أخبارأخبار عاجلة

«قمم» تحذر من الكارثة الإنسانية بولاية الجزيرة

متابعات: الجماهير

إن ود مدنى التي كانت ملاذا آمنا للنازحين من مناطق الصراع، أصبحت اليوم مسرحًا لجرائم وحشية تذكر بمآسي شهدها العالم في رواندا وسربرنيتسا حيث كان الصمت الدولي شريكًا في تلك المآسي.

جاء ذلك في خطاب مفتوح، وجهه تحالف “القوى المدنية المتحدة” (قمم)، الثلاثاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقي؛ لفت فيه الإنتباه للكارثة الإنسانية في ولاية الجزيرة، حيث “تتعرض حياة المدنيين لخطر حقيقي نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها القوات المسلحة السودانية بالتنسيق مع ميليشيات جهادية متطرفة وعلى رأسها ما يعرف بـ لواء البراء”.

وطالبت “قمم” المجتمعين الدولي والإقليمي بالتدخل الفوري لحماية سكان ولاية الجزيرة من خطر استهدافهم وقتلهم بأبشع الطرق على أساس الهوية والتصنيفات العرقية، واتخاذ تدابير عملية وعاجلة لوقف ممارسات الجيش السوداني وميليشياته التي تستهدف المدنيين الأبرياء دون رادع.

وناشدت بإعلان مدينة ود مدني “منطقة منكوبة”، والعمل على تأمين حماية المدنيين بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك “نشر قوات حفظ سلام دولية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من العنف مع تقديم الدعم الإنساني العاجل”.

وقالت “قمم” في خطابها، إن قوات الجيش ارتكبت جرائم بشعة تتنوع بين القتل العشوائي والتمثيل بالجثث والإغراق في النيل وحرق الأحياء، في مشاهد “لا يمكن وصفها إلا بأنها تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ترتكب على أساس الهوية”.

وطالبت كذلك بفتح “تحقيق دولي مستقل وشفاف في الجرائم المرتكبة في مدينة ود مدني ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة. بما في ذلك الأطراف المتواطئة والداعمة لهذه الميليشيات المتطرفة”.

ورأت “قمم” أن الصمت إزاء ما يحدث في السودان اليوم “يعتبر تواطؤا صريحا مع الجناة، ويشجع على استمرار دوامة العنف والإفلات من العقاب”.

وحمّلت المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث في السودان، حيث أشارت “قمم” إلى إن استمرار الصمت الدولي يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، ويُعدّ مشاركة فعلية في هذه الجرائم.

وجاء في الخطاب: “إن الجرائم التي نشهدها اليوم في ود مدني تهدد وحدة السودان ومستقبله، وتنذر بانهيار كامل للنسيج الاجتماعي في البلاد. إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل حاسم وسريع، فإن هذه الجرائم ستتكرر في مناطق أخرى، وستتحول السودان إلى بؤرة للفوضى والعنف المستمر الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى