رأي

كتب علي أحمد: الفلول.. هزائم متكررة في ميدان المعارك وطلبات غريبة في (جدة)!

بقلم: علي أحمد 

كالعادة كلما تأخرت قوات الفلول التي تتزيأ بزي الجيش على الصعيد الميداني وتتالت عليهم الهزائم، تشغل غرفهم الإعلامية الناس بالحديث عن انسحاب جديد من مُفاوضات جدة. لكن اللافت هذه المرة أن قوات الجيش قدمت طلبات أقل ما يقال عنها أنها (غريبة) كشروط لاستمرارالتفاوض،

يُمكن إجمالها في طلب التعامل معها كـ(طرف مُنتصر) في الحرب! ودون أي أمارة.
إذ طالب الجيش بما يمكن التعبير عنه بـ(أشركوا الحزب المحلول في المفاوضات)، و(أطلقوا سراحنا لنقتلكم)، و(أطعمونا لنصير أقوى على قتالكم)، و(فكوا حصاركم عن مقراتنا). وكأنه يوجد بأيديهم ما يساومون عليه، بعد مقتل أغلب عناصر مليشياتهم، وهزائمهم المتكررة والمشهودة يوماً بعد يوم.

أشركوا الحزب المحلول في المفاوضات:

بعد يومين من هزيمة فلول الجيش في معارك (الكدرو) شمال بحري – غادر وفد الجيش التفاوضي مدينة جدة دون إخطار الوساطة السعودية، مُتعللاً بأسباب شتى، منها رفض الدعم السريع طلبه بإشراك حزب المؤتمر الوطني المحلول في المفاوضات! ومن عجب أن يتخيل عناصر الوفد التفاوضي للجيش أن قوات الدعم السريع ستوافق على وجود من أشعل الحرب ويعمل على إطالة أمدها، في طاولة مفاوضات واحدة معه، وأن يسمح لعصابة (علي كرتي) المُجرمة – والتي اختطفت القرار في الجيش – بأن تقرر في مُستقبل السودان، بدلاً عن محاسبتها جراء ما اقترفت أيديها طيلة عقود، وآخرها جريمة إشعال هذه الحرب. لكن (الفلول) يريدون كسب الوقت، والتقدم بمطالب (تعجيزية) لإطالة أمد التفاوض، ظناً منهم أن هناك (مُعجزة ما) قادمة في الطريق، ستنجح في قلب الموازين العسكرية لصالحهم، وعن (أوهام) الفلول حدث ولا حرج.

أطلقوا سراحنا لنقتلكم:

وطلب الجيش من قوات الدعم السريع السماح لقادة الجيش (البُرهان وكباشي)، بالخروج من القيادة العامة كشرط للتفاوض، ما أثار حيرة السامعين. فكيف يسمح الدعم السريع لقائد الجيش المُحاصر – والذي يقاتله حالياً – بالخروج من (بدرومه)، مع العلم أن حصاره يمثل أكبر نقاط القوة في موقف الدعم السريع العسكري؟ هل يريد الفلول أن يهديهم الدعم السريع نصراً مجانياً؟ وهل يستقيم أن يطلب عاقل مثل هذا الطلب الغريب؟ لكنهم الفلول وقد تم لهم ما أرادوا بعرقلة التفاوض وتأخيره، ليعودوا لبورتسودان من أجل محاولة تجنيد مواطنين جدد كمحرقة للحرب، فقط من أجل إطالة أمدها، باعتبار أنهم الآن باتوا على يقين، أنه ما من نصر قريب.

أطعمونا لنصير أقوى على قتالكم:

أما ثالثة الأثافي، فقد طالب وفد الجيش بإدخال مواد غذائية ووقود وأدوية للقيادة كشرط للاستمرار في التفاوض، الشئ الذي رفضته قوات الدعم السريع. وكان من المنطقي أن ترفضه، ومن غير المنطقي أن يطلب الجيش المتحالف مع فلول النظام البائد من عدوه أن يُطعمه كيما يستطيع النيل منه، وهو حديث العاجز الذي يخجل من قوله الأحرار. لكنهم الفلول وقد وصلوا إلى نهاية الطريق، وأدركوا أن الحل السلمي لا يعني سوى محاكمتهم في نهاية المطاف، وإعادتهم لمكانهم الطبيعي في المنافي والسجون.

فكوا حصاركم عن مقراتنا:

ورفضت قوات الدعم السريع طلباً للجيش بفك الحصار عن القيادة العامة وسلاح المهندسين والمدرعات، واشترطت تسليم الحكومة لمدنيين لفك الحصار عن هذه المقرات العسكرية، والتي يتم من داخلها قصف لا يميز بين المدنيين وقوات الدعم السريع، وتُدار من داخلها المعارك. وأغلب الظن أن الفلول هم أول من يعلم باستحالة التعاطي مع مثل هذا الطلب، الذي لا ينم إلا عن خبل صاحبه. لكنهم (الفلول) وقد آثروا البقاء في هذه الحالة (الإستاتيكية)، وقنعوا بالبقاء في مقرات الجيش المُحاصرة هذه، باعتبار أنهم لا يمكن تصنيفهم كقوى منهزمة إلا بعد انتهاء الحرب. ما يجعل انتهاءها نفسه كابوساً يقض مضاجعهم. ولأن الفلول يسبحون عكس تيار الشعب السوداني الجارف، المُتطلع لإيقاف الحرب والتحول للحكم المدني، فلا خيار أمامهم سوى السعي لإفشال الحلول السلمية، ومحاولة توسيع رقعة الحرب على أي وجه، بغض النظر عن التكلفة الباهظة التي دفعها وسيدفعها المدنيون في هذه الحالة.

حان الوقت لإيقاف الفلول عند حدهم، ولو بإرسالهم (حرفياً) إلى الجحيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى