كمبالا: الجماهير
نظّمت صحيفة “إدراك” الإلكترونية، اليوم الخميس، ندوة تناولت الأبعاد الإنسانية والقانونية لاستخدام السلاح الكيميائي في الحرب السودانية، وسط حضور نوعي لعدد من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين والقانونيين والمهتمين بمجال حقوق الإنسان.
وتحدّث خلال الندوة، التي أقيمت بمقر مركز إدراك للإعلام والتدريب في العاصمة الأوغندية كمبالا، كل من المحامي والخبير القانوني حاتم إلياس، والطبيب والاختصاصي الدكتور حاتم عبد الحميد مدني، حيث ناقشا تداعيات استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة بالسودان، وآثارها بعيدة المدى على المدنيين.
وقال حاتم الياس، في مداخلته، إن “استخدام السلاح الكيميائي يمثل خرقًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، ويعد من الجرائم التي يمكن أن يحال مستخدموها إلى المحكمة الجنائية الدولية عبر مجلس الأمن الدولي”. وأكد أن “هذا النوع من الجرائم سيعرض أطرافًا فاعلة في النزاعات، مثل مجموعة بورتسودان بقيادة الفريق البرهان، للمساءلة القانونية الدولية”.
وأضاف أن “استخدام هذه الأسلحة يشكّل خروجًا عن مقتضيات النزاع المسلح التقليدي، ويعرّض حياة المدنيين لمخاطر جسيمة تهدد حقهم في الحياة والسلامة الجسدية”.
من جانبه، أشار الدكتور حاتم عبد الحميد مدني إلى أن “السلاح الكيميائي يتسبب في تشوهات خلقية، وقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض في الدم وظهور أعراض واضحة في العيون”، لافتًا إلى أن “التأثيرات قد تظهر حتى بعد سنوات من انتهاء النزاع، كما هو الحال في حالات موثقة مثل هجوم حلبجة”.
وأضاف أن “الأطفال حديثي الولادة قد يُصابون بعيوب خلقية ناتجة عن التعرض السابق للمواد الكيميائية السامة خلال فترات الحرب”.
وأشار إلى أوجه تشابه بين السلاح الكيميائي ومرض الكوليرا، من حيث نمط الانتشار، إذ أن كلامها يبدأ في منطقة محددة وينتقل تدريجيًا إلى مناطق أخرى، ما يضاعف من تعقيد الاستجابة الإنسانية والصحية، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى أنظمة الرصد والاحتواء.
وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، قبل أسبوعين، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان بعد ثبوت استخدامه أسلحة كيماوية عام 2024. ودعت حكومة الأمر الواقع التابعة للجيش في بورتسودان إلى وقف استخدام الأسلحة الكيماوية والوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيميائية.
وتأتي هذه الندوة في إطار جهود منظمة لتعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الحقوقية والإنسانية التي تهم المجتمعات المتأثرة بالنزاعات، وعكس ما يعانيه السودانيين جراء الحرب الحالية.