الغارديان- الجماهير، في إفادات صادمة، عدد من النساء السودانيات اللائي أقمن طوال الحرب في مدينة أمدرمان، يكشفن لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الأثنين عن الإعتداءات الجنسية لجنود الجيش السوداني -الجنس مقابل الطعام- المنتشرة على نطاق واسع في مدينة أم درمان التي مزقتها الحرب، حيث قالت النساء: إنهن كن يُجبرن على ممارسة الجنس مع جنود الجيش السوداني مقابل الطعام.
وجاء في إفادة أكثر من (24) امرأة لم يستطعن الخروج وأسرهن من مناطق القتال في أم درمان: إن الاتصال الجنسي مع جنود الجيش السوداني؛ كان طريقتهن الوحيدة التي يمكنهن عبرها من الحصول على الطعام، أو السلع التي يمكن بيعها لجمع المال لإطعام أسرهن، وذلك بعد أن نفذت مدخرات أسرهن.
وأكدت النسوة لـ «الغارديان» أن معظم الاعتداءات وقعت في المنطقة الصناعية بأمدرمان، حيث يتوفر معظم الطعام الموجود في المدينة. وأوضحت إحدى الضحايا: أنها لم تكن تملك خيارا آخر للبقاء على قيد الحياة سوى ممارسة الجنس مع جنود الجيش السوداني؛ فهي الطريقة الوحيدة التي يمكنها عبرها الحصول على الطعام لوالديها المسنين وابنتها البالغة من العمر 18 عاماً.
وأضافت نفس المرأة -بحسب الغارديان- إن “والداي كبيران في السن ومريضان أيضا، وكما أنني لن أسمح لابنتي بالخروج للبحث عن الطعام قط”. وتابعت: ذهبت إلى الجنود -الجيش- وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الطعام، فقد كانوا موجودين في كل مكان في المنطقة الصناعية بأمدرمان.
وقالت امرأة من هؤلاء النسوة إنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع جنود الجيش في مصنع لتجهيز اللحوم في مايو (أيار) من العام الماضي، وذلك بعد وقت قصير من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضافت: لقد أُجبرت مرة أخرى على ممارسة الجنس في مستودع لتخزين الفول المدمس”.
وقالت بعض النساء اللواتي تحدثن إلى صحيفة «الغارديان» إن جنود الجيش يقايضون الجنس مقابل أن يسمحوا للنساء بالوصول إلى المنازل المهجورة، حيث لا يزال من الممكن نهب الأشياء لبيعها في الأسواق المحلية. وقالت إحدى النساء إنه بعد ممارسة الجنس مع جنود الجيش، سُمحوا بأخذ الطعام ومعدات المطبخ والعطور من المنازل التي تركها أهلها. وتحدثت عن خجلها من الاعتداء الذي أجبرت على تحمله واضطرارها إلى السرقة من أجل البقاء على قيد الحياة.
وتأتي إفادات هؤلاء النساء بالتزامن مع صدور تقارير حقوقية -ظلت تنشر بشكل دوري طوال الحرب- لمنظمات دولية وإقليمية ومحلية؛ تتحدث عن تصاعد الاعتداءات الجنسية على النساء منذ اندلاع الحرب في السودان. هذا وقد صدرت عدة تقارير عن منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوقية أخرى -في السنوات السابقة- توثق الاعتداءات الجنسية الممنهجة للجيش السوداني على النساء والفتيات في مناطق النزاع خاصة دارفور وجبال النوبة.