اخرى

القرن الأفريقي.. تنافس خليجي على النفوذ

الجماهير: وكالات 

في السنوات الأخيرة اكتسب القرن الأفريقي أهمية لدى دول الخليج العربية، فأقامت قواعد عسكرية وقدمت مساعدات سخية للدول الصديقة في تلك المنطقة.

وازدادت أهمية القرن الأفريقي بالنسبة لدول الخليج بعد شن التحالف بقيادة السعودية حربا في اليمن، فالقرن الأفريقي يبعد مسافة 30 كليومترا اليمن عبر البحر الأحمر عند مضيق باب المندب الذي يعد ممرا مهما لناقلات النفط المتوجهة من الخليج إلى أوروبا​.

لكن الأزمة الدبلوماسية الخليجية وقطع علاقات السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بالإضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر أتى بظلاله على الوضع في تلك الدول الأفريقية، حسب وكالة أسوشييتدبرس.

وقال كريشتن كوتس ألرتشسن الباحث في جامعة رايس الأميركية: “أعتقد أننا نشهد لعبة شطرنج جيو سياسية” فقد وجدت دول القرن الأفريقي نفسها وسط التجاذب بين دول الخليج وتنافسها على النفوذ، حسب الوكالة.

أهمية القرن الإفريقي

وشكلت سواحل القرن الإفريقي نقطة مهمة للمهربين الراغبين في الوصول إلى اليمن وللقراصنة، لتبرز أهمية تأمين المنطقة كأولوية لدى دول الخليج منذ مارس 2015 عندما انطلقت العمليات العسكرية للتحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين ومؤيديهم الذين يسيطرون على صنعاء.

توسع عسكري

ومنذ التدخل في اليمن، عملت الإمارات على إقامة قاعدة عسكرية في ميناء عصب الإريتري فيما تعتزم بناء أخرى في أرض الصومال وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال الصومال.

أما السعودية فقد بحثت إقامة قاعدة لها في جيبوتي التي تحتضن قاعدة أميركية تنطلق منها مهمات الطائرات من دون طيار في الصومال واليمن إلى جانب قاعدة صينية في طور البناء.

ويرى محللون أن المنشآت العسكرية الخليجية ستصبح دائمة في شرق إفريقيا. وقال الباحث في جامعة برمنغهام عمر كريم إن الوجود العسكري الخليجي في القرن الأفريقي وبلدانه ليس مؤقتا، بل إن دول الخليج تصبح “فاعلا استراتيجيا طويل الأمد في المنطقة بأكملها”.

أهمية الصومال

تعد حكومة الصومال، وهي أول حكومة مدنية تصل إلى السلطة بعد عقود من الحرب مع جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، أكبر مستفيد من المساعدات السعودية، فيما دربت الإمارات الجيش الصومالي.

وبعد اندلاع أزمة الخليج، سمحت مقديشو للطائرات القطرية بالتحليق في أجوائها في وقت أغلقت دول عربية أجواءها في وجهها.

وقال مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة معالجة الأزمات الدولية رشيد عبدي “لا يمكنك العثور على أي مكان استراتيجي للدول العربية أكثر من الصومال”.

“خير” لإريتريا

وذكرت الوكالة أن الأزمة الدبلوماسية مع قطر قد تصب في صالح إريتريا التي يحكمها نظام قمعي.

وأضافت أن عشرات آلاف المواطنين هربوا من خدمة عسكرية إجبارية قد تستمر لأكثر من 10 أعوام، تصفها منظمات حقوقية بأنها تصل درجة العبودية.

وعندما بدأت الأزمة الخليجية، سحبت قطر 400 من جنودها المشاركين في قوة حفظ السلام في جزيرة متنازع عليها بين أثيوبيا وإريتريا. فأرسلت الأخيرة قواتها وفرضت سيطرتها على الجزيرة.

قلق أثيوبي

تملك أثيوبيا أحد أقوى جيوش المنطقة، لكنها تجد نفسها مطوقة بالقواعد العسكرية الأجنبية. وأعرب رئيس وزرائها في تموز/يوليو الماضي عن قلقه حين قال “أثيوبيا قد تتأثر في حال حدوث زعزعة للاستقرار الإقليمي”.

وقال المحلل السياسي مهاري تدالي إن “الخلاف في الخليج والفريق الذي تقوده السعودية، ونشاطات الإمارات ليس فقط في تسيير الميناء لكن كقوة عسكرية في القرن الأفريقي، كلها تشكل تهديدا لأثيوبيا”.

أسوشييتد برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى