أخبار

مواكب 30 يونيو .. تعدد الشعارات وتباين الأهداف الشرطة: عنف مفرط تجاه قواتنا أسفر عن إصابة (28) من منسوبينا

 النيابة: لم تسجل أي حالات وفاة أو إصابة في العاصمة أو الولايات

خالد عمر يوسف: الفلول يبتغون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخاب سعيهم

الخرطوم – الجماهير

على غير التوقيت الذي اعتاده السودانيون (الواحدة ظهرًا)، خلال مواكب ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظام المؤتمر الوطني المحلول، فيما بات يعرف بتوقيت الثورة، تحركت مواكب أمس الأربعاء، من وسط الخرطوم منطقتي (جاكسون وشروني)، باتجاه مجلس الوزراء والقصر الجمهوري.

وبحلول الثانية عشرة ظهرًا كانت قوات الشرطة، تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا في طريقهم إلى مجلس الوزراء والقصر الجمهوري، كما أطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع في مواجهة المئات أمام مبنى البرلمان بأمدرمان.

وشهدت العاصمة الخرطوم، وعدد من عواصم الولايات السودانية، أمس الأربعاء، خروج مواكب إحياء لذكرى 30 يوينو، الذي يصادف تاريخ استيلاء نظام عمر البشير البائد على مقاليد الأمور بالبلاد، كما يصادف الذكرى الثانية لموكب 30 يونيو العام الماضي، الذي أعاد الثورة إلى جادة الطريق بحسب محللين، وذلك، لأنه أجبر المجلس العسكري الانتقالي -حينذاك- للتفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وصولاً إلى اتفاق سياسي، ثم إلى الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية حاليًا.

الدعوات إلى مواكب 30 يوينو صدرت عن الحزب الشيوعي السوداني، وأنصار حزب المؤتمر الوطني المحلول، والحركة الإسلامية، وهؤلاء ينادون بإسقاط الحكومة، بينما دعم آخرون حكومة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ولكنهم نادوا باستكمال مطالب الثورة.

وبالتالي، تباينت الشعارات التي رفعها المتظاهرون في مواكب 30 يونيو، ما بين شعارات تطالب بإسقاط الحكومة الانتقالية صراحة، وأخرى تدعو لتصحيح مسار الثورة وتحقيق مطالبها، بجانب تحقيق العدالة والقصاص للشهداء.

جاءت الهتافات على شاكلة: “حكومة الجوع.. تسقط بس”، و”الشعب يريد إسقاط النظاط”، و”لا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي”، و”لا لإفقار الشعب السوداني”.

ومع أن المشاركين في التظاهرات رددوا شعارات تؤكد سلمية المواكب، وهو ما اعتاد عليه الثوار السودانيون خلال ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير في 2019، إلا أن مواجهات جرت في عدد من المناطق في الخرطوم بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وشهدت العديد من الشوراع وسط الخرطوم وفي أمدرمان حالات كر وفر.

إجراءات مشددة

استبقت السلطات مواكب أمس بفرض تشديد الإجراءات الأمنية، وإعلان حالة التأهب القصوى وسط قوات الشرطة، وأحمكت القوات المسلحة الطرق المؤدية إلى محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم.

مواكب المدن

وشهدت عدة مدن سودانية بخلاف الخرطوم خروج مواكب 30 يونيو، ففي مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، سيرت لجان مقاومة مدني وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي السوداني مواكب إلى مقر أمانة حكومة الولاية، وتراوحت مطالب المتظاهرين بين إسقاط الحكومة الانتقالية واستكمال مطالب الثورة والقصاص لدماء الشهداء.

كما شهدت مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور، مشاركة جماهيرية كبيرة في مواكب 30 يونيو، واحتشدت المواكب في ساحة الشهيد السحيني وسط المدينة.
وطالب المتظاهرون بإقالة رموز النظام السابق الذين لا زالوا في دواوين الحكم، كما طالبوا بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، بجانب تشكيل المجلس التشريعي وإكمال هياكل السلطة التنفيذية واستكمال ملف السلام.

وشددت الأجسام الثورية ولجان المقاومة بنيالا في بيان، على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وتكوين جيش وطني واحد، فضلاً عن فرض هيبة الدولة، ووقف النعرات القبلية والعنصرية.

وشهدت مدينة القضارف، عاصمة ولاية القضارف، هي الأخرى، خروج آلاف المتظاهرين، الذين انتظموا في مواكب 30 يونيو وتركزت مطالبهم بصورة أساسية في إقالة والي الولاية.

وفي دنقلا، أكدت لجان المقاومة دعمها ووقوفها مع حكومة الفترة الانتقالية، ومبادرة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك، حول معالجة الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال من أجل العبور بالبلاد في كافة المجالات، كما جددت مواصلة مسيرة البناء والتعمير وخدمة المجتمع.

خلو الشوارع

مع المواجهات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وبحلول السادسة مساء، عاد الهدوء التام لوسط الخرطوم، وبدت الشوارع التي حاول المتظاهرون تتريسها خلال مواجهاتهم مع الشرطة خالية من المارة تماماً.

لا وفيات

وبحسب إفادت الغرفة المركزية التي شكلها النائب العام المكلف، مولانا مبارك محمود عثمان، لمتابعة سير مواكب 30 يونيو الاربعاء، فإنه وبفضل الخطة التفصيلية المحكمة للنيابة العامة والتنسيق المحكم مع الأجهزة ذات الصلة، فإن الغرفة لم تسجل أي حالات وفاة أو إصابة في العاصمة أو الولايات.

وكشفت الغرفة أن النيابة العامة، وبالتنسيق مع القوات الشرطية، استطاعت القبض على عدد (73) من المتفلتين، تم إيداعهم حراسات الشرطة المختلفة، وتم تدوين بلاغات في مواجتهم تحت المواد 69 و 77 القانون الجنائي، والمتعلقة بالشغب والإزعاج العام.

وأكدت الغرفة أن النائب العام المكلف ظل في حالة متابعة لصيقة للأوضاع أثناء المواكب، وأنه أشاد بالروح السلمية والمسؤولية الكبيرة التي أبداها المتظاهرون.

إصابات في صفوف الشرطة

غير أن الشرطة قالت في بيان، إن مجموعات حاولت الوصول إلى مرافق سيادية كالقصر الجمهوري، وتصدت لها القوات بالقدر المناسب من وسائل فض الشغب، بيد أن هذه المجموعات تعاملت بعنف مفرط تجاه قوات الشرطة، مما أسفر عن إصابة (28) فرداً من منسوبي قوات الشرطة في محيط موقع الأحداث إصابات متفاوتة، إحداها خطيرة. وبمحلية بحري ومناطق متفرقه من العاصمة أصيب عدد (24) شرطياً.

وأكدت رئاسة قوات الشرطة التزامها المبدئي بإنفاذ القانون في حماية الأرواح والحفاظ على الممتلكات، وأداء واجباتها بمهنية وتجرد، وتدعو المواطنين للالتزام بالنهج السلمي للتعبير المكفول لهم بنص الوثيقة الدستورية.

خالد يوسف يعلق

بحسب وزير شؤون مجلس الوزراء، خالد عمر يوسف، فإن من خرجوا الأربعاء ثلاثة أصناف من المحتجين: ثوار خُلص يبتغون حماية ثورتهم واستكمال مهامها ونالوا ما أرادوا. وجماعات من الفلول يبتغون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخاب سعيهم، ولا مكان لمخططاتهم الانقلابية في سودان ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

وأضاف على صفحته في فيس بوك قائلاً: “انتصرت الشوارع اليوم، ولازم جهاز الشرطة المدني التوفيق في حفظ حقوق الإنسان في التعبير السلمي، وحماية أمن وسلامة البلاد”. وزاد: “أستطيع أن اؤكد أن أصوات الثوار والثائرات تجد آذاناً صاغية عند حكومة الانتقال التي لن تألو جهداً في أن تقوم بدورها في تحقيق غايات الثورة.. حققت بلادنا انتصاراً جديداً بالأمس في طريق إعفاء ديونها التي تثاقلت بسبب سوء الإدارة وفساد الشموليات. القادم أفضل وأجمل، القادم تعزيز للحرية وصناعة السلام وتحقيق العدالة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ