الجماهير: أيمن المدو
بنجاح ثورة ديسمبر المجيدة، طوت المرأة السودانية صفحة حالكة وأنهت حقبا عجافا كانت تتعرض فيها لأشكال متعددة من المضايقات في مختلف مجالات العمل، بحجج كان يسوقها نطام المخلوع للحد من أدوارها الطبيعية في المجتمع. وعند بذوغ فجر الثورة، فإن نساء السودان من (الكنداكات) و(الميارم) كن القوة الضاربة للثورة – بحسب مراقبين – حيث كن يتصيدن البمبان ويحمين (المتاريس، الآن في الذكرى الثانية لثورة ديسمبر ماذا تحقق لهن من حقوق وتفتح أمامهن من آفاق؟.
نصت الوثيقة الدستورية، على أن لا تقل مشاركة النساء في عضوية المجلس التشريعي عن 40 بالمائة، بينما تطالب النساء برفع نسبة المشاركة في جميع مستويات الحكم إلى 50 بالمائة.
ارث تاريخي

النساء كن يشكلن حجر الأساس في ثورة ديسمبر، ولمكانة المرأة في قيادة التغيير، تحولت الشابة آلاء صلاح، إلى أيقونة للثورة، بعدما قادت هتافات كان لها وقعها على الثوار وحراكهم خلال التظاهرات. أن مهام المرأة لم تقتصر على التغيير، بل اتجهت حواء السودان نحو التعمير؛ خصوصا في مرحلة ما بعد السلام، وفي هذا الجانب أفصحت الناشطة في مجال حقوق المرأة، ابنة زعيم حركة العدل والمساوة الراحل د. خليل، الدكتورة إيثار خليل إبراهيم، والتي ابتدرت حديثها حول الأدوار التي من المؤمل أن تقوم بها المراة في مرحلة ما بعد السلام من خلال تبشير الكادحين والمسحوقين في مخيمات البؤس والنزوح والمهمشين بالمرحلة الجديدة. وقالت: “نبارك للنساء والشباب الثوري الحر اقتلاعهم لنظام الفاشية، المؤتمر الوطني” . وقالت ايثار لـ(الجماهير)، إن المرأة السودانية لها إرث تاريخي نضالي وبطولي مشرف، أهلها لأن تكون العمود الفقري من خلال ثقلها النوعي والكمي في المساهمة في قيادة الحراك الثوري”. ومن جانبها أضافت آلاء صديق، وهي خريجة جامعية أن المرأة السودانية لعبت دورا كبيرا في الثورات والتغيير في البلاد منذ العهد الكوشي. وقالت إن هذا الدور ما زال مستمرا حتى قيام ثورة ديسمبر المجيدة، مبدية تباهيها باخواتها الكنداكات بقولها: “أخواتي ورفيقاتي كن يتقدمن الصفوف في مواجهة عساكر النظام البائد، بجانب أنهن كن يلهبن الحماسة في المظاهرات من خلال زغاريدهن، فضلا عن مشاركتهن لشقائقهن الرجال وتقاسمهن معهم المعتقلات والزنازين، بجانب قيامهمن بإعداد الطعام والعلاج وتنظيم الندوات، بل حتى المبيت في ساحة الاعتصام”.
وتابعت آلاء بالقول: “يحب أن لا ننسى أيقونة الثورة الكنداكة آلاء صلاح، والتي من خلالها عرف العالم من هي المرأة، أو الكنداكة السودانية وأثبتت للعالم – أجمع – أن للكنداكة دور قيادي بارز في هذه الثورة.
أهداف مشروعة
حزمة من التساؤلات ما تزال حاضرة في ذهن كل امرأة سودانية دفعت بفلذة كبدها قربانا للثورة دون أن تجد الإنصاف المطلوب في ذكري الثورة، فضلا عن بروز قضايا أخرى تتعلق بحقوقها لم تحسم بعد.
وبحسب بعض الناشطات في العمل العام، فإن بعض القضايا النسوية الملحة لم يتم البت فيها بالصورة المطلوبة. وفي ذات الصدد تشير الصحفية مي علي، إلى أن المرأة السودانية، رغم أنها لعبت دورا بارزا في ثورة ديسمبر المجيدة، عبر مشاركتها في كل المواكب التي خرجت من كافة مدن وأريارف السودان جنبا إلى جنب مع الثوار، إلا أنها لم تجد الإنصاف والمكانة التي تليق بها، موضحة أن الفتيات كان لهن نصيب في اعتصام القيادة في حراسة التروس وإعداد الطعام وتضميد الجراح.
ولفتت الصحفية مي، إلى ان بعض النساء قمن بتقديم فلذات أكبادهن من أجل إسقاط نظام الإنقاد وأخريات كن يقدن المظاهرات، إلا أنهن وفي أوقات لاحقة بعد زوال نظام البشير فقدن وظائفهن في المؤسسات الحكومية بتهمة الانتماء السياسي للنظام البائد، وقالت: “كان ذلك بمثابة جزاء سنمار”.
حقائب قيادية
بينما ترى الخريجة الجامعية آلاء الصديق، أن المرأة وبعد نجاح الثورة نالت تقديرها الذي تستحقه ومنحت حقائب قيادية في مجلسي السيادة والوزراء وفي القضاء، بل وحتى منصب الوالي.
ومن بين النساء اللائي شغلن حقائب مهمة في الحكومة الانتقالية في مجلس السيادة، رجاء نيكولا عيسى عبد المسيح، وعائشة موسى السعيد، وشغلت ولاء البوشي، منصب وزيرة الشباب والرياضة السودانية، وتولت لينا الشيخ عمر محجوب، وزارة التنمية الاجتماعية، فيما اختيرت آمال محمد عزالدين، لمنصب الوالي بالولاية الشمالية، وآمنة أحمد المكي، لولاية نهر النيل.
