الجماهير: وكالات
يترقب سكان الأرض مساء اليوم الجمعة ظاهرة فلكية نادرة، تتمثل في أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين.
وسيتسنى رؤية ظلا أحمر أو بُني اللون للقمر خلال خسوفه الكلي، وذلك في بعض المناطق داخل أوروبا، والشرق الأوسطـ، وأستراليا، وأغلب أجزاء آسيا وأمريكا الجنوبية.
ويبدو القمر أحمر (ولذلك يسمى بالقمر الدموي) لأن الغلاف الجوي للأرض يبعثر بعض ضوء الشمس الواصل إلى القمر، ولأن الأطوال الموجية الزرقاء والبنفسجية مبعثرة أكثر من الأطوال الحمراء والبرتقالية، فإن المزيد من الأطوال الموجية الحمراء تصل إلى القمر، مما يجعله يبدو أحمر اللون.
وفي هذا الخسوف سيكون القمر في ظل كوكب الأرض لمدة أربع ساعات، وسيمتد الخسوف الكامل ساعة و43 دقيقة.
وفي نفس الليلة ينتظر أن يكون كوكب المريخ عند أقرب نقطة من الأرض منذ عام 2003، ويتوقع استمرار ذلك لعدة أيام. وسيظهر المريخ في شكل “نجم أحمر مشرق” حين تكون السماء صافية.
لماذا يستمر الخسوف لوقت طويل؟
سيمر القمر بمركز ظل الأرض عند النقطة الأوسع على الإطلاق من مساحة الظل، وهو ما يجعله أطول خسوف للقمر، وفقا لتيم أوبرين، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر.
ولا يقتصر الأمر على الخسوف الكلي للقمر واقتراب المريخ من الأرض، بل يحدث ما وصفه أوبرين بأنه “مسيرة الكواكب” أيضا، إذ تصطف الكواكب في المجموعة الشمسية بطريقة تسمح بالاستمتاع بمشهد رائع لكواكب الزهرة، والمشترى، وزُحَل، والمريخ.

وقال أوبرين إن “المريخ سوف يظهر وكأنه نجم جميل أحمر اللون ساطع يبعد عن القمر”.
وأضاف “كل عدة سنوات يصل المريخ أثناء دورانه حول الشمس إلى نقطة تجعله أمام الأرض، ما يسمح لنا برؤيته عن قرب”.
أين يُظهر الخسوف؟
يظهر الخسوف بوضوح في المناطق التي تكون فيها السماء صافية ليتمكن الجميع من مشاهدة هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم باستثناء أمريكا الشمالية. ويبدأ بظهور القمر في بريطانيا وغرب أوروبا.

وتكون الرؤية الأوضح للظاهرة في شرق أوروبا، ووسط وشرق أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وهي المناطق التي يُشاهد فيها خسوف القمر الكلي إذا جاءت حالة الطقس مواتية.
وعلى ذلك، يكون المكان الأفضل في بريطانيا وأوروبا لمشاهدة القمر الدموي هو المنطقة الجنوبية الشرقية.
كما يظهر قريبا من القمر كوكب المريخ الذي يبدو كنجم ساطع أحمر اللون. ويظهر كوكب المشترى جنوب أوروبا بينما يظهر الزهرة في الغرب.
وقالت إيميلي براندسين، مديرة مركز أستروكامباس لدراسات الفلك في جامعة يورك، إن ما سنراه الليلة “نموذج مصغر للقمر الدامي”.
وأضافت أنه “خسوف كلي للقمر في وقت يكوف القمر تقريبا أبعد نقطة عن الأرض، وهو ما يجعل القمر يبدو أصغر حجما مما اعتاد الناس على رؤيته”.