتلاحم بمشاعر صادقة إختطلت فيه دموع الحزن بالفرح. الحزن على القطيعة الطويلة والفرح على على العودة للتعايش والتواصل القديم .
وقد شاركت الحركة الشعبية في المناسبة، بوفد برئاسة كمرد الباقر إبراهيم حميدان عضو مجلس التحرير القومى وعبدالرحمن إسماعيل أورو عضو مجلس التحرير القومى وسكرتير التخطيط والبحوث القومى ودكتور أحمد زكريا إسماعيل سكرتير الصحة وإبراهيم خاطر الأستاذ بمعهد التدريب وإعداد القادة بكاودا والهادي حسن كومي ممثل المجتمع المدني ونزار عوض الكريم حارن سكرتير الشباب وصنفور إبراهيم ود الريف ممثل المنطقة الغربية وعوض جبريل رئيس مجلس التحرير بمقاطعة هبيلا وصابر مكي السكرتير السياسي بالمنطقة.
وعبر رئيس الوفد الباقر إبراهيم حميدان عن سعادتهم ببمشاركة الحركة الشعبية شمال فى الإحتفال . وأثنى لدى مخاطبته الإحتفال على سماح حكومة الولاية بهذه المشاركة وتهيئتها للأوضاع. وقال بأنه يمثل لم شمل حقيقى وخط رجعة للحوازمة والنوبة للتعايش معاً. ونقل مباركة رئيس الحركة للملتقى وضرورة الإستمرار فى السلام الإجتماعي. وقال بأنه المدخل الوحيد لعمل المصالحات بين المكونات والمجتمعات وإنتشال الإقليم من الحرب إلى السلام والإستقرار. وبشر الباقر بقرب السلام. مؤكداً إستعداد الحركة الشعبية دخول التفاوض فى الخامس والعشرين من الشهر الحالي بجوبا لإستكمال السلام النهائي .
أما العمد بخاري محمد الزبير عمدة دار نعيلة عن إمارة الحوازمة فقال إن الملتقى وزيارة وفد الحركة تعنى بناء الثقة بين المجتمعات والسلام الإجتماعي كأولوية لوقف الحرب وتحقيق السلام المستدام . وعززها برسالة فى بريد رئيس الحركة الشعبية بأننا كمجتمع ( حوازمة ونوبة ) جاهزون بما تم من سلام إجتماعي وأن الكرة فى ملعبك لإستكماله بالسلام النهائي فى الجولة المرتقبة .
أما أمير إمارة الغلفان على حامدين فقال إن ما تم من سلام إجتماعي بينهم والحوازمة كان ينظر إليه البعض بأنه مستحيل. وأضاف بأنه تحقق لأن السلام النهائي إذا تم توقيعه ولم يسبقه سلام إجتماعي فلا يكون هنالك تعايش وإستقرار فى الإقليم .
فيما لم يذهب المتحدث بإسم لجنة 7+7 بخيت أحمد دبه بعيداً عن هذا المنحى فقال بأن السلام الحقيقي يتم في القرى والفرقان والكراكير والغابات وليس فى الفنادق. مؤكداً بأن الإستمرار فى السلام الإجتماعي هو الضامن للتعايش السلمى وإستقرار الولاية.
٣
بتلمسه لقضايا السلام الإجتماعي،يكون الملتقي قد خاطب الجذور التاريخية للمشكلة بين الحوازمة والنوبة وعمل على رتق النسيج الإجتماعي وإعادة العلاقات التاريخية الممتدة والتحالفات القديمة بين مختلف المكونات وتعميق الأواصر والتواصل والإحترام المتبادل بين القبائل وقبول الآخر وهذا هو الطريق للسلام والإستقرار بالولاية . وقد ساعد في ذلك أن حكومة الولاية الحالية جعلت ملف السلام الإجتماعي من أولوياتها بإعتبار أنه المدخل للتعايش بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى فلذلك صبت جل جهودها لبنائه فى المجتمع، كما ظلت تنادي بسياسة اللاعنف . مثلما ساعدت الحركة الشعبية، التي سئمت الحرب وتريد دخول جولة المفاوضات المعلنة وظهرها مؤمن بالسلام الإجتماعي والتعايش السلمي بين مختلف المكونات دون مشاكل داخيلة تنعكس سلباً على مسيرة التفاوض .
إذاً يبقى السلام الإجتماعي سواء، بالنسبة، للحكومة أو الحركة الشعبية مهما لإستقرار الإقليم برمته .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى