رأي

كتب أحمد عابدين: الطيب المكابرابي ولي عنق الحقيقة

أحمد عابدين

إلى السيد الطيب المكابرابي:
أطمئنك ومن داخل العاصمة الخرطوم، أن السيد القائد (محمد حمدان دقلو) حي يُرزق، أطال الله عُمره، ومنحه الصحة والعافية. إما أن يكون الأمر كذلك أو أن السيد (أنتوني غريفث) قد كان يكلم بالأمس القريب (بعاتي)! وأنقل لك هذه الحقيقة اشفاقاً عليك، حتى لا يخدعك إعلام الهمج وأنت الإعلامي والكاتب والأخ العزيز. وصفنا السيد (الدرديري) في مقالين لهه – بعد أن قبض ثمنهما – بـ(عرب الشتات)، ونحن من كنا نلم شتات السودان يوم أن أدخل حملة السلاح دولة الخديعة الكبرى في مأزق وجودي، فألبسنا بيوتكم أمناً وسلاماً، حتى بح صوت الحرائر شكراً وحمداً لله، أن بارك في ضُراع قوات الدعم السريع فبتن في أمان خدورهن يحتضن بعولتهن بلا وجل. وأطمئنك مرة ثانية أننا في الخرطوم ملء السمع والشوف، نُطارد جيش الشتات حتى بتنا على مشارف كرري، ولكم أن تواصلوا الإنكار حتى يحدث في جيش الشتات ما حدث في (الاحتياطي المركزي)، و(المدرعات)، وقبلها عشرات المواقع. أنتم مخدوعون ومجبرون على الدفاع عن الخديعة، إذ لم يكن أحدكم يتخيل أن (الخرطوم) عاصمة النُخب الفاسدة، وحاضنة الأقلية العُنصرية سيحسمها (أشبال) كانت تعليماتهم فقط إحمونا و(خليكم بعيد منا). أنتم سيدي الكريم ظللتم تنامون على حُلم هدم جسر شمبات لخمسة أشهر واستلام الإذاعة والتلفزيون، حتى صارت رواية يقصها لكم ملك الأكاذيب الفريق العطا، وهو جالس في مكاتب الأطباء بالسلاح الطبي. اطمئنك بأن من يسكن البيوت الآن هي الذكريات والقطط، أما نحن ففي مقار الجيش نحاصر ما تبقى من معابد الضلال. أنا مثلك أدعو الجيش وقائده (مُسيلمة)، أن يأتي وينظف الخرطوم من اللصوص الذين أطلق هو سراحهم، وأن يحضر معه كبار اللصوص الذين هم بين يديه (مردوفين)، لكي نخلص هذا البلد آخر لص، ونبنيه من جديد.
أما حديثكم عن (أطماعنا) في الخرطوم، فهو أطماع في هدم معبد الظُلم وزبانيته، وشركائه من المصلين بلا وضوء. وأما عن إتهاماتكم الكذوبة لنا بالاغتصاب، فأنت أول من يعلم بأننا نعاف حتى الطين في ظُلف البقر، وفي ثقافاتنا فإن دون شرف (أم قرون) أرواح مائة رجل لكنكم هربتم من ميدان المعركة وأخرجتم نسائكم من الخرطوم ليبقى فيها البسطاء من الرجال والنساء في مواجهة القصف بالقنابل والطائرات. ودونك مجزرة جنوب الحزام التي ارتكبها طيران جيشكم بالأمس القريب في تنفيذ حرفي لفتوى (عبيد الله) التي أجاز فيها قتلنا وقتل أنعامنا، وقصف قوافلنا التجارية بالطيران. وأما الصور المفبركة ونهب البيوت، فهو بفعل اللصوص الذين أخرجتوهم من السجون بسيناريو مرسوم للخراب، وألبستم استخبارات الجيش ملابس قوات الدعم السريع، فعاثوا في الأرض فساداً ولازالوا يفعلون، ونحن لا نوالي مُجرم. وأما السيارات فكم هم من غادروا بها نحو الشمال والشرق والوسط قبل الغرب؟ أم أنكم تتخيرون؟ وهل ستصدقني لو قلت لك أن بعض المنهوبات الآن داخل مقار الجيش في الولايات التي يسيطر عليها؟ أخشى أن يكتب التاريخ أن (المكابرابي) كان من المكابرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ