

* زادت السلع وتضاعفت ثلاث أضعاف سعرها المهول أصلا، وهاج البعض وماج، وخرج التلاميذ إحتجاجا، وناهضت الكنداكات الوضع المأساوي، وإرتفعت الأكف بالدعاء ضد الغلاء ومن تسببو فيه ، ولا أحد يستقيل.
* تكررت المقالات وتشابهت الأحرف في إنتظار خطوة إيجابية لأحدهم أو إحداهن، كانت النتيجة الواحدة والمؤكدة والتي لا ثاني لها، أصبح الجميع (جلد تخين).
* قبل عامين من الان، أفاق مواطنوا إحدي المدن العربية من نومهم علي خبر إستقالة محافظ المدينة بسبب وفاة مواطن بصعقة كهربائية وإصابة آخرين إصابات متفاوتة جراء الأمطار والسيول التي ضربت المحافظة وأدت لأضرار كبيرة، رغم ان ما حدث كان بسبب (كارثة طبيعية).
* وهنا يتم تحرير شهادة وفاة للمواطن أولا، برفع ضغطه ثم يصيبونه بالسكري، والغدة الدرقية، والمصران العصبي، وكل الأمراض التي تأت نتيجة حتمية (للغضب والكبت)، ثم يرفعون من بعد ذلك سعر الأدوية التي لا قبل له بها، ويجلسون واضعين رجلا فوق رجل يحتسون الشاي والقهوة غير عابئين بأنين المرضي، ولا هلع ذويهم، وبطبيعة الحال لا أحد ينتظر منهم إقالة أو إستقالة.
* شوارع تحصد مئات الأرواح إسبوعيا، وتبقي علي العشرات ممن يصابون بالعاهات المستديمة، ولا مسؤول يعتذر، بل يصرحون( بكل قوة عين وجلد تخين)، بأن ماحدث قضاء وقدر.
* شلالات دماء تسيل لمئات المواطنين شهريا بسبب صراعات قبلية او غيرها في عدد من ولايات السودان الهامة جدا، والجميع عامل(طناش).
* مواطنون يمارسون حقوقهم الطبيعية بالتعبير عن رفض الواقع فيخرجون محتجين على غلاء المعيشة وإرتفاع الأسعار فتحصدهم الهراوات والغاز المسيل للدموع، ويتم رفعهم كالعجول في الدفارات قبل ان يقدموا للمحاكمة ، ورغم ذلك (فالغلطان هو المرحوم).
* عشرات الأطفال يموتون بسبب عدم توفر مصل العقارب، وتكرار هذا الحدث بشكل يكاد يكون شبه يومي وفي مناطق بعينها، ولا مسؤول واحد يفكر في توفير هذا المصل الهام بمستشفيات تلك المناطق ، ولا وزير يهمه كم من أرواح تفقدها البلاد كل يوم بسبب الإهمال والأخطاء الطبية.
* لك الله يا مواطن بلادي، فأنت محاصر بمسؤولين لا يوجد في قاموسهم سوى بضعة احرف يحفظونها عن ظهر قلب تقول : ( انا والطوفان من بعدي).